ويظل نصر أكتوبر القفا اللى لزق ورنْ وعَلِّم على إسرائيل، ولما تلاقى القناة التليفزيونية الخاصة بسلاح الهندسة التابع للجيش الإسرائيلى بتذيع تقرير عن حرب أكتوبر بمناسبة مرور ٤٤ عاما علي اندلاعها تؤكد فيه أن الجيش المصري حقق انتصارا عسكريا لم يحدث من قبل حيث قالت: «إنه قبل بدء الحرب أكدت شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي «أمان» أن الجيش المصري لا يستعد للحرب، كما أن القوات الجوية المصرية لا تتساوى مع سلاح الجو الإسرائيلي، لبدء معركة حربية تؤثر علي ميزان القوة فى شبه جزيرة سيناء. بمعنى أن الطيران المصري لن يتمكن من مواجهة الطائرات الإسرائيلية إطلاقا، وأن المخابرات الحربية الإسرائيلية وصفت استعدادات الجيش المصري للحرب بالضعيفة جدا، لذا فإنه لا توجد أى احتمالات لنشوب حرب، ولكن حرب أكتوبر حولت الجيش الإسرائيلي من جيش لا يقهر إلى جيش تحت الإنشاء، بعدما تكبدت إسرائيل خسائر فادحة فى الطائرات والمدرعات والقطع الحربية، ووصل عدد القتلى من الجنود ٢٠٩٠ جنديًا وضابطًا بخلاف الأسري والجرحى والمفقودين»، يعنى لما تسمع ده بلسان عدوك تعرف أنت عملت إيه فيه وضربته فى مقتل إزاى وتعرف أن جيشنا خير أجناد الأرض وأنه تحيا مصر رغم أنف الجميع.
وسأظل أبحث وأكتب لكشف المخططات والمؤامرات ضد مصر والشرق الأوسط، التى جاءت علي ألسنة الغرب فى تصريحاتهم ومقالاتهم وكتبهم، وللأسف لم يلتفت إليها أو يقرأها الشرق الأوسط بعين الاعتبار والحذر. واليوم بعد تقسيم الشرق الأوسط ونجاح المخططات عدا مصر بفضل الله التى قلبت عليهم الموازين، وقالت كلمتها أنا مصر باقية رغم أنفكم أجمعين، وسأظل أجمع خيوط المؤامرة التى تعرض لها الشرق الأوسط ومصر، وما قيل عنها بألسنة الغرب والأعداء من تصريحات ومذكرات وكتب ومقالات حتى ندرك حجم الكارثة، وما كان مقدرًا لنا لولا عناية الله وحفظه مصر، ونبقي علي درجة عالية من الحيطة والحذر واليقظة لكل ما يحدث.
صدر كتاب بعنوان «الموساد فى العراق ودول الجوار» للكاتب الصهيوني الإسرائيلي شلومو نكديمون (يعمل بقسم الدراسات بالجريدة الإسرائيلية يديعوت أحرونوت)، خطورة الكاتب أنه مقرب لصانعى القرار ومتخصص فى الشأن السياسي، صدر له كتاب «تموز فى اللهب» الذي تناول قصة قصف إسرائيل للمفاعل النووى العراقي عام ١٩٨١ وخطورة الكتاب الذي نتناوله أنه ضم مذكرات ومقابلات وصورا مع قيادات فى جهاز الموساد عملت فى كردستان العراق، وأشرفت علي كل المهام هناك وصورًا فوتوغرافية لمقابلات قيادات كردية مع مسئولين إسرائيليين كبار ورسائل كتبها مستشارون إسرائيليون بعد عودتهم من كردستان.
وكل ما جاء بالكتاب، يؤكد ما ظللت أردده أنها مؤامرة تم التخطيط لها منذ سنوات طويلة، وأن دعوة الانفصال أعدت إسرائيل لها وتعاملت معها بسياسة النفس الطويل. يضم الكتاب ٣١ فصلا تسرد وقائع وأحداثا ومعلومات، ويؤكد المؤلف أن المساعدات العسكرية المقدمة للأكراد كان يشرف عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الموساد، وأنه فى عام ١٩٦٦ قرر هؤلاء القفز بحجم هذه المساعدات والإعراب عن ذلك بإرسال وفد رفيع المستوى لكردستان، ويروى الكاتب قصة خطيرة وقعت أحداثها يوم ٢٤ مايو ١٩٦٦ كشفها له فى ١٩٩٥ عيزرا وايزمان، رئيس الأركان الإسرائيلي وقتئذ قائلا: «فكرت فى أن الأكراد مضطهدون منذ فجر حياتهم، ومجبرون علي البقاء فوق قمم الجبال دون أن يكون لديهم مخرج إلى البحر، إذن لماذا لا نمد لهم يد المساعدة؟، أضف إلى ذلك أن مصلحة إسرائيل كانت تقتضي أن يكون لدينا صديق فى مؤخرة العراقيين يقض مضجعهم ويقلقهم ويهددهم ويهدر قوَّتهم بعيدا عن أمن إسرائيل»، وفقا لذلك أوصى وايزمان بضم نائبه فى شعبة هيئة الأركان رحبعام زئيفي إلى الوفد الذي سيسافر لكردستان، وفى يوم ٢٤ مايو ١٩٦٦ سافر وايزمان لطهران للاجتماع بشاه إيران محمدبهلوى، وكانت الطائرة العسكرية التى استقلها تحمل خمسة أطنان من التجهيزات العسكرية للأكراد، وفى ١٠ يونيو توجه وفد لطهران يضم رئيس الموساد عاميت وزئيفى، وديفيد كرون ضابط احتياط من كبار رجال الاستخبارات، ثم انتقل لكردستان، وأنهما حين اجتازا الحدود الإيرانية العراقية بسيارة جيب فى الظلام فجأة استوقفهما شخص قائلا: شالوم بالعبرية وكان هو تسورى الذي يقوم بتدريب الباش مارجا، ومعه مستشار فنى إسرائيلى. (يتبع)