الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"حلوة يا بلدي".. رسالة حب من صديق فرنسي إلى "داليدا"

 «داليدا»
«داليدا»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يسأل أحد من قبل عن سر الحفاوة الزائدة عند المصريين بالمغنية الراحلة داليدا؛ هل لأنها كانت فقط من الأجانب الذين ولدوا فى مصر؛ فهناك الآلاف من المغنين العالميين ولدوا فى مصر مثل «موستاكى» و«رسوس» وغيرهم.. فلماذا لم يلقوا هذه الحفاوة؟!
الأمر المختلف فى مسيرة داليدا عن هؤلاء النجوم؛ وهو عودتها لمصر بعد أن رحلت عنها فى العام ١٩٥٤؛ لم تكن هذه العودة؛ عودة أبدية بدافع الاستقرار، لكنها عادت بمجموعة أغان باللغة العربية، لاقت حفلاتها فى مصر مطلع الثمانينيات من القرن الماضى رواجا كبيرا؛ وكان واحد من عشاقها وراء ذلك النجاح، وهو الموسيقار الفرنسى جيف بارنيل؛ الذى لحن لها «حلوة يا بلدى» وسالمة يا سلامة» وأغانى وأغانى؛ وإن كانت «حلوة يا بلدى» هى الأغنية الأكثر شعبية عند المصريين على الإطلاق التى تعبر للحنين إلى مصر؛ لدرجة جعلتها يعاد غناؤها أكثر من مرة حتى وقتنا هذا؛ وكان آخر من أعادت طرحها؛ الفنانة اللبنانية إليسا والفنانة هبة طوجى ولينا صليبى.
يعتبر هذا اللحن من أجمل ألحان بارنيل على الإطلاق فلم يصنعه لنفسه؛ حيث مارس الغناء أيضا؛ ولم يصنعه لأحد نجوم فرنسا المشهورين؛ لم يكن فى ذهن بارنيل حينها وطن أو حنين سوى داليدا؛ اللحن لم يكن إلا رسالة حب من بارنيل لداليدا، رغم أن بارنيل أيضا ولد فى مصر.
كان بارنيل آخر رجل عرفته داليدا، بعد القصص المأساوية التى عاشتها، فقد انتحر عدد كبير من الرجال الذين عشقتهم وعاشت معهم؛ وجاء معها إلى مصر فترة الثمانينيات؛ وكان آخر من حدثته داليدا قبل موتها.
كرس بارنيل جميع ما يمتلكه من موهبة موسيقية لخلق ذلك اللحن الذى أصبح عالميا؛ رغم أن بارنيل نفسه لم يكن فنانا عالميا من قبل.
وبعد رحيل داليدا عام ١٩٨٧؛ لم ينسها مطلقا؛ بل ظل يتحدث عنها فى جميع لقاءاته، إلى أن أصدر كتابا خصيصا عنها كتبه بنفسه؛ بعنوان «داليدا.. امرأة ذات قلب كبير»، صادر باللغة الفرنسية عن دار روتشى بباريس فى العام ٢٠٠٥؛ حكى فيه عن الفترات الأخيرة من حياتها منذ أن التقاها وحتى رحيلها، وعن رحلتهما إلى مصر فى الثمانينيات وعن كواليس فيلم «اليوم السادس» للمخرج يوسف شاهين، واعترف فيه أخيرا بحبه لها؛ ذلك الحب الذى لم يبدأ بعد؛ وظل قصة من طرف واحد؛ وإلى الآن وحتى آخر لقاء تليفزيونى له، لم يعكف بارنيل عن ذكر اسم داليدا.