هى حكاية مملة من كثرة تكرارها بالسيناريو نفسه والشخوص ذاتها..أتحدث عن محاولات الإخوان البائسة، لإفشال أى زيارة للرئيس السيسى، سواء كانت للعواصم الغربية، أو نيويورك للمشاركة فى اجتماعات قمة الأمم المتحدة، يحشدون للمظاهرات أمام مقر إقامته والوفد المرافق له، يرفعون اللافتات، يهتفون بعبارات سمجة وسخيفة، يحاولون الاشتباك مع المصريين القادمين من كل مكان لتأييده، يطلقون فئرانهم المترهلة لممارسة كل أنواع التناحة الفضائية والفيسبوكية، يقومون بالتنسيق مع المراكز البحثية ووسائل الإعلام، لاستضافة قياداتهم لإلقاء المحاضرات بهدف غسيل سمعتهم اعتمادا على علاقات الإخوان مع الجامعات الأمريكية والمراكز البحثية التابعة للدوائر السرية، وهى علاقات ليست جديدة، إنما اعتادت الجماعة على استخدامها لتحريض الرأى العام العالمى ضد مصر، وادعاء أنها جماعة تعرضت للاضطهاد والظلم من قِبل النظام القائم، وهى المظلومية التى احترفوا ترويجها، ضد الدولة، ظنا أنهم سيكسبون تعاطفا، لكن الإساءة للدولة والسعى لتشويه صورتها، جعلا المصريين يبغضونهم أكثر وأكثر.
قبل أسبوع من موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى سيشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفق ما هو معلن كل هذا بدون إدراك أنهم فشلوا فى كسب التعاطف، لكنهم، وهذه حقيقة، نجحوا فى الاستحواذ على احتياطى مخزون الغباء فى العالم، فاتهم أن أساليبهم صارت بالية، وأن تكرار أفعالهم البغيضة، جعلهم مثارا للسخرية، وفاتهم أن الاستجداء بالخارج والتحرىض المعلن لا يجديان نفعًا، فبدأت الجماعة التحضير لإعادة السيناريو العبثى نفسه الذى يفشل فى كل مرة، وهو استغلال بعض التقارير الكاذبة الصادرة عن منظمات تعمل لحساب الجماعة وتابعيها، وإلقاء محاضرات بشأنها وما شابه ذلك، ولم يعد سرا، ما جرى من اتصالات متبادلة بين القيادات الهاربة فى اسطنبول و«منظمة هيومان رايتس ووتش» حصلوا خلالها على تعهد من المنظمة التى تعد تقارير مشبوهة، اعتمادا على أكاذيب ومغالطات صادرة عن قيادات الإرهاب، بأنها سترسل عددا من المسئولين بالمنظمة، لإلقاء شهادات خاصة بأوضاع مزعومة أمام أعضاء الكونجرس، كما أن الجماعة أعلنت أنها سترسل عددا إلى الوفد الموجود بالفعل فى أمريكا للمشاركة فى مؤتمر «التواصل الحضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى»، والذى يعقد فى نيويورك ويحضره الدكتور عباس شومان وعدد من قادة الأزهر، هدف الإخوان يمتد إلى الكثير من المناحى، منها تشويه صورة مصر الدينية أيضا.
الوفد الإخوانى سافر إلى الولايات المتحدة تحت لافتة مثيرة للسخرية، يطلق عليها «المجلس الثورى، تأتى استكمالا للزيارات السابقة التى باءت بالفشل، بما يؤكد عدم يأس الجماعة من التحريض ضد مصر والتربص بشعبها.
إصرار الجماعة على حالة الترصد والسعى الدؤؤب لتشويه صورة مصر فى الخارج، لم يتوقف عند حدود معينة، فالرغبة لديهم تتجاوز كل ما نتصوره من قيم وطنية، فهذه القيم ليس لها مكان فى مفردات الجماعة المارقة أو قاموسها المعرفى.
من أمريكا إلى بريطانيا، لا يتوقف مسلسل ترويج الادعاءات والأباطيل الإخوانية، ولا تتوقف المحاولات الرامية، لتشويه صورة مصر فى العواصم والمحافل الدولية، ابتداء من أساليب الحشد لأعضاء جماعتهم وتأجير عناصر أجنبية يتم استقطابها للوقوف «كومبارس» فى المظاهرات بهدف تعكير صفو أى زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسى لأى دولة بالعالم، وليس انتهاء بمخاطبة المؤسسات الغربية، للتحريض ضد الدولة، مرة عبر فبركة تقارير تتعلق بحقوق الإنسان، ومرات لإثبات أنهم الأولى بحكم مصر، بدون النظر إلى ثورة ٣٠ يونية التى أطاحت بأحلامهم فى تحويل دولة كبيرة، بل أعرق دولة فى التاريخ الإنسانى لمجرد أداة تحقق أغراض تنظيمهم المشبوه.
اللافت أيضا أنهم يدورون فى أكثر من محور، لتحقيق مكاسب هى بالأساس سراب، ففى نهاية الشهر الجارى سيشهد تحركات لجماعة الإخوان داخل بريطانيا، بعد الترتيبات التى قام بها الإخوانى الهارب إبراهيم منير، نائب المرشد الأول، لعقد لقاء مع مجلس العموم البريطانى لمواصلة التحريض ضد مصر، والمطالبة بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
جرائم الإخوان باتت معلومة للكل، لذا لم يكن غريبا أن تخرج أصوات مؤثرة فى الرأى العام الأمريكى رافضة، بل حذرت الكونجرس الأمريكى من الموافقة على الاجتماع بوفد جماعة الإخوان الإرهابية الذى يرأسه عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى بالجماعة.
ويأتى على رأس الرافضين لزيارة الإخوان للكونجرس الصحفى البارز إريك تراجر، الذى كتب مقالا بجريدة «ذا هيل» الأمريكية دعا فيه الكونجرس صراحة لرفض زيارة الإخوان، مؤكدا أن هذه الزيارة حال إتمامها فإن كارثة ستحل بأمريكا، لأنها تعد بمثابة إعادة الروح للجماعة الإرهابية التى تلفظ حاليا أنفاسها الأخيرة فى العالم العربى.
صاحبت المقال ردود فعل واسعة فى الدوائر الأمريكية، وكان كاتبه قد أزاح الستار عن وساطات لقبول طلب إخوانى تقدم به عمرو دراج ومجلسه الوهمى للقاء مسئولين بالإدارة الأمريكية، فى محاولة لتجميل وجه الجماعة القبيح، ورسم صورة مغايرة لحقيقتهم التى باتت معلومة.