أتينا من قرانا البعيدة في محافظات مصر إلى قاهرة الأضواء المبهرة، محملين بأحلام الشهرة والظهور التلفزيوني والتحليل السياسي والإخباري، ولدينا طمع بمقدار قيد أنملة أن نعمل في بلاط صاحبة الجلالة، ندعي أننا من الطبقة الفقيرة. لم يكن منا إلا نفرا من الطبقة الوسطى.
كنا شبابا أغلبنا في الفئة العمرية ما بين العشرين والثلاثين، وقليلا ممن تجاوزوا الثلاثين. متحمسين لفكرة أن الاجتهاد والصبر الطريق المستقيم للحصول علي كارنيه نقابة الصحفيين الحلم الأكبر لأي صحفي. سقط منا من لم يتحل بالصبر، وصرنا نحن نحمل كارنيه المشقة والجلد والبحث عن المتاعب عضوية النقابة.
توجه البعض إلى الجرائد الخاصة ليخطو أولى خطوات الحلم، وتوجه البعض الآخر "وأنا منهم " إلى جريدة روزاليوسف في نهاية 2005. حيث إن رئيس تحريرها وقتئذ المغفور له بإذن الله عبد الله كمال قد استخرج رخصة لجريدة يومية. لتنضم إلى الجارة مجلتي روزاليوسف وصباح الخير، وكان العظيم أسكنه الله فسيح جناته قبلة الشباب الطامح والطامع في العمل في الصحافة، كان مكتبه "دوارا" لإستقبال النازحين من قراهم ونجوعهم وعزبهم طلبا للحصول علي فرصة عمل صحفي.
كان أبناء الدفعة "كلهم " ليس لهم أحد من قريب أو بعيد يساعدهم على الالتحاق بالمهنة، ولا يملكون ما يكفيهم من أموال لتغطية تكلفة الإقامة بالقاهرة، فقط الموهبة كانت طريقهم.
شاغبنا رئيس التحرير كثيرا.. واحتد أحيانا أخرى.. حتى صفى بمقلتيه أنقى المتقدمين أو إن شئت قلت المتبارين للعمل في العريقة روزاليوسف.
دقت ساعة العمل، الكل هرول لإبراز إمكانياته الصحفية والفكرية، كنا نسير في الشوارع كأسراب النمل بحثا عن معلومة أو فكرة، كنا نستيقظ مبكرا للحاق بركب المطبوعة اليومية " روزا "، ونغادرها أخر الليل بعدما نطمئن من نشر ما خطته أيدينا وكتبناه في الصباح علي صفحات الجريدة ،ليهلل من نشر له، ويصمت حزنا من أستبعد من النشر.
بعد فترة وجيزة أدرك عبد الله كمال أننا سنكون رموزا إعلامية في هذا المجال فقد أهل جيلنا لهذا، وحاليا منا من قضى نحبه، ومنا من ينتظر، ورغم النفي والتشريد طوال العهود التي أعقبت الأستاذ عبد الله كمال إلا أن كل الجيل مازال على العهد والوعد في تبليغ رسالته الإعلامية في منابر أخرى، ويبقى رهن إشارة روزا إن "أحبت ورحبت".
أنا ابن دفعة 2005، الدفعة الأشهر في تاريخ الجريدة، والتي أصبحت فيما بعد الأكثر طلبا في السوق الإعلامي، حيث يمثل أبناء دفعتي الركيزة الأساسية حاليا في الإعلام، فلم تعد تخلو قناة فضائية أو إذاعية أو جريدة أو مجلة إلا ويتولي أحد أفراد جيلي منصبا قياديا فيها.
فتحية إجلال واعتزاز لدفعة 2005 وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر. المايسترو محمد صلاح مدير التحرير والذي يعشق اللعب من وراء الكواليس كأنه رحمى محرك العرائس فقد كان محركا رئيسيا في نجاحاتنا. مصطفي رجب مدخن السياسة الشرس. الدكتور رشدي الدقن _ كما يحب أن يلقبه الآخرون _ مدير التحرير،ومدير تحرير برنامج " دائرة الضوء " للإعلامي البارز إبراهيم حجازي علي قناة النهار. الكوتش كمال عامر الناقد الرياضي الشهير رأس حربة القسم الرياضي ومدير التحري.
محمد سويد صحفي بدرجة مستشار" مستشار وزير التموين " أحمد الطاهري الصحفي ومذيع برنامج " مانيفستو" علي راديوا 9090، أحمد إمبابي مدير تحرير برنامج " صباح دي إم سي "، أحمد عبد العظيم مارشال الصحافة العسكرية ومدير تحرير برنامج صفحة جديدة علي قناة نايل لايف. هاني النحاس المذيع بقناة الحدث وصدى البلد.
التحفة الصحفية النادرة علاء الدين ظاهر مشكاة الجريدة والجيل والشاعر المعروف، أيمن عبد المجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف " عضو مجلسي النقابة وروزاليوسف، نائب الجماعة الصحفية نشأت حمدي قائد كتيبة المجتهدين البرلمانيين، عادل عبد المحسن رئيس قسم المحافظات، ومولانا أشرف أبو الريش سكرتير التحرير، والمتصوف الحسين عبد الفتاح رئيس القسم الرياضي السابق، والمزعج الرياضي ماجد غراب المذيع الرياضي ببرنامج "مع شوبير" بقناة صدى البلد.
وخط وسط القسم الرياضي وليد العدوي، والقناص وليد زينهم رئيس القسم الرياضي، ومحمد أبو اليل " جان " القسم الرياضي ورئيس تحرير برنامج "تايم أوت " مع المذيعة المتألقة شيمة صابر_ البرنامج الرياضي الأكثر شعبية علي قناة دي إم سي.
وحكمدار الروزاوية سيد دويدار وزير داخلية الصحيفة، وإيهاب كامل الأديب بأدبه الجم عضو مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف. طارق القاضي رئيس قسم الإقتصاد، وأحمد زغلول محافظ البنك الصحفي " كاش ماني" ورضا داوود شاهبندر القسم الاقتصادي، وهاني دعبس كاتب الروايات الأكثر مبيعا في الأسواق، وإبراهيم جاب الله. وإبراهيم جاد، وحسن أبو خزيم.
ومن الجنس الناعم الزميلات مروة عمارة، ولاء حسين.هبة فرغلي، مينرفا سعد.نفين صبري، وفاء وصفي، إسلام عبد الرسول، والمصورة مايسة عزت، شيماء عدلي.
القائمة تطول ويصعب حصرها ونعتذر لكل من لم نذكره فقد سقط سهوا دون عمد.