الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا خسرت قطر في انتخابات اليونسكو؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما ينطبق المثل القائل: «اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره»، على أحوال دويلة قطر الصغيرة التى لولا قناتها الإعلامية سيئة السمعة «الجزيرة» ما كنا وجدنا لها حسًّا ولا خبراً، ربما بسبب البذخ القطرى باعتبارها أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعى نجدها تسعى لشراء الأصوات والضمائر والذمم، فتارة نجدها تشترى لاعبين بمئات الملايين من الدولارات، وتارة أخرى تشترى فنادق فى أهم مناطق بأوروبا، وتارة أخرى نجدها تمول حركات إرهابية حول العالم لزعزعة استقرار المنطقة العربية لأهداف صهيونية أمريكية إيرانية، وتمارس أعمالا شيطانية وتقلب الحقائق وتضلل المشاهدين بإعلامها الفاسد..
على أية حال، فلقد أصبح كل شيء لدى القيادة القطرية يشترى بالمال الوفير سواء كان التسابق للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم عام ٢٠٢٢ أو معركة اليونسكو التى يتنافس بها كل من فرنسا ومصر وقطر، وجميع المؤشرات تذهب إلى فوز المرشح القطرى لا سيما بعد العزومة التى أقامتها السلطات القطرية للجنة التحكيم فى أفخم الفنادق القطرية لمدة ٣٠ يوما قبل المسابقة.. ربما تحاول قطر تعويض ما ينقصها من أشياء كثيرة أهمها أنها دويلة صغيرة جداً لا تساوى حجم شارع رئيسى فى أحد الأحياء المصرية، ولكنها السياسة القطرية التى لا تزال تصطاد فى المياه العكرة بواسطة أساليبها الرخيصة والمبتذلة التى تقوم بها لفرض قطر على كافة المناحى السياسية والاجتماعية، دون أن تكون مؤهلة لذلك، علاوة على كون السياسات القطرية الداعمة للإرهاب والتنظيمات المتطرفة..
على أية حال؛ فإن هذه الفضيحة القطرية التى كشفتها المعارضة القطرية، ضد مرشح قطر حمد الكوارى، فى انتخابات مدير عام اليونسكو، عن لقائه برفقة سفير قطر فى باريس مع عدة سفراء، لمحاولة شراء أصواتهم من خلال «عزومة غداء» أيضا، ونشر حساب «قطريليكس»، فيديو للقاء بين مرشح قطر وبعض سفراء دول المنظمة، قائلا: «مرشح قطر لليونسكو حمد بن عبدالعزيز الكوارى مع سفيرها فى باريس فى غداء مع عدة سفراء لشرائهم».. كما شهد التصويت فى اليونسكو، خروج بعض الدول الإفريقية عن الإجماع الإفريقى بدعم مرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب، فى الانتخابات، وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا دعا الاتحاد الإفريقى لدعوة كل دول القارة بضرورة الالتزام بقراره..
وبالرغم من أن قائمة فضائح قد طالت مرشح قطر لليونسكو، لتطارده خلال جولاته الانتخابية سعيًا للحصول على المنصب العالمى الرفيع، والذى من المفترض فى صاحبه أن يكون على درجة عالية من النزاهة وحسن السمعة؛ حيث كشفت وسائل إعلام فرنسية عن استقبال الدوحة لأعضاء من اليونسكو، لمنحهم هدايا فى استمرار متواصل من جانب النظام القطرى على عادته بشراء الذمم عالميًا، إلى جانب ما أفصحت عنه صحيفة «لوموند» الفرنسية بتزوير قطر لبريد إلكترونى باسم منظمة اليونسكو، بهدف دعم موقف مرشحها!
وقد صرح مرشح قطر الدكتور حمد الكواري، وزير الثقافة والإعلام القطرى السابق، بأنه «لن يأخذ المنصب خالى اليدين»، فى إشارة إلى الأموال القطرية التى ستضخها فى المنظمة للنهوض بها من عثرتها المالية، بعد إخلال الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه المنظمة، والتى كان مقررًا أن تمنحها قرابة ٨٠٠ مليون دولار.
واستمرارًا لكشف فضائح مرشح قطر، تداولت معلومات بأن أحد أقارب «الكواري» من المطلوبين دوليًا، والمتهم بدعم وتمويل المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط؛ حيث أدرج على قوائم العقوبات الأمريكية فى أغسطس ٢٠١٥؛ حيث إنه متهم بدعم الإرهاب والتطرف، وأنشأ جمعية مشبوهة تقوم بجمع الأموال لتنظيم «القاعدة»؛ حيث سهل سفر قياديين فى القاعدة إلى قطر وأعد لهم ملاذًا آمنًا فى الدوحة فى عام ٢٠٠٠.
فمن السعودية واليمن إلى ليبيا مرورا بالبحرين ومصر والإمارات، وصولا إلى سوريا والعراق وغيرها من دول عربية وإسلامية، كانت قطر دوما داعمة للجماعات الإرهابية، وتلك التى تسعى إلى زعزعة الاستقرار وضرب مفهوم الوطن، وقد نشرت تقارير غربية ومحلية عدة فى هذا السياق معلومات ووثائق تؤكد تورط الدوحة فى تقديم المال والتغطية الإعلامية للإخوان والقاعدة وميليشيات إيران على رأسها حزب الله والحشد الشعبي.. فلنتحد جميعًا على الحد من خطورة دويلة قطر على المنطقة كلها..!