• قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(٦٧) آل عمران.
• ما معنى أن سيدنا إبراهيم، كان (حنيفًا)؟!
• ولماذا خصه الله بكل هذه المكانة المتفردة الرفيعة؟!
• وماذا صنع إبراهيم ليكرمه الله كل هذا التكريم؟!
• ٨ عطايا ومنازل لإبراهيم.
• واتخذ الله إبراهيم (خليلا)؟! أى صديقًا لذاته العلية، وهى مكانة لم يتمتع بها غيره من الأنبياء والرسل، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (١٢٥) النساء.
• وجعل الله إبراهيم للناس (إمامًا).
قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ}(١٢٤) البقرة
• وجعل الله من (مقامه) مصلى للعالمين.
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (١٢٥) البقرة.
• وكلم الله إبراهيم، عليه السلام، وأراه الله كيف يحيي الموتى؟!
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢٦٠) البقرة.
• والأخطر أن الله أكد في القرآن أنه تعالى أطلعه على كل ملكوت السموات والأرض.
• قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (٧٥).
• وجعل الله كل الأنبياء من بعده من نسله وذريته
• وجعله أبو الأنبياء والرسل.
• واصطفى الله آل إبراهيم على العالمين.
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (٣٣).
• كل ذلك خص الله به سيدنا إبراهيم، لسببين:
• الأول: أنه (حنف) عن طريق قومه (أي مال وابتعد وانحرف).
• (اعوج) عن طريقهم فى العبادة والإشراك مع الله ووصل وحده إلى التوحيد، وهنا يتحول الميل والانحراف إلى استقامة، وإيمان، ويكون الكفر أساس الإسلام، كفر إبراهيم بآلهة قومه وأبيه آزر ورفض عبادتها، وكان وحده بداية لأمة من الموحدين.
• قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(١٢٠) النحل.
• ثانيا: إدراك إبراهيم أن (الثبات) صفة لله الحصرية، وأن كل ظواهر الطبيعة حنيفية، أي (متغيرة ومائلة ومعوجة، تبدأ ولكنها تنتهي، تولد وتهرم وتموت، تشرق لكنها تغرب، وتتفتح لكنها تأفل، تتفتح وتورق وتنبت لكنها تجف وتفسق وتموت، الثبات ليس من طبيعة المخلوقات، وأن (الثبات) لا يكون إلا لله وحده وهو صفته الحصرية.
• فالشمس تشرق لكنها تغرب، والقمر يبزغ ويأفل، والكواكب تضىء ليلا وتأفل نهارا، كل الأشياء تموت، تولد وتموت، كل الأشياء (متغيرة) لا شيء ثابت إلا الله.
• لذلك اكتشف إبراهيم أن الثبات ليس من طبيعة الأشياء في هذا الكون، لكن (الثبات) هو إلهي حصرا، ومن يعتقد بثبات أى شيء غير الله فقد (أشرك) مع الله في صفته الحصرية، لذلك لم يكن إبراهيم من المشركين أي (لم يشرك في صفة الثبات أحدا مع الله).
• قال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (٧٨ الأنعام.
• وصاحب الحديقة الذي ضرب الله به مثلا فى سورة الكهف على الوقوع في الشرك بالله، والذى وصف حديقته (بالثبات) ونعتها بصفة الله الحصرية، وهى الثبات، وظن أنها (لن تبيد أبدا)، ألغى فكرة الموت أشركها فى صفة الثبات مع الله فوقع في الشرك!!
• فماذا حدث لحديقته (أحيط بثمره) وندم فى النهاية، وقال يا ليتني لم (أشرك) بربى أحدا، والشرك هنا معناه إشراك (الثبات) كصفة حصرية لله مع أي شيء.