سجلت إعجابى بالصفحة فى ٨ يونيو.
وتبقى للصفحة كلمة فى ذكرى رحيل القامة الكبيرة...
قُتل عثمان.. بأيدى مسلمين.
تم قُتل علي.. بأيدى مسلمين.
ثم قتل الحسين وقطعت رأسه.. بأيدى مسلمين.
وقتل الحسن مسمومًا مغدورًا.. بأيدى مسلمين.
وقُتل اثنان من المبشرين بالجنة «طلحة والزبير».. بأيدى مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «علي» و«عائشة» (موقعة الجمل).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
وفى معركة أخرى كان طرفاها «علي» و«معاوية» (موقعة صفين).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «علي» و«أتباعه» (موقعة نهروان).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «الحسين» و«يزيد».. ذُبح ٧٣ من عائلة رسول الله بيد مسلمين.
فى معركة إخماد ثورة «أهل المدينة» على حكم «الأمويين» غضبًا لمقتل الحسين.. قُتل ٧٠٠ من المهاجرين والأنصار بيد ١٢ ألفا من قوات الجيش الأموى المسلم.
فى (معركة الحرة) التى قاد جيش الأمويين فيها «مسلم بن عقبة» جاءه صديقه الصحابى معقل بن سنان الأشجعى (شهد فتح مكة وروى الأحاديث وكان فاضلًا تقيًا)؛ فأسمعه كلامًا غليظًا فى «يزيد بن معاوية» بعدما قتل الحسين... فغضب منه... وقتله.
لم يتجرأ «أبو لهب» و«أبو جهل» على ضرب «الكعبة» بالمنجنيق وهدم أجزاء منها.. لكن فعلها «الحصين بن نمير» قائد جيش عبدالملك بن مروان أثناء حصارهم لمكة.
لم يتجرأ «اليهود» أو «الكفار» على الإساءة لمسجد رسول الله يومًا.. لكن فعلها قائد جيش يزيد بن معاوية عندما حول المسجد لثلاث ليالٍ إلى أسطبل، تبول فيه الخيول.
فى خلافة عبدالملك بن مروان: قُتل عبدالله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين) بيد مسلمين.
فى خلافة هشام بن عبدالملك: لم يُقتل زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبي) فحسب.. بل صلبوه عاريًا على باب دمشق.. لأربع سنوات.. ثم أحرقوه.
معاوية بن يزيد (ثالث خلفاء بنى أمية) لما حضرته الوفاة (وكان صالحًا على عكس أبيه)، قالوا له: أعهد إلى من رأيت من أهل بيتك؟؟ فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وزرها!! اللهم إنى بريء منها متخل عنها.
فلما سمعت أمه (زوجة يزيد بن معاوية الذى قتل الحسين) كلماته، قالت: ليتنى خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام.
تقول بعض الروايات إن عائلته هم من دسوا له السم ليموت لرفضه قتال المسلمين، بعد أن تقلد الخلافة لثلاثة أشهر فقط وكان عمره ٢٢ سنة.
ثم صَلّى عليه «الوليد بن عتبة بن أبى سفيان»، وكانوا قد اختاروه خليفة له، لكنه طُعن بعد التكبيرة الثانية.. وسقط ميتًا قبل إتمام صلاة الجنازة، فقدموا «عثمان بن عتبة بن أبى سفيان» ليكون الخليفة، فقالوا: نبايعك؟؟ قال: على ألا أحارب ولا أباشر قتالًا.. فرفضوا.. فسار إلى مكة وانضم لعبدالله بن الزبير.. وقتلوه.
نعم.. قتل الأمويون بعضهم البعض.
ثم قُتل أمير المؤمنين «مروان بن الحكم».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «عمر بن عبدالعزيز».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «الوليد بن يزيد».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «إبراهيم بن الوليد».. بيد مسلمين.
ثم قُتل آخر الخلفاء الأمويين.. بيد «أبو مسلم الخرساني».
قَتل «أبو العباس» -الخليفة العباسى الأول- كل من تبقى من نسل بنى أمية من أولاد الخلفاء، فلم يتبق منهم إلا من كان رضيعًا أو هرب للأندلس،
أعطى أوامره لجنوده بنبش قبور بنى أمية فى «دمشق»، فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطًا، ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجدوا فيه حطامًا كالرماد، ونبش قبر عبدالملك فوجدوه صحيحًا لم يتلف منه إلا أرنبة أنفه، فضربه بالسياط.. وصلبه.. وحرقه.. وذراه فى الريح.
مسلسل قديم.. لكننا لم نقرأ ونتدبر من التاريخ إلا ما أُريد لنا أن نقرأه ونتدبره.. فأفتينا أن «داعش» وليدة اليوم.. وعملنا مندهشين!
رحم الله شهيد التنوير دكتور فرج فودة.