الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العائلة المقدسة.. مشروع القرن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو أنفقنا مليار دولار على حملة إعلانية للدعاية للسياحة المصرية لما حققت الحملة ما حققته كلمة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان عن مصر، والتى ألقاها الأربعاء الماضى أمام وفد مصرى ترأسه وزير السياحة يحيى راشد لمباركة أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر، ولو استثمرنا كلمة البابا وروجنا لها لكفتنا مذلة استجداء السياحة الروسية التى حبسنا أنفاسنا عشرات المرات أثناء مراجعتها لتأمين مطاراتنا دون جدوى، ولو استثمرت مكاتبنا فى الخارج سواء التابعة لوزارة السياحة أو هيئة الاستعلامات كلمة البابا لضمنا تشغيل العاملين فى هذه المنافذ من ناحية ولفت أنظار العالم لمصر من ناحية أخرى، لقد مرت زيارة بابا الفاتيكان لمصر دون أن نستخدمها بالشكل الأمثل، وتلك هى المرة الثانية التى يتحدث فيها عن مصر وأخشى أن تمر مرور الكرام. فى حدث مثل هذا كان على جميع القنوات المصرية أن توحد بثها وتعرض كلمة البابا فرانسيس، لكننا غرقنا فى المشاكل المحلية ونسينا أهم حدث فى الفترة الأخيرة، إما عن قصد أو جهل وكلاهما يؤكد غياب الحس الوطنى.
عودة الحديث عن رحلة العائلة المقدسة لمصر.. تزامنت مع تواجد الرئيس السيسى 
العام الماضى فى الأمم المتحدة؛ حيث كنت أحد حضور المؤتمر الذى نظمه أقباط مصر فى أمريكا وعرض عدد من رجال الأعمال الاستثمار فى أى مشروع يخص رحلة العائلة المقدسة، وأتذكر أن عددا من نواب البرلمان الذين حضروا المؤتمر تحمسوا للفكرة ومن بينهم سحر طلعت مصطفى والدكتور عبدالرحيم على وخالد يوسف، وبعد عودتها عرضت سحر طلعت الفكرة على وزير السياحة يحيى راشد باعتبارها رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى، ثم بدأ الحديث عن رحلة العائلة المقدسة يدخل حيز الجدية والتنفيذ، وإزاء مباركة بابا الفاتيكان وحثه المسيحيين على الحج إلى مصر.. لم تعد وزارة السياحة وحدها قادرة على عمل التجهيزات اللازمة لاستقبال مسيحيي العالم، ويبدو أن الرئيس السيسى أصبح مطالبا كالعادة بالتدخل لإنجاز المشروع.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد خصصت وزارة للحج تعاونها كل الوزارات لاستقبال الحجاج المسلمين من أنحاء العالم.. فالأولى بنا فى مصر أن نخصص مجلسًا قوميا للحج لاستقبال المسيحيين من أنحاء العالم، فنحن نتحدث عن ملياري مسيحى ستكون مصر قبلتهم بداية من رفح؛ حيث بدأت رحلة العائلة المقدسة ونهاية بأسيوط حيث المحطة الأخيرة فى الرحلة، مرورا بسبعة عشر مكانا فى الوجهين البحرى والقبلى. وزير السياحة أكد أن الوزارة مستعدة لاستقبال الحجاج المسيحيين فى يناير المقبل؛ حيث انتهت الوزارة من تجهيز سبعة أماكن، لكنى على يقين من أن ما تم تجهيزه يحتاج إلى تجهيزات أخرى، ولو تدخل الرئيس السيسى لحققنا إنجازات أكبر وليكون استعدادنا لاستقبال السياح المسيحيين العام بعد القادم. فنحن نتحدث عن تسعة عشر مكانا بحاجة إلى بناء عشرات الفنادق لاستيعاب الحجاج من أنحاء العالم، وبالتأكيد الأمر لن يتوقف عند بناء الفنادق.. فهناك استعدادات أخرى مرتبطة بالمشروع. نحن أمام مشروع سياحى اقتصادى هو الأكبر فى الفترة الأخيرة، وعلى وزارة السياحة أن تبدأ جولاتها فى العالم مستغلة كلمة بابا الفاتيكان، وطبيعى سيكون للكنيسة المصرية دور بارز، وسوف يمتد الاهتمام بالمشروع إلى وزارات التنمية المحلية والبيئة والداخلية والطيران المدنى، وإذا كان للبرلمان ممثلا فى لجنة السياحة والطيران المدنى دور فى الفترة الماضية.. فأصبح عليه دور أكبر فى الفترة المقبلة؛ حيث رقابته على إنجازات الحكومة والتى ستعجل بانتهاء المشروع.
الحج إلى مصر يحتاج إلى تضافر كل الجهود ليحقق ما لم يحققه أى مشروع آخر على المستويين السياحى والاقتصادى، فالتنمية لا بد أنها ستطال التسعة عشر مكانًا فى محافظات مصر المختلفة.. وهذا يتطلب جهدًا من كل أجهزة الدولة فى القاهرة والمحافظات.
اعتدنا على أن تدخل الرئيس السيسى فى مثل هذه المشروعات الضخمة يعطيها طابع الجدية من ناحية.. ويسهم فى إنجازها على وجه السرعة من ناحية أخرى، لذلك أتمنى أن يرجئ وزير السياحة استقباله للسياح المسيحيين إلى يناير ٢٠١٩ وليس كما قال يناير المقبل، لحين الانتهاء من التجهيزات اللازمة، وحتى يتسنى لرئيس الجمهورية إعطاء تعليمات للحكومة وتوزيع المهام على الوزارات المعنية. ولا بد أن يصاحب انطلاق المشروع احتفالية تدعى إليها شخصيات من أنحاء العالم، بعدها يتم تدشين مسار رحلة العائلة المقدسة، أما العجلة فى استقبال السياح لمجرد أننا أنجزنا المشروع فسوف تنعكس سلبا ليس فقط على حج المسيحيين إلى مصر.. ولكن على السياحة المصرية التى نتمنى لها التعافى. نحن أمام مشروع يجب أن نتعامل معه على أنه مشروع القرن السياحى، وهذا يتطلب إعادة النظر فيما أنجزناه والتأنى فيما سيتم إنجازه.
basher_hassan@hotmail.com