■ قرار الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف تدريبات ومناورات النجم الساطع مع مصر بعد توقف دام ٨ سنوات، أثار اهتماماً إعلامياً ودبلوماسيا كبيرين فى مختلف الأوساط الدولية، خاصة أن هذا القرار من جانب إدارة ترامب جاء بعد أيام قليلة من قرار الكونجرس الأمريكى بخفض جانب من المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية لمصر، وهو الأمر الذى أثار غضب الرأى العام المصرى..
■ والقرار الأمريكى بعودة تلك المناورات العسكرية، كان مفاجئًا للأوساط الشعبية المصرية، بينما لم يكن مفاجئًا للأوساط المصرية الرسمية؛ خاصة أن الزيارة التى قام بها قائد مركز القيادة الأمريكية لمصر فى مايو الماضى؛ حيث بحث رغبة واشنطن فى إعادة مناورات «النجم الساطع»..
■ وبالتأكيد؛ فإن قرار الإدارة الأمريكية باستئناف تلك المناورات المشتركة مع مصر يعكس إلى حد بعيد مدى رغبة إدارة ترامب فى تقوية ودعم العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكسب ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأيضا مدى وجود خلافات بين إدارة ترامب وبعض قيادات الكونجرس الأمريكى الذين ساندوا قرار خفض المساعدات..
■ كما يؤكد هذا القرار أيضا الرغبة الأمريكية للاستفادة من قدرات وخبرات الجيش المصرى، التى شهدت تقدمًا وتطورًا كبيرًا خلال السنوات الخمس الماضية إلى جانب الخبرات العسكرية فى الحرب على الإرهاب وحاجة القوات الأمريكية لنقل هذه الخبرات إليها من خلال هذه المناورات العسكرية..
■ وبلا شك أن قرار مصر بالموافقة على الطلب الأمريكى لاستئناف هذه المناورات يكشف بوضوح أن القرارات المصرية فى عهد السيسى ليست قرارات انفعالية، ولكنها قرارات مدروسة تضع فى المقام الأول مصلحة مصر وشعبها وتدعيم أمنها القومى وإعطاء الآخرين فرصا لمراجعة مواقفهم..
■ فرغم أن البعض سواء فى مصر أو خارجها زعم أن الرهان المصرى على الرئيس الأمريكى ترامب قد فشل، وأنه يسير على خطى ونهج الرئيس السابق أوباما فى تعامله مع مصر والقيادة السياسية؛ فجاء هذا القرار لكى يسقط مزاعم ودعاوى هذا الطريق، ويؤكد أن حسابات الرئيس السيسى كانت صحيحة وليست خاطئة..
■ وجاء القرار الأمريكى بعودة مناورات النجم الساطع ليمثل ذلك صفعة قوية على وجوه أعداء مصر، وبخاصة الثالوث الشيطانى التركى- القطرى- الإيرانى، الذى يسعى بكل قوة لإفساد علاقات مصر مع القوى الدولية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا صفعة على وجه بل وقفا جماعة الإخوان الإرهابية..
■ فهذا الثالوث وأبواقه الإعلامية ومطاريده فى الخارج الذين هللوا كثيرا عقب قرار الكونجرس بخفض المساعدات الأمريكية لمصر، وعبروا عن فرحتهم وسعادتهم بهذا القرار إلا أنهم التزموا الصمت التام، وهو صمت القبور بعد إعلان إدارة ترامب لهذا القرار..
■ كما أن قرار وزارة الدفاع الروسية ببدء تدريبات حماة الصداقة ٢٠١٧ فى التوقيت نفسه، بين مظليين مصريين وروسيين يمثل أيضا، رسالة واضحة بأن روسيا هى الأخرى تسعى للتعاون العسكرى مع مصر للاستفادة من الخبرات العسكرية المصرية، كما أن مصر هى الأخرى تتعامل مع القوى العظمى وفقا لمصالحها القومية والإستراتيجية فى ظل منطقة مضطربة وعالم أكثر اضطرابا..
■ فالرسالة الواضحة لمناورات النجم الساطع ٢٠١٧، هى أن مصر رغم أنف الإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها وأيضا الثالوث الشيطانى القطرى- التركى- الإيرانى، هى الدولة المحورية المركزية فى منطقة الشرق الأوسط، وأن الخبرات المكتسبة لدى قواتها المسلحة تحتاجها الجيوش الكبرى فى العالم، كما أن القرار المصرى ليس قرارًا انفعاليًا، ولكنه قرار رشيد حكيم يضع مصالح مصر فى المقام الأول، وأن مصر سياستها واضحة ساطعة ونجمها سيظل منيرًا فى سماء الدنيا.