الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

عودة "الجنرال" محافظا للأقصر.. بين حملات الدعم والرفض واعتزاله العمل العام !!

الدكتور سمير فرج
الدكتور سمير فرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد محافظة الأقصر خلال الأيام الأخيرة , حالة من الجدل عقب قيام مجموعة من شباب وأهالي الأقصر بتدشين حمله شعبية لإعادة الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق، محافظاً لها من جديدبالتزامن مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي.
وعانت الأقصر على مدار 3 أعوام كاملة من انحسار شديد في معدلات الإشغال السياحي, وأغٌلقت بيوت وشرد العاملين بالفنادق كما عانت من إهمال شديد تجاه جميع المرافق العامة بالإضافة إلى وقف اغلب المشاريع التي كان يحلم بها أبنائها لتكون اكبر معبد مفتوح في العالم, وأيضاً جعل كورنيش النيل في أزهي وأجمل صوره.
وكان ينوى الدكتور سمير فرج استكمال تلك المشروعات التي توقفت بعد أن ترك منصبه بسبب نقص الميزانيات, فضلا عن عدم إثبات غالبية المحافظين الذين تعاقبوا على تولي المسئولية, عقب الثورة جدارتهم في إدارة مدينة من أهم المدن التاريخية في العالم.
كل ما سبق دعي الأقصريين للبحث عن البديل بأنفسهم من خلال التوافق على رجل يعرفونه جيدا وعاشوا معه فترات ازدهار المحافظة – على حد وصفهم – وبناءا على ذلك قاموا بتدشين تلك الحملة وطبع الاستمارات.
وطالبت الحملة بعودة " فرج " محافظا للأقصر واصفين إياه بـ " الجنرال " مشيرين إلى أنه صاحب إنجاز تحويل الأقصر إلي محافظة نجحت في الحصول على المركز الثاني في مسابقة العواصم والمدن الإسلامية عن خطة التنمية الشاملة للتطوير بعد مرور عامين على توليه منصب رئيس المجلس الأعلى للأقصر.

من جانبه قال وليد حمدي, المنسق العام للحملة الشعبية لعوده الدكتور سمير فرج محافظاً للأقصر، هناك العديد من الأسباب التي دعتنا إلي أن نقوم بتدشين هذا الحملة بالرغم من معارضة البعض لها , من أهمها أن "فرج" قام بإعداد خطة تنمية شاملة لتطوير المحافظة برؤية مستقبلية لمدة 25 عام تنتهي عام 2030 , كما قام بتنفيذ مشروعات خطة التنمية الشاملة لتطوير الأقصر والتي تحتوى على أكثر من 42 مشروع بقيمة إجمالية مليار جنيه مصري خلال ثلاث سنوات تهدف إلى تحقيق كافة متطلبات المواطن الأقصري, وتدعيم كافة أوجه النشاط السياحي والحفاظ على الآثار وتنمية المناطق الأثرية مع ضرورة فتح آفاق جديدة للاستثمارات وتنمية السياحة الرياضية داخليا وخارجياً.
وأضاف " حمدي " أنه قام ببناء مدينة القرنة الجديدة التي استوعبت 3200 أسرة وقام بافتتاحها حسني مبارك رئيس الجمهورية وقتها, وتنفيذ المرحلة الأولي من إنشاء الممشى السياحي في الأقصر, وتطوير الساحة الأمامية لمعبد الكرنك وهدم كافة العشوائيات التي كانت تعيق الرؤية أمام المعبد بتكلفة وصلت إلى 75 مليون جنيه مصري, بالإضافة إلى قيامه بتنفيذ مشروع لإعادة فتح طريق الكباش الكباش الذي كان يصل ما بين معبدي الأقصر والكرنك بتكلفة 240 مليون جنيه والذي بدأه الملك أمنحوتب الثالث منذ أكثر من خمسة آلاف عام، ليكمله الملك نخبتو آخر ملوك الفراعنة في الأسرة الثلاثين، ويخرجه في عام 2009 محافظ الأقصر الجنرال سمير فرج من رحم المستحيل ,وأنشأ مركز التراث الحضاري الذي أضاف ليلة سياحية جديدة من ليالي الأقصر الساحرة ,قام بإنشاء مركز التحكم والسيطرة الاليكتروني الذي يقوم بتنظيم حركة الأفواج السياحية داخل المزارات المختلفة ليقلص من أزمة الازدحام في المقابر الفرعونية مما هدد بتلاشي المعالم الأثرية هنالك , وقام بتنفيذ ثاني اكبر عملية تهجير في تاريخ مصر بعد عملية نقل سكان النوبة حيث تم نقل السكان المقيمين فوق أكثر من ألف مقبرة فرعونية وإنشاء القرية النوبية للحفاظ على التراث النوبي لأكثر من 25 ألف نوبي مقيمين في الأقصر.

