تناقش الدكتورة رضوى فرغلي استشاري العلاج النفسي المصرية المقيمة بالكويت العديد من المشكلات الزوجية والنفسية داخل المجتمع من خلال كتابها الجديد "عين ثالثة.. استشارات نفسية وزوجية" الصادر حديث عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وعن الكتاب قالت الدكتورة رضوى في تصريحات صحفية اليوم الجمعة: "رصدتُ في هذا الكتاب 45 مشكلة نفسية وزوجية، هي حصيلة بعض اللقاءات المباشرة في عيادتي أو عبر الرسائل على صفحة الفيسبوك.. أحببت من خلالها تقديم نماذج لمشكلات الحياة التي تواجه شريحة كبيرة من المجتمع في البيت والمدرسة والعمل ومع أولادهم وشركاء حياتهم، بهدف أن يستفيد القارئ الذي يعاني مشكلات مشابهة ولم تمكنه ظروفه من الذهاب لعيادة المعالج النفسي، ومن الممكن أن تكون هذه الاستشارات مثل علامة على الطريق تنبه البعض إلى تجنب حدوثها أصلا في حياته من باب الحكمة القائلة: الوقاية خير من العلاج".
وأضافت أننا غالبا ما نعيش محاطين بضغوط الأسرة والعمل وعلاقات مزدحمة وجافة، لولا وجود بعض المقربين الذين يهتمون بمشاعرنا ومعاناتنا الصامتة، لافتا إلى أنه حين تبخل علينا الظروف بمثل هؤلاء المقربين، لا نجد إنسانًا يشاركنا الشكوى ويعتمد هدوؤنا النفسي أو عدم استقرارنا الداخلي على نوع رد الفعل الذي نتخذه تجاه إحباطات الحياة وعلى درجة الوعي والنضج لدينا.
وأشارت فرغلي إلى أن البعض يلجأ إلى المُعالج النفسي ليفهم ظروفه ويتعاطف مع ما يمر به حتى وإن كان على خطأ، يسانده ليتجاوز أزماته النفسية والاجتماعية، لافتا إلى أن البعض ربما لا يعرف الفرق بين اختصاصي العلاج النفسي، والطبيب النفسي، حيث الأول تخرج من قسم علم النفس وحصل على الماجستير والدكتوراة في الجانب الاكلينيكي، إضافة إلى خبراته في العلاج النفسي عبر سنوات من التعامل مع المرضى والأسوياء، أما الطبيب النفسي، فهو من تخرج في كلية الطب فرع الطب النفسي، وهو متخصص في علاج المرضى النفسيين بالأدوية.
وأكدت فرغلي أن بعض من يعانون من المشاكل النفسية قد يتعذر عليهم الذهاب للمعالج النفسي إما لشعورهم بالخجل الاجتماعي أو لظروفهم المادية أو لعدم إدراكهم أهمية جلسات العلاج المباشرة، فيحاول مراسلة المُعالج للاستفادة من "عين ثالثة" حيادية بخبراتها المهنية والعلمية وبصيرتها بالنفس البشرية وتعقيداتها.
وقالت "اعتمدتُ في مناقشتي للقضايا المتعلقة بالاستشارات التى يضمها الكتاب على قناعتي العلاجية، وهي أن العلاج النفسي ليس وعظًا أو إرشادًا دينيًا والمعالج النفسي ليس شيخ دين، يُحلل هذا السلوك ويُحرم ذاك، هذه ليس مهنته، ولا مهمته أن يحكُم أخلاقيًا على الأشخاص أو يفرض عليهم مرجعية معينة بتعسف بل إن وظيفة المعالج أن يتقبل المريض كما هو ويحاول تفهّم مشكلته ومساعدته على فهمها أيضًا ومساندته ليجد حلولًا تناسب ظروفه وشخصيته، وتنمية ذاته لتصبح أقوى في مواجهة مشكلات الحياة واتخاذ القرارات وإدارة علاقاته مع الآخرين بتوازن، حتى تتحقق له درجة جيدة من الصحة النفسية التي تعني في مضمونها: القدرة على الحب والعمل.
وصدر لها كتاب "على طرف منديل" عام 2015، وكتاب "أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية"، عام 2007، وكتاب "بغاء القاصرات"، عام 2001.