نعم إننا أمام «لعبة دولية كبرى» هدفها تحقيق مُخطط الشرق الأوسط الكبير أو المُسمى بـ«الفوضى الخلاقة» لتقسيم الدول العربية وتفتيتها، ليس هذا فقط بل «تقسيم المُقسم وتفتيت المُفتت» وجعل المنطقة بأكملها «كانتونات صغيرة» من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، «كانتونات» غير قادرة على الوقوف أمام إسرائيل وجيشها.
ومُخطئ من يعتقد أو يظن أن هذا المُخطط انتهى نتيجة قيام ثورة ٣٠ يونيو فى٢٠١٣، بل إنه توقف لبعض الوقت وتم إفشاله فى مصر، لكنه لم ينته بعد، وما زال مستمرًا حتى الآن وجار تنفيذه بقوة أكبر عن ذى قبل وبسرعة مذهلة.. أرادوا تحطيم وإنهاء الجيوش العربية، واستخدام جماعة الإخوان الإرهابية لتمهيد الأرض لإحداث فوضى فى الشارع العربى.. لكن ما المقابل؟ بطبيعة الحال، المقابل هو: وصول جماعة الإخوان إلى السلطة فى الدول العربية بعد إسقاط جيوشها ونشر الفوضى، ليصبحوا هم فقط القوى الفاعلة على الأرض، يُروعون المواطنين بالسلاح ويتولون السلطة إلى ما لا نهاية، وقتها يحققون أمن إسرائيل ويبرمون معها الصفقات المشبوهة لإحكام سيطرتها على قناة السويس وللتفريط فى جزء من أراضى سيناء لصالح ما يسمونه بـ «غزة الكبرى».
وللأسف استخدموا وسائل غير شريفة لإنجاح المُخطط، استخدموا بعض الشباب ودربوهم فى لندن والدوحة عن طريق «أكاديمية التغيير» التى يتولى إدارتها (الدكتور هشام مرسى - مُتخصص فى طب الأطفال وصهر الشيخ يوسف القرضاوى)، استخدموا أيضًا الإعلام الموجه مثل قناة الجزيرة القطرية، واستخدموا الدين بفتاواهم التى تدعو لإسقاط الأنظمة العربية عن طريق مشايخ جميعهم من المنتمين لاتحاد علماء المسلمين المحسوب على التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، استخدموا الأموال القطرية لتوفير السلاح ليصل لأيدى التنظيمات المتطرفة التى يسيطر عليها الإخوان.
إنها «لعبة دولية كبرى» أطرافها مُتعددة ولكل طرف مهام مُعينة يؤديها لخدمة أهداف المُخطط.. ومن أهم الأطراف تأتى (قطر) التى تؤوى جميع عناصر الإخوان ودعمتهم بتليفونات الثريا ودربت عناصرهم الشبابية، ودعمتهم بالفتاوى والإعلام والأموال والسلاح.. ثم يأتى الدور التركى، والذى يتلخص فى تقديم الدعم المخابراتى والمعلوماتى.. أما (إيران) فهى صاحبة الدور الفعال، والذى يتماشى مع قدرتها القوية على نشر تنظيمات إرهابية مُدربة ومسلحة على كل الأصعدة، ومنها تنظيمات وميليشيات تتواجد فى بعض مناطق كثيرة ومُتشعبة فى الدول العربية، ومنها سوريا ولبنان والعراق واليمن.. ثم يأتى الدور الأمريكى - بمساعدة بريطانية - الذى يحرك كل هؤلاء وفق أجندة مجهزة سلفًا لخدمة إسرائيل.
«اللعبة الدولية» ما زالت مُستمرة، ومنذ نجاح ثورة ٣٠ يونيو فى الإطاحة بجماعة الإخوان اتخذت «اللعبة الدولية» أشكالًا مختلفة، فجأة وجدنا تحركا سريعا من «الميليشيات الحوثية» فى اليمن، والتى تدعمها إيران للاستيلاء على الحكم فى اليمن وإحداث قلاقل فى مضيق باب المندب للتأثير على حركة الملاحة الدولية التى تأتى لقناة السويس للإضرار بالدخل القومى المصرى، وزادت القلاقل بعد إقدام مصر على افتتاح قناة السويس الجديدة، وأيضًا وجدنا تنظيمات إرهابية جديدة، ومنها تنظيم داعش وتواصلوا مع عناصر إخوانية فى شمال سيناء وتوحدوا ضد مصر واستهدفوا الجيش والشرطة والقضاة.. لكن خاب ظنهم فيما يخططون له والسبب (الشعب الواعى المُتماسك مع جيشه وشرطته وقضائه وبتكاتف الأزهر والكنيسة، وهؤلاء يضعون مصر فى عيونهم).