.. ذهبت إلى العاصمة الإدارية الجديدة وشاهدت إنشاءات وعمليات بناء تقوم بها شركات مقاولات مصرية -عامة وخاصة-، إسكان اقتصادى واجتماعى ومجتمع جديد يتم تشييدُه هناك، المرحلة الأولى فقط من العاصمة الإدارية الجديدة، هى مساحة مدينة الشيخ زايد نفسها، عمال ومهندسون مصريون يملأون مواقع العمل، يحولون الحلم إلى حقيقة، ويحولون مناطق الرمال إلى مناطق جاذبة للعمل والسكن، مجتمع جديد لشباب مصر بسواعد مصرية، وأحلام مصرية، تفتح ذراعيها للمستقبل، مجتمع جديد مُتطور يحمل بصمات شباب مصرى يجتهد ويتعب للانتهاء من المرحلة الأولى.
.. ذهبت إلى أكبر محطة كهرباء يتم إنشاؤها فى بنى سويف، تنفذها شركة «سيمنز» الألمانية، العمل لا يتوقف، شباب مصرى واعد واع مُجتهد يعملون هناك ليل نهار، شاهدت التحدى فى عيونهم، أرادوا إنجاز عمل لبلدهم.
.. ذهبت إلى الإسكان الاجتماعى فى مدينة ٦ أكتوبر، والمساكن التى تم الانتهاء منها فى حى الأسمرات بالقاهرة وغيط العنب بالإسكندرية، شاهدت حلم وقد تحقق أمام عينى، فالغلابة ومحدودو الدخل وجدوا من يلبى طلباتهم ويستمع إليهم ولشكواهم، ويضعهم ضمن أول اهتماماته، وهناك شاهدت الفرحة فى عيون، وحتى الآن تم إنشاء ٦٥٠ ألف وحدة سكنية، فقد صدق بالفعل الرئيس السيسى، حينما قال: كل من تقدم للحصول على شقة سنوفرها له.
.. ذهبت إلى قناة السويس الجديدة ووجدت التحدى الحقيقى أمامى، فقد وعد الرئيس السيسى ونفذ وعده، وأصبحت قناة السويس الجديدة شريانًا جديدًا يُضاف إلى مصر والعالم كله.. ذهبت إلى مدينة الإسماعيلية الجديدة، وشاهدت عمليات البناء مستمرة.. قمت بالسير على طريق وادى النطرون الجديد المؤدى إلى الساحل الشمالى.. لذلك من الإنصاف علينا القول إن مصر تشهد إنشاء طرق وكبارٍ لم يسبق لها مثيل.. ومن الإنصاف أيضًا القول إن خريطة مصر قد تغيرت بعد الإقدام على إنشاء مدينة العلمين الجديدة ومدينة المنصورة الجديدة، ومطارات جديدة، وموانئ جديدة.
.. قمت بسرد كل هذا لأرد على سؤال تم توجيهه لى من أحد الأصدقاء العرب، حينما سألنى: هل أنت متفائل؟ قلت سريعًا: أنا متفائل ونصف وتلت إربع؛ لأن مصر الآن تعبُر إلى مرحلة نمو اقتصادى واضحة للجميع رغم المتاعب التى نمر بها، لأن مصر رغم التحديات والمخاطر والتهديدات الإرهابية إلا أنها تتصدى للإرهاب وقادرة على البناء فى الوقت نفسه. مصر دولة عظيمة شامخة واقفة على قدميها، بل تتحرك بثبات بعزيمة أبنائها المُخلصين، الاحتياطى النقدى الدولارى فى البنك المركزى ارتفع ووصل إلى ٣٦ مليار دولار، معدل النمو وصل إلى فوق ٤٪ بقليل، الصادرات زادت بنسبة كبيرة فى الوقت الذى انخفضت فيه عمليات الاستيراد السفهى.. والأهم من كل هذا وذاك: زادت عمليات الوعى للشعب المصرى، فقد أصبح الشعب المصرى قادرًا على التصدى لأعداء الوطن ورفض المُتاجرين بالدين وكشف زيفهم وادعاءاتهم المُتطرفة. .. مُتفائل لأقصى درجة لأن مصر تستيقظ الآن وتعرف طريقها نحو المستقبل، واستطاعت عبور فترة صعبة من تاريخها. لذلك أنا «مُتفائل ونصف وتلت إربع».