الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عن عبدالرحيم علي «أتحدث»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. سنوات طويلة عرِفته عن قُرب، رغم أنه يمتلك مقومات الغرور إلا أنه متواضع، يبدو للقريبين منه ناصحًا أمينًا، قارئًا جيدًا لتاريخ الجماعات التى تتاجر بالدين، كاشفًا لحقيقة أشرار وشياطين من الجنس البشرى يستهدفون الدولة المصرية ويريدون ضربها فى مقتل للاستيلاء على السلطة، مُتبحرًا فى كواليس تيار عنيف مُتطرف يمتلك تنظيمًا سريًا، لكنه لا يفرِق معه لأنه يهوى فك ألغاز هذا التيار مهما تحمل من مشقة وعناء، ومهما ناله من سهامهم وحملاتهم المشبوهة، فهو صلب فى مواجهتهم وكشف زيفهم وسواءاتهم ومخططاتهم وخيانتهم.. إنه «عبدالرحيم على».. حينما قابلته لأول مرة - منذ أكثر من ١٤عامًا - وتحدثت معه قال لى: «تعالى فى أى وقت خُد مؤلفاتى وكُتبى»، بصراحة: لم يمر أسبوع بالتمام والكمال، وذهبت إليه يوم (١٥ مارس ٢٠٠٥) فى مكتبه فى إحدى شوارع وسط القاهرة، وحصلت منه على مجموعة من أهم مؤلفاته الثرية جدًا بالمعلومات وهى «موسوعة الحركات الإسلامية من الإصدار الأول حتى الإصدار الخامس» كان الإصدار الخامس فى غاية الأهمية، فهو يرصُد الحصاد المُر وحقيقة الصراع بين الدولة وجماعات العنف الدينى فى مصر منذ ١٩٧١ حتى ٢٠٠٤، فقد كانت مؤلفاته تحمل تسلسلا طبيعيا لشرح حقيقة التيار المتدين.. بعد مرور شهور قليلة سمعت عن صدور إحدى الإصدارات الجديدة له، سريعًا كنت فى مقر مكتبه أحصل على نسخة هدية منه كالعادة وهى «الإصدار السادس لموسوعة الحركات الإسلامية» بعنوان (الإخوان المسلمون وأزمة تيار التجديد).. إنه عبدالرحيم على".
.. ومع مرور السنوات: استطعت جمع كتب كثيرة أصدرها، وفوجئت به يُصدر كتابا عن (فتاوى الإخوان فى الديموقراطية والمرأة والفن والأقباط)، كتاب يُعتبر وثيقة هامة لفتاوى الشيخ محمد عبدالله الخطيب، مفتى الإخوان وقتها، وفى الوقت الذى أُصدر فيه الكِتاب كان بعض الباحثين ملء السمع والبصر ويظهرون فى الفضائيات المصرية والعربية باعتبارهم خبراء فى شئون الجماعات الإسلامية، لا يعرفون شيئًا عن مفتى الإخوان، بل إنهم لا يعرفون أصلًا من هو مُفتى الإخوان، وفى الوقت نفسه كان هو مُحللًا وراصدًا وكاشفًا لكل فتوى تخرج من مفتى الإخوان، لكى يعرف الناس حقيقتهم.. إنه «عبدالرحيم على».
مرت سنوات وأصدر مجموعة كراسات هامة جدًا بعنوان (ماذا لو حكم الإخوان مصر؟) شرح فيها إشكاليات العنف والتطرف والإرهاب، وكأنه يتوقع ما سيحدُث حينما يتمكن الإخوان من حُكم مصر، وكأنه يتنبأ بما سيحدث بِحُكِم أنه دارس لهم ومُتفحِص لهم ولسلوكهم ومآربهم.. إنه «عبدالرحيم على».
