مصر عادت لتحديد مسار الحاضر للأمة العربية ومسار المستقبل بعد أن نجحت نجاحا باهرا فى تحقيق الاتفاق الفلسطينى الفلسطينى بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وفى غضون أيام معدودة، وحدت عددا من حركات المعارضة السورية لتدخل فى مفاوضات مع الحكومة لبدء الحل السياسى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية وتركت الباب مفتوحا لباقى الفصائل السورية للانضمام للمفاوضات تحت رعاية مصر التى تتمتع بثقة غير مسبوقة لكل الأطراف.
وينتظر أن يمتد الدور المصرى القومى إلى الحرب الأهلية فى اليمن نظرا لما تتمتع به مصر (السيسي) من مصداقية وأمانة ومراعاة للمصلحة العليا للأمة العربية، تأتى هذه الخطوات بعد نجاح الشعب والجيش والشرطة المتواصل فى محاصرة الإرهاب والجماعة الإرهابية.
المصريون احتضنوا الجيش والشرطة لذلك كان النجاح تمهيدا للانتصار وهكذا ولد هذا الانتصار فكان ما قبله غير ما بعده، وسيتم تسجيله أى ما قبل ٣٠ يونيو غير ما بعد هذا التاريخ. كل بقعة فى مصر أصبحت آمنة فلا رعب ولا إرهاب بل هناك أمن وأمان وانتصارات وإنجازات على كافة المجالات وآخرها العاصمة الإدارية وكأنها معجزة بلا أنبياء.
لا تحية تعلو فوق التحية للشهداء من القوات المسلحة والشرطة.
الجيش المصرى من المؤسسات القليلة فى الدولة التى يعتبر الاستثمار فيها من أهم الاستثمارات التى لولاها ما كان بالإمكان الاستثمار فى أى قطاع ولا كان هناك أمن أو أمان فلا استقرار من دون ضمانة القوات المسلحة ولا استثمار فى أى مشروع من دون الاستقرار التى وفرته القوات المسلحة وعليه فكلما توافر للجيش أفضل تسليح وتدريب يكون بذلك رفع منسوب الاستثمارات فى كل القطاعات الأساسية بخلاف ممارسة مصر لدورها الوطنى والقومى ويجعل كل المصريين يرفعون رؤوسهم أمام الجميع بأنهم يمتلكون جيشا من أقوى الجيوش على مستوى العالم وهو ما جعل منسوب الاطمئنان قد بلغ ذروته عند المصريين.
كل الأجيال القادمة ستعرف قيمة ما قدمه الجيش للشعب عندما يحصدون ثمار الخير فى الأسعار والوظائف والإسكان. فى هذه الأجواء الانتقاد والنقد مباح ولكن لا بد من إعطاء كل ذى حق حقه ولا يتم تجاهل العرق والجهد والمعاناة لمن يقومون بالبناء لتحقيق الإنجازات التى أصبحت واقعا على الأرض ومنها شبكة الطرق التى تضم ٣٠ طريقا سينتهى تشييدها هذا العام وهذه الشبكة من الطرق ستخدم استصلاح أربعة ملايين فدان وغيرها من الإنجازات التى لا أحد يستطيع إنكارها هذا هو أكتوبر وهذه ذكراه من جديد. شهر الانتصارات والإنجازات وخير شاهد على ذلك ما تحقق مؤخرا على المستوى الخارجى من الاتفاق الفلسطينى ودور مصر القومى فى وقف إطلاق النار بين الجيش السورى وبعض الفصائل المعارضة وكأن الانتصارات والإنجازات على موعد مع شهر أكتوبر العظيم الذى ألحق فيه الجيش المصرى بالغطرسة الإسرائيلية أهم فضيحة فى تاريخها العسكرى واضطرت أمريكا لإقامة أكبر جسر جوى فى تاريخها لإنقاذ إسرائيل بعدما هددت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل فى ذلك الوقت باللجوء للسلاح النووى إذا ما مضى الانتصار المصرى فى طريقه.
ويتواصل الانتصار والتحدى فما جرى فى العاصمة الإدارية من قفزة كبيرة للمصريين وأصبحت العاصمة على ضفاف القناة لينعم المصريون بنهر النيل ومع ذلك لا يكف أصحاب الثرثرة عن اتهاماتهم وتجريحهم وأقل ما يقال عنها إنها سماجة وكلام خال من الذوق. والمشكلة ليست عدم استيعابهم أو موضوعيتهم بل المشكلة فى ترويجهم الشائعات والإصرار عليها ولذلك نكرر ونطالب بضرورة صدور قانون حرية تداول المعلومات حتى تكون كل الحقائق تحت أيدى المختصين وسهولة الحصول عليها من جانب الصحفيين والإعلاميين إضافة إلى ذلك ضرورة الاستعانة بأهل الخبرة وليس أهل الثقة لأنهم هم القادرون على التصدى لكل الشائعات وتصحيح الأخطاء واقتراح الحلول الصحيحة وقيادة هذه المرحلة التى لا بد ألا نسمح خلالها بأى خطأ يقوم باصطيادة المتربصون والمتآمرون بالداخل والخارج، وأهل الخبرة هم القادرون على المحافظة على الإنجازات والانتصارات وتقويتها وتطويرها ومعالجة ما سيحدث من أخطاء بخلاف أنهم أهل الثقة عند الناس.
المثابرة ليست سباقا طويلا إنما هى مجموعة من المسافات القصيرة وقد تحمل الناس الكثير جدا، تحملوا استغلال التجار واحتقارهم لكثير من السلع وكذلك ارتفاع الأسعار التى اكتوى بها الناس ورغم كل شيء فهم مستمرون فى العمل والتحمل لأنهم ينظرون فيما حولهم من حروب وحرمان وألم.
عالم فيه كل أنواع البؤس والأسى ولكننا لا نستطيع أن نموت رغم التعب والوهن ومتاعب الحياة ومصاريف الدروس الخصوصية والمغالاة فى المصاريف المدرسية والجامعات الخاصة والعامة، لأننا نؤمن أن كل شيء ممكن أن يولد من جديد بالمثابرة والإصرار، وهذه صفات المصريين فى قدرتهم على الصمود رغم كل شيء، وأعنى قدرتهم على الثبات والتحمل مع الإيمان بأن النصر والنجاح سيكونان من نصيبهم. الإصرار يعنى تحمل الألم لاجتياز كل عقبة وعمل كل ما هو لازم لتحقيق الهدف.
النجاح والتمسك والمواصلة بعد أن يكون الآخرون قد استسلموا وهذا ما تفعله الدولة المصرية، جميع المصريين يستشعرون بدقة الأوضاع خصوصا أننا نعيش فى منطقة محفوفة بالبراكين التى تقذف حممها الحارقة ومع ذلك تبقى فى منأى عن كل هذه البراكين لما وفره الجيش من استقرار وأمان لأنهم أهل خبرة.