يصدر قريبا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب " نجيب محفوظ السارد و التشكيلى" للأديب أشرف أبو اليزيد الذى يستهل الكتاب مؤكدا على الدور الاستثنائي الذى اداه الروائي الكبير نجيب محفوظ فى الثقافة العربية متخطيا حدود فن السَّرد الأدبي إلى فضاءات الفنون التي تماست معه.
ويوضح : وإذا كانت السينما أهم تلك الفنون، وأشهرها، فإننا نخص بكتابتنا فنا آخر، هو التشكيل، نعتقد أنه لم يكن أقل تأثرا بأدب هذا السَّارد الفذ.
ولا نقصُر الحديث على التشكيل بحدود التصوير الكلاسيكي، وإنما ـ كذلك ـ ننطلق إلى تلك الفنون الأخرى المرتبطة به، والدائرة في فلكه، مثل الحفر والرسم والكاريكاتير والشرائط المصورة (Comics) والنحت، وصولا إلى صناعة الكتب، وتصميم أغلفتها، وملصقات الأعمال الفنية والفعاليات الثقافية، بل والرسوم الجدارية (Grafitti)."
ويرصد المؤلف علاقة الروائى الكبير بالفن التشكيلى مستندا الى شهادة الفنان التشكيلى الكبير الراحل محمود بقشيش فيقول:
كانت علاقة الأديب نفسه بالفن التشكيلي، بالذات، كانت مثار تساؤل في مقالة قصيرة للناقد والفنان التشكيلي الراحل محمود بقشيش، نشرها في مجلة الهلال بعد أيام من فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب (الهلال، نوفمبر 1988، ص ص 102 ـ 103) بعنوان (نجيب محفوظ والفن التشكيلي)، يستدعي فيها لقاءً ضمه بأديب نوبل قبل أكثر من ربع قرن (أي أوائل الستينيات من القرن الماضي) حين كان بقشيش وقتها طالبا في السنة النهائية في كلية الفنون الجميلة، مدعوا إلى برنامج إذاعي عنوانه "كاتب وثلاثة قراء"، كقاريء مع زهير الشايب (مترجم كتاب وصف مصر)، والقاص محمد جاد، حول رواية "زقاق المدق"، وكان عليه، كالآخرَيْن، أن يتوجه للكاتب الكبير باستفسارين لا ثالث لهما ... لضيق الوقت!
حين جاء دور بقشيش ليتحدث، أشار الناقد والفنان الشاب إلى ميل محفوظ إلى التكوين المعماري المجسم، ليس فقط في أشكال البيوت والمقاهي والأزقة، بل وفي أشكال البشر، وعلاقاتهم بالأماكن التي يحيون فيها، فالمكان عنده ـ رغم وضوح معالمه ـ لا يقوم بدور خشبة المسرح؛ أي لا يكتفي باستضافة فريق يقدم احتفالا وقتيا، بل على العكس شغل المكان حيز بطل من أبطال العمل الدرامي.