اقتحم عدد من المستوطنين اليهود، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مباشرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي فى رابع أيام ما يسمى "عيد العرش اليهودى".
وبدأت مجموعات متتالية باقتحام المسجد الأقصى، وقاموا بجولات فى ساحاته، كما أدى بعضهم طقوس دينية خلال الاقتحام، إضافة إلى جولات وصلوات على أبواب المسجد من الجهة الخارجية.
ومنذ بدء هذا العيد الإسرائيلي، دعت منظمات الهيكل المزعوم لتنفيذ اقتحامات مكثفة، حيث يعتبر أحد الأعياد الرئيسية التى يجب خلالها اقتحام المسجد (حسب زعمهم).
كما تقام فى هذه الأثناء بمناسبة هذا العيد صلاة خاصة فى ساحة البراق "بركات الكهنة"، بمشاركة آلاف من الإسرائيليين.
ويحتفل الإسرائيليون في هذه الأيام بعيد العرش أو عيد المظال أو (عيد السوكوت وفق التسمية العبرية)، الذ يأتي بعد عيد الغفران، الذى وقعت فيه حرب أكتوبر المجيدة، ويبدأ في الخامس من تشرين الأول ويستمر لمدة 8 أيام.. فما هو هذا العيد بالنسبة لليهود؟ ولماذا يمتد كل هذه الأيام؟
مناسبة العيد وطقوسه
يحتفل اليهود بعيد العرش إحياءً لذكرى خروج بني إسرائيل من مصر، حيث لم يتسن لهم بناء البيوت من الأحجار واضطروا لبنائها من سعف النخيل على شكل مظلات مؤقتة، وهناك تفسيرين للمظلة: الأول يعتبرها مظلة للحماية من الطقس وسكن مؤقت لجأوا إليه، بينما ينظر إليها آخرون على أنها تعبير عن الغيوم والعراء ولكن ما يجمع عليه اليهود أنه عيد ارتبط بالخروج من مصر.
فكرة إنشاء المظلة أو العريش التي ارتبطت بالعيد هي المكان الذي يفرض على كل يهودي أن يبنيه، وأن يقيم فيه لمدة 8 أيام، وهي فترة العيد والخروج من البيت المبني من الحجر وممارسة طقوس الحياة اليومية فيها، أي أن على اليهودي أن يأكل وأن يشرب وأن ينام داخلها.
المظلة تصنع من القش وهناك حجم محدد وارتفاع خاص بها ويجب أن تصنع من النبات وأن تنصب في العراء وأن لا يكون فوقها شيء يفصل بينها وبين السماء.
لماذا يتم الاحتفال بهذا العيد في الخريف؟
يقول بعض المفسرين اليهود إن خروج بنو إسرائيل من مصر في عيد الفصح (فصل الربيع)، ولكن اليهود يحتفلون بعيد المظّال في الخريف في شهر تشرين الأول لأن ذلك أصعب بكثير. فعندما يدخل الجميع بيوتهم، يخرج اليهود إلى المظّال.
الأجناس الأربعة والعيد
هنالك العديد من التفسيرات المتعلقة بالأجناس الأربعة في الشريعة اليهودية، حيث تسقف المظلة وتزين بالأجناس الأربعة وهي أربعة أنواع نباتات وتحمل في العيد ويتم الطواف بها وتقديمها كرمز وطقس خاص بالعيد بحيث تحمل كل واحدة من هذه الاجناس دلالة معينة:
فاكهة الأترج: وهو نوع من الحمضيات له طعم ورائحة ويرمز الى اليهودي الذي يعمل خير ويقرأ التوراة.
سعف النخيل: له طعم وليس له رائحة وهو يرمز الى الأشخاص الذين لا يقرؤون التوراة بكثر ولا يعملون الخير كما ينبغي في سلوكهم.
نبات الاس: له طعم وليس له رائحة وهو يرمز للذي يعمل الخير كثيرا ولا يقرا ويتعلم التوراة.
الصفصاف: وهو نبات لا رائحة له ولا طعم وهو يرمز الى الشخص الذي لا يفعل الخير ولا يقرأ التوراة.
وهي بمجموعها ومن خلال دمجها معا وابرازها موحدة ترمز إلى وحدة اليهود على مختلف اجناسهم.
أسطورة نزول المطر
يرتبط عيد العرش عند الإسرائيلين بنزول المطر، حيث ساد الاعتقاد مفهوم خاطئ وهو أن نزول المطر دلالة على أن الرب يعبر عن رضاه عن اليهود، لدرجة ذهاب البعض الى الاعتقاد أن إسرائيل تفتعل الأمطار وتقوم بعمليات كيماوية في السماء، لاستدرار الأمطار.
وتنص التوراة على أن نزول المطر في العرش يشير الى عدم رضا الرب وغضبه، ويعتبر لعنة لبقية السنة، وقد شبهتها التوراة بمثال على العبد الذي يحمل كأس الماء لربة فيقوم بإلقائه في وجهه ويرفض تقبله منه.
كما أن كثرة نزول الأمطار وتكرارها عاما بعد عام دفع بعض كبار الحاخامات إلى اعتبار ان ليس كل الامطار تعبير عن لعنة وغضب من الرب لأن هناك تبدل في مواقيت العيد وهناك سنوات يمكن استثناؤها دون أن يعني ذلك تغير التفسير الأصلي الذي يعتبر قاعدة.