يقول خبراء علم النفس، إن الإنسان لا يستطيع العيش بدون النور، ففى دول (الاسكندنافية) حيث تخاصم الشمس أراضيهم قرابة ست أشهر متصلة، ابتدعوا ضوء شمس اصطناعى!
ولكن ماذا إذا كان النور على وئام كامل مع أرضنا ولكن نحن الذين لسنا على وئام مع تلك الأرض ولا نعطيها بل نتعمد فى اختلاق المعوقات أكثر فأكثر حتى طالت نور المُقل؟!
المكان : المستشفى.
الزمان: منذ بضعة أسابيع.
التشخيص: عتامة فى القرنية ومطلوب التدخل الجراحى وزرع قرنية.
الرد: العملية اتحددت عام 2024 م!
بطل الرواية هو صاحب المأساة التى يعانى منها الكثير ولكن خارج دائرة الضوء
مريض كهل يعانى من عتامات بالقرنية تمنع النور تمامًا عن عينيه ولكن مع ابتلاء الله له، ذلل لنا دروب العلم وأعطانا العقل والمهارات الجراحية لحل مشكلة هذا المريض.
ففى عُرف العلم مشكلة هذا المريض هى مشكلة وجد العلم لها حلاً ولكن فى عُرف الإنسان الكاره للوطن لا يوجد.
ومن الناحية العلمية: من الممكن جدًا استئصال قرنية المريض وزرع قرنية اخرى مأخوذة من متوفى كمثل زرع أى عضو ولكن بجراحة أبسط بكثير.
وكانت عملية غير مكلفة ولا تثقل الدولة أى مستلزمات أو واردات طبية من الخارج حتى بداية التسعينات حيث أثار صحفيًا من التيارات التكفيرية حملة مكثفة ضد زرع القرنيات.
متحججًا بأن أخد القرنيات من المتوفى ما هو إلا انتهاكًا لحرمة الموتى وكأن الأديان كلها فى رأى ذلك الإنسان ما هى إلا عسرًا لا يسرًا، تدعى أن الله سيعاقب ذلك الطبيب الذى يساعد المريض الضرير فى إيجاد النور. ولثبوت حسن نيته كان بالأحرى تجريم تجار المخدارت فى نبش قبور الموتى ومجرمى التمثيل بجثث الموتى ولكن هيهات أن تكون نواياه حسنة بالفعل.
وبدلا من المطالبة بتقنين الموضوع بوثيقة بسيطة من كل إنسان توافق على أخذ القرنية بعد الوفاة كما يفعل العالم كله فى زرع الأعضاء، ولأننا أنٌاس نصير ُصمان حينما نسمع أى كلمة من أى فرد يدعى أن هذا ضد الدين دون أن نفكر.
انتصر هذا الشخص بنيته المظلمة فى خلق مأساة كبيرة وزيادة المعوقات فى المجتمع، وتم إيقاف جميع عمليات زرع القرنية وكان الحل البديل هو استيراد الرقعة، أو القرنية من الخارج بمبالغ باهظة تتعدى الألف دولار للرقعة الواحدة، وأصبحت الجراحة تتعدى الكثير من الآفات الجنيهات تثقل على كاهل الدولة.
وبالطبع بدأت المستشفيات الجامعية وبنوك العيون فى جرد المرضى المحتاجين لتلك العملية، ووضع الأطفال فى صدراة القوائم لتسهيل العملية وإجرائها على نفقة الدولة وبالطبع كثُرت القوائم، وأصبحنا اليوم نجرى جراحات لقرارات لسنة 2011م - أى المرضى الذين تقدموا بالتسجيل للجراحة بعد أكثر من ست سنوات!
وحدّث ولا حرج إذا كان المريض طفلا يبلغ من العمر سنة واحدة وينتظر بعين واحدة ست سنوات حتى يصل به العمر لموعد العملية المرتقبة فتصبح لا فائدة منها بعد أن يُصاب بكسل فى العين لا علاج له .
وما زلنا نعانى لعنة ذلك الكاتب التكفيرى الذى دندن فقط على أوتار الحرمانية الدينية المزعومة فلقى قبولا عن ثورته ونصب نفسه سفيرًا عن رجال الدين بل عن الأديان كلها مدافعًا لا عن الدين بل عن أهواء شخصية وجماعية من أهدافها أن تكثر الأمراض والأوبئة فى ذلك المجتمع والسخط وما أسهل وأرخص أن نستخدم الدين-حاشا لله- لنرتدى ثياب الحملان، حتى يأتى اليوم ذلك المريض وينتظر دوره فى عملية زرع القرنية فى عام 2024م.