الإيرانيون كذبوا الكذبة وعادوا فصدقوها، يدّعون أنهم قوة إقليمية ضاربة، وهم يتحاشون أى مواجهة مباشرة مع مناوئيهم، بعد أن لقنهم العراقيون فى عهد صدام هزيمة قاسية، تجرّع بسببها إمامهم الخمينى الهزيمة راغما، وكأنه- كما وصف نفسه- يتجرع السم، ثم هلك بعدها بسنتين.
صرح أحد جنرالات الحرس الثورى الإيرنى، قبل قرابة أسبوع مضى، موجها كلامه إلى الولايات المتحدة: إذا صنفت الولايات المتحدة (الحرس الثورى الإيرانى) كحركة إرهابية، فسيُعامل الإيرانيون الأمريكيين كما يعاملون (داعش)، وكأنَ الفرس الإيرانيين هم من هزموا «داعش» وطردوه من العراق وسوريا، وليس العراقيين بدعم من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. «داعش» لو تركه العالم، ولم يواجهه بقواته المشتركة، وبالذات الجوية، لاقتحم بغداد ومن ثم طهران وأخيرا قم، مثل ما اقتحم الموصل وما حولها فى أيام. فقوة إيران العسكرية مجرد نمر من ورق، لا تملك إلا ميليشيات من المرتزقة، وصواريخ بدائية، تصنعها إيران بتقنية كورية شمالية، قديمة، وقدرتها على إصابة الأهداف متدنية، ولا يمكن إطلاقًا أن تواجه داعش واستماتة مقاتليه وإقدامهم المتهور؛ بل إن داعش ومعه جبهة النصرة، كاد أن يقتحم دمشق، ويهزم جيش الأسد وميليشيات إيران وحزب الله، لولا أن تدخلت القوات الجوية الروسية وأنقذتهم من هزيمة مؤكدة؛ بمعنى آخر فإن إيران وميليشياتها، كادت أن تسحقها عصابات داعش فى سوريا أيضا، فكيف لها أن تقف ولو لدقائق فى وجه أقوى قوة عرفها التاريخ على وجه الأرض وهى الولايات المتحدة.
غير أن الإيرانيين، ومثلهم الميليشيات الشيعية، محترفون فى تضخيم قيمتهم العسكرية، وفبركة انتصاراتهم، ونسبتها إلى أنفسهم، بينما هى بفعل دعم الآخرين.
أما الحقيقة فهى لأسباب وبواعث أخرى. ولا أعتقد أن رئيسًا أمريكيًا بلغ من الضعف والهوان والتردد مثل ما بلغه الرئيس باراك أوباما، ففى تقديرى أن ضعفه وخنوعه، بل وجبنه، وأصابعه المرتعشة حين يوقع على أى قرار قوى وحاسم، هو الذى خدع الإيرانيين، وغشهم، وجعلهم يعتقدون أنهم قوة إقليمية ضاربة، يُحسب لها ألف حساب، بينما هم مجرد ميليشيات تتكون من عصابات غير محترفة، أفرادها مستأجرون ومرتزقة، يعرفون جيدًا مفردات قاموس الإرهاب.
أما مواجهة الجيوش المنظمة، فهم أعجز وأضعف من أن يقفوا أمامها ولو لساعات؛ يكفى أن تعرف أن كل الجيوش الإيرانية بمختلف تفرعاتها لا تمتلك أى طائرة حربية مقاتلة، اللهم إلا تلك الطائرات المسيرة - (الطائرات بدون طيار) - محلية الصنع، التى لا يمكن أن تشكل غطاءً جويا فى أى قتال مع جيوش محترفة.
والأهم من كل ما تقدم، أن الإيرانيين يبحثون عن أى مواجهة مع الخارج، ويضخمونها عن عمد، لصرف أنظار الإيرانيين عن فشلهم التنموى الذريع فى الداخل؛ غير أن فشلهم التنموى يتفاقم، وانعكاساته تتعاظم يومًا بعد يوم، ولا يمكن أن تبقى الشعوب الإيرانية مخدوعة بحكاية تصدير الفشل فى الداخل باختلاق عدو فى الخارج.
نقلًا عن «العربية نت»