الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نهضة الثقافة السبيل لليونسكو!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نفتخر جميعا بأى مصرى يتولى منصبًا دوليًا أو يحقق نجاحًا عالميًا، لأنه أولا وأخيرا يمثل اسم مصر.. ولا مانع من أن تسعى الدولة بكل جهدها لترشيح أبنائها فى المناصب الدولية، وتدعمهم بكل قوة، ولكن دون مبالغة ودون أن نعتبر أنفسنا نقود حربًا لتحقيق ذلك الهدف.. بالتأكيد كنا نتمنى فوز السفيرة مشيرة خطاب بالمنصب الدولى الرفيع كمدير عام لمنظمة اليونسكو لأنها مرشحة مصر، بغض النظر عن وجود بعض الأسماء الأخرى الذى ربما كان من الممكن أن تكون فرصتهم أكبر، مثل د. زاهى حواس، والذى اكتسب شهرة عالمية لصلته الوثيقة بالآثار المصرية وإدارته لهذا الملف لسنوات طويلة، أو أ. د. محمد سامح عمرو، والذى كان سفيرا لمصر ومندوبها الدائم فى اليونسكو، وشغل منصب رئيس المجلس التنفيذى للمنظمة.. ولكن مع ذلك فخسارة مصر فى الحصول على منصب اليونسكو لا يقلل من مصر ولا يجب أن نعطيه أكثر من حجمه، وإذا كنا نستنكر عدم الفوز فى الانتخابات رغم حضارتنا العريقة، فالصين أيضا على سبيل المثال لها حضارة عريقة ومع ذلك لم تحصل سوى على ٥ أصوات ثم تنازلت لمصر عنها.. وترتيب مصر فى نتيجة الانتخابات وحصولنا على المركز الثالث مشرف أيضا، ويثبت أننا استطعنا اكتساب ثقة الكثير من دول العالم.. لذلك كنت أتمنى أن ندير هذا الموقف إعلاميا بترفع، ودون أن ننغمس فى لغة الشتائم والاتهامات، فليس جديدا أن السياسة تتحكم فى اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية، وأن لعبة الانتخابات فى الغالب تعتمد على المصالح، لذلك استطاعت قطر شراء أصوات دول عربية وإفريقية عديدة وحصلت على المركز الثانى!!.. فالعالم لا يعرف سوى لغة المصالح، ويجب ألا نقع فى مستنقع الهجوم وتعليق إخفاقنا فى أى ملف على شماعة الآخرين، فإن كنا لم نكسب دعم بعض الدول العربية والكثير من الدول الإفريقية فعلينا مراجعة أنفسنا دون تحقيق مزيد من الخسائر بالهجوم وتوجيه السباب لتلك الدول، بل علينا أن نوجد بيننا وبينها مصالح مشتركة أكبر، ونداوى الفجوة التى حدثت بيننا وبينها على مدار سنوات، كانت فيها بعض الدول تلعب فى الماء العكر وتعمل بدأب لاكتسابها.. وعلينا أن نتذكر دروس نصر أكتوبر، فنحن لم نكن لنحقق النصر ونفرض الإرادة المصرية على العدو الصهيونى وحلفائه، سوى بتلاحم أغلب الدول العربية والإفريقية معنا فى تلك الفترة.. وكما روى وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط منذ أيام قليلة، فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة عن الدور العربى فى نصر أكتوبر بأنه كان يُقيم فى شقة تطل على مطار ألماظة-القاعدة الجوية الأم- وكان يرصد فيها طوال الوقت أسراب الطائرات العراقية، التى ساهمت فى نصر أكتوبر، بالإضافة لمساهمة ليبيا بالطائرات الميراج، التى تدرب عليها أبطال القوات المسلحة فى فرنسا، بالإضافة لفرق مشاة من المغرب وصلت إلى مصر، وأسراب طائرات من الجزائر، وقوات برية من ليبيا والسودان، وأسراب مقاتلات من سوريا، ودخول لواء مدرع من الأردن إلى الأراضى السورية.. لذلك علينا أن نعى دروس أكتوبر جيدا، لأنه لولا دور مصر المحورى وتأثيرها الإيجابى فى نطاقها الإقليمى، لما أخفقت القوى المعادية قبل أكتوبر ٧٣ فى استقطابهم أو تحييدهم، ولكنهم بكل أسف استوعبوا دروس أكتوبر جيدا وتعلموا منها أكثر منا!!.. فعملوا لسنوات طويلة لمحاولة إضعاف عوامل القوة المتاحة لدينا، بتفريق وحدة الشعوب العربية والإفريقية وتفكيك المجتمعات من الداخل!!.. وما نفعله الآن من هجوم على الدول العربية والإفريقية التى لم تساندنا فى اليونسكو، لن يحقق لنا سوى مزيد من الخسائر والإخفاق فى كل الملفات القادمة، لذلك علينا العمل بدأب وجدية لاستعادة ريادتنا ودورنا المحورى فى المنطقة.. ويجب أن نعرف أن قيمتنا الحقيقية فى أنفسنا وليست فى المناصب الدولية، فنحن نعانى بشدة فى التعليم والثقافة على مرأى ومسمع من العالم كله، ولا يخفى على أحد التراجع الحاد الذى نشهده منذ أعوام.. فإذا استطعنا إحراز تقدم فى تلك الملفات داخليا سنكون جديرين باكتساب ثقة العالم، وقبل أن نجرى وراء منصب يجب أن نعالج أنفسنا أولا، ونثبت جدارتنا فى إدارة تلك الملفات على المستوى الداخلى حتى نصبح بحق جديرين بإدارتها للعالم أجمع.