واشار إلي أن من بين إنجازات الدكتور " سمير فرج " قيامه بتطوير محطة سكة حديد الأقصر والتي أصبحت أجمل محطة في مصر بمشروع تكلف 20 مليون جنية , وقام بتطوير المناطق السياحية المختلفة كشارع السوق وأسواق سافوى وشوارع المنشية والمحطة وامتداد شارع التلفزيون ومنطقة شرق السكة, قام بإنشاء نادي الدولي للتجديف الذي شهد أول بطولة تجديف تقام في الصعيد بعد أن كانت الأقصر هي محط أنظار لاعبي التجديف في السابق, كما قام بإنشاء المركز الحضاري للمرآة الذي أتاح فرض عمل جديدة للعديد من ربات البيوت في الأقصر و يخدم أسواق الأقصر بالسلع يدوية الصنع و بأسعار تناسب السوق المصرية ,ومصنع البوتاجاز بالطود الذي حل أزمة البوتاجاز في الأقصر وضواحيها وتعاقد علي إنشاء أول محطة غاز طبيعي في الصعيد.
وقام بإدخال نظام العمل بالحكومة الاليكترونية ,وتطوير مستشفي الأقصر العام , وإنشاء السوق الحضاري الذي قضي علي ظاهرة الباعة الجائلين في منطقة الصنايع والمدينة المنورة قام بإعادة إحياء مكتبة الأقصر العامة وإنشاء أول مكتبة متخصصة لعلوم المصريات في الشرق الأوسط وقام بنقل وتطوير قصر ثقافة الأقصر , كما قام بإنشاء نزل الشباب الدولي في منطقة الطود لترجع ظاهرة قطار الشباب من القاهرة إلى الصعيد
وإدخال نظام العمل بالحكومة الاليكترونية وغيرها من الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى .
وأكد أسامة عبيد, المتحدث الإعلامي باسم الحملة, على سعادته الغامرة لإدراك أهالي الأقصر بالحملة، وتواصلهم السريع معها, مشيرا إلى أن هناك إقبال شديد من قبل جموع الأهالي علي معرفة تفاصيل الحملة، مؤكدا أن الكثير من أهالي المدينة يصرون علي تقديم المساعدة لنجاح هذه الحملة وذلك لوعيهم الشديد أن الأقصر عانت كثيرا بعد رحيله من المحافظة.
وأضاف انه في القريب العاجل سيتم رفع أكثر من مذكره موثقة بفيديوهات وصور تثبت أن الدكتور سمير فرج هو الأجدر بقيادة سفينة الأقصر إلي التطور مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من عمل الاستمارة، وسيتم عقد مؤتمر صحفي للإعلان عنها، وعن الفترة التي سيتم فيها تداولها قبل إرسالها لرئيس الوزراء مؤكدا انه من الممكن التصعيد حتى تصل للرئيس الجمهورية.