وبعد أحداث ٢٥ يناير٢٠١١كنت مثل غيرى أتابع ما يصدر عن الإخوان وما يخططون له، وكنت أتابع «مجلة المختار الإسلامى»، وهى إحدى المجلات المحسوبة على جماعة الإخوان، فوجئت بهذه المجلة بها كتابات لأهم قيادات الإخوان وهم يُحرضون ضده ويهددونه بالذبح ويعقدون العزم على اغتياله، كان الوقت مُتأخرًا بعد منتصف الليل بساعتين وصممت على إبلاغه وبالفعل اتصلت به وكان نائمًا، وأيقظته من نومه وقرأت له ما هو مكتوب عنه، وعبرت له عن قلقى عليه وطالبته بالحذر والحيطة، لكنه كان صامدًا فى رده وقال: (ياااااه.. دائمًا بيهددونى وبيحرضوا ضدى كتير قوى.. ماتقلقش.. أنا ثابت على موقفى منهم.. والعُمر واحد والرب واحد.. ومن الآخر: الله غالب على أمره).. إنه «عبدالرحيم على».
نجح أكتر وتميز أكثر وهددوه أكثر وصمد أكثر وواجههم أكثر وأكثر، بل أعلنها صريحة بأنهم سيعودون للسجن مرة أخرى وكانت جملته الشهيرة فى ميدان التحرير أثناء وجود الإخوان فى السلطة وقبل ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣بأيام قليلة، حينما قال (والله الذى لا إله إلا هو ستعودون للسجن مرة أخرى)، ونجحت ثورة الشعب فى٣٠ يونيو فى إزاحة الإخوان وتحققت نبوءته مرة أخرى وعاد الإخوان للسجن.. إنه «عبدالرحيم على».
ولأنه مُتميز وناجح وصحفى شاطر فقد نجح فى برنامجه التليفزيونى «الصندوق الإسود» وكان ينتظره المصريون بشغف، نجح بفضل الله أولًا وبفضل المهارة العالية منه فى توضيح الحقائق الهامة عن تيار التطرّف السياسى، وهى منطقة يتميز بها دون غيره.. إنه «عبدالرحيم على». 
وكان رد الجميل من أبناء الدقى الشرفاء والعجوزة الكِرام، فاختاروه نائبًا عنهم فى مجلس النواب عن جدارة واستحقاق، انتخبوه بإرادتهم الحرة، ويخدمهم الآن بكل جوارحه لأنه منهم ومعهم ولهم.. وقته لهم، مجهوده لهم، مُنحاز لهم، يقف أمام الحكومة كلها من أجلهم، بصراحة: هو مشغول بهموم ومتطلبات أهل دائرته.. إنه «عبدالرحيم على».
.. وبصراحة أكثر: لم يكن أحد يتوقع صلابته تحت قبة البرلمان، الحكومة فى البرلمان تعمل له ألف حساب، والوزراء يقدرونه لما قدمه من خدمات جليلة للوطن وما زال يقدم الغالى والنفيس، لا يهاب أحدا وليس لديه خطوط حمراء إلا الوطن والجيش العظيم.. إنه «عبدالرحيم على».
وصُدِمت حينما قرأت تهديد تنظيم داعش له، لكنى تذكرت أنه اعتاد على مثل هذه التهديدات منذ أكثر من ٢٥عامًا، وهو كاشف وفاضح للتيارات الإرهابية، فى يوم تعرضه لتهديد من تنظيم داعش قابلته ووجدته غير مبالٍ بهذا التهديد العلنى، وكان كل همه الاستمرار فى كشف إرهابهم وعنفهم، بل إن مثل هذه التهديدات تزيده إصرارًا على استكمال مشواره ودراساته ومواجهاته ضد تيار الأشرار.. إنه «عبدالرحيم على». 
«عبدالرحيم على» الصحفى والباحث والنائب، مؤخرًا أقدم على تجربة جديدة لم تُفكِر فيها الحكومة كلها، وقرر التصدى لأكاذيب الجماعة الإرهابية فى الخارج ضد مصر، وافتتح مقرا جديدا فى باريس لجريدة «البوابة» فى قلب العاصمة الفرنسية باريس، وقرر أيضًا طبع مؤلفاته الجديدة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بل التواصل مع محامين دوليين وهيئات كبرى لرفع دعاوى قضائية ضد (قطر) أمام المحكمة الجنائية الدولية.. خطوة جديدة مهمة جدًا فى مواجهة العنف والإرهاب وداعميه، لم يفكر فيها ولَم ينفذها إلا هو.. إنه «عبدالرحيم على».