الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللعب على المكشوف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. خلال النصف الثانى من عام ٢٠١١، كانت مصر تعانى من فوضى عارمة، فلم يكن هناك تماسكًا للدولة، فالمظاهرات المُصطنعة تعُم الشوارع، والمُغرضون هم المتصدرون للمشهد السياسى والإعلامى، والإخوان وأنصارهم ينفذون أجندتهم الخاصة بحرفية ومهارة منقطعة النظير، ومن أطلقوا على أنفسهم لقب «الثوار» لا يفهمون ولا يفكرون ولا يستوعبون حقيقة ما يحدث، وكان المأجورون عديمو الضمير يورطون الدولة فى أحداث عنف كادت أن تأخذ الدولة وتُسقطها لأسفل. 
.. فى خضم هذه الأحداث اجتمع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين والسياسيين لمحاولة وضع النقاط على الحروف، لكى يتحملوا مسئوليتهم الوطنية تجاه مصر، كان اللواء عبدالفتاح السيسى أحد أعضاء المجلس العسكرى حاضرًا ومُتحدثًا للحاضرين، وكنت أنا أحد الحاضرين مع الأساتذة صلاح منتصر وجمال الغيطانى ووائل الإبراشى وعدد من المحسوبين على القوى السياسية.. أتذكر حتى الآن كل كلمة قالها اللواء السيسى، ولكنى سأتوقف عند جملة مهمة جدًا قالها، وهو يحاول إيصال مغزاها للحاضرين، حينما قال نصًا (اللعب على المكشوف فى الشرق الأوسط)، فقد كان المُخطط مستمرًا، وتعيش البلاد موجة من الأحداث المُخيفة التى تتورط فيها أجهزة دولية غرضها- بطبيعة الحال- إسقاط مصر فى مستنقع العنف والفوضى حتى تصل إلى مرحلة التقسيم لا قدر الله.
.. (اللعب على المكشوف) قالها اللواء السيسى فى النصف الثانى من عام ٢٠١١، وكنا لم نرى كل الكوارث الرهيبة التى حدثت فى مصر فيما بعد، شاهدنا بأعيننا الإرهاب الأسود، الذى نال من أغلى الرجال وأشرف الرجال فى الجيش والشرطة والقضاء، شاهدنا بأعيننا ما حدث وما زال يحدث فى سوريا، تدخلات دولية وتفاهمات لا طائل منها، والجيش السورى هو الهدف، والشعب السورى مغلوب على أمره، وأصبح مصير سوريا فى يد قوى دولية عظمى تتصارع على كعكعة سوريا، وظل مصير سوريا لسنوات طويلة فى يد (جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، وسيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى)، كانوا يقولون منذ سنوات «من أراد التحدث عن مصير سنوات عليه التنسيق مع (كيرى - لافروف)» ليُصبح الآن (تيلرسون - لافروف) بعد أن تولى تيلرسون منصبه الجديد، وزيرًا للخارجية الأمريكية 
.. (اللعب على المكشوف) فى ليبيا، والجيش مُحاصر ولا يُسمح بتسليحه، فقد دخل الصراع الليبى مراحل مختلفة، ذهبوا لـ«جنيف» مرة واثنين وثلاثة، ولَم يتفقوا، وتدخلت القوى الدولية، وأصبح السلاح منتشرًا فى الشوارع فى يد الجماعات الإرهابية المتصارعة، التى لا تتفق، ومصيرها لا يعلم مداه إلا الله. 
.. (اللعب على المكشوف) فى اليمن، وقوى دولية وإقليمية تحاول فرض سياستها، الحوثيون يحاربون بالوكالة لمصلحة الأهداف الإيرانية، التى تحاول الهيمنة لتنفيذ سياساتها التوسعية فى المنطقة، وذهبت الأطراف المتصارعة فى مفاوضات وفشلت وتصارعت فى إحدى المفاوضات، ومصير اليمن السعيد لا يعلمه إلا الله. 
.. (اللعب على المكشوف) فى الشرق الأوسط، وعلينا أن نعى جيدًا أن خريطة المنطقة قد تغيرت، وهناك دولة قُسمت، وجيوش ضاعت، وأوطان هُدمت، وبلدان شُردت، ومواطنون أصبحوا فى نظر الأمم المتحدة مجرد «شوية لاجئين».