الجدل حول عودة " فرج " محافظا من عدمه يكمن وبصفة أساسية عند النشطاء السياسيين في أنه من أنصار النظام الأسبق وأنه كان أحد رجالات الدولة في عهد المخلوع " مبارك " كما أنه تورط في العديد من القضايا عقب ثورة يناير والتي برأه منها القضاء المصري , أما أهالي الأقصر فكان اعتراضهم أن قام بهدم بيوت الكثيرين من أجل تحويل الأقصر إلى متحف مفتوح وكان رد أصحاب الحملة على الجزء الأخير أن إزالة العديد من العشوائيات في سبيل تطوير الساحة الأمامية لساحة معبد الأقصر ومسجد أبو الحجاج , على سبيل المثال يعد انجازا عظيما وأن تساؤلات البعض حول منازل الناس التي تم هدمها والتي تأتي من قبيل السفسطة سيكون ردنا عليها انه من الوارد جدا تصحيح أخطاء مائة عام من أجل الحفاظ علي تراث البشرية.
أما الطرف الآخر وهو الدكتور " سمير فرج " محافظ الأقصر الأسبق, فقد هنأ الأقصريين بعيدهم القومي متنميا للمحافظة دوام الازدهار والتقدم وأكد في تصريح خاص لـ " البوابة نيوز " على أنه لا يفكر في العودة مرة أخرى للعمل العام مشيرا إلى انه يكن كل احترام وتقدير لأبناء الأقصر الذين يطالبون بعودته لتولى منصب المحافظة مشيرا الي انه اعتزل العمل العام بكافة أشكاله وتمنى أن يحالف النجاح أي مسئول يتولى مهام المحافظة التي لها عشق خاص لديه.
جدير بالذكر أن الدكتور سمير فرج , هو من مواليد مدينة بورسعيد, خدم مصر في المجالين العسكري والمدني حيث تقلد مناصب "مدير إدارة الشئون المعنوية" بالقوات المسلحة ومحافظا لمدينة الأقصر ومديرا للأوبرا المصرية وحصل على العديد من الأوسمة منها وسام الجمهورية طبقة ثانية ونوط الواجب العسكري طبقة ثانية ونوط الخدمة الممتازة وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة .
كما حصل " الجنرال " على العديد من التكريمات منها حصوله على تقدير لجنة اليونسكو التي قامت بزيارة مصر عام 2006 لتنفيذه لكافة هذه المشروعات وخاصة المشروعات الخاصة بالحفاظ وتطوير المناطق الأثرية, كما كرمته جامعة القاهرة كلية الآثار لعاميين متتالين في حفلها السنوي لجهوده في الحفاظ على المناطق الأثرية بالأقصر وكرمته جامعة عين شمس تقديرا لجهوده في تنفيذ خطة التنمية الشاملة لتطوير الأقصر , كما كرمه الاتحاد الأوروبي في 7 ديسمبر 2011 علي جهوده في تنفيذ مشروع إعادة فتح واكتشاف طريق الكباش وتحويل الأقصر لأكبر متحف مفتوح و طلبت منه شرح وافي للتجربة.
يذكر, أن هذه الحملة ليست هي الأولى في سبيل عودة فرج حيث قام أعضاء الحزب الوطني المنحل بجمع توقيعات في نفس التوقيت من العام الماضي من بعض أهالي المحافظة لعودة سمير فرج، كمحافظ للأقصر مرة أخرى, وقام حركة 6 أبريل بالأقصر وقتها بإصدار بيانًا حذرت فيه من التفكير في عودة " فرج " ، مؤكدة أن من قاموا بالثورة من أجل القضاء على الفساد لن يتركوا سمير فرج وأمثاله يعودون من جديد وأنها أنها ستصدى لهذه الدعاوى بمساعدة أهالي الأقصر الشرفاء ليكونوا يد واحدة ضد الفساد ولحماية ثورة 25 يناير المجيدة.

وما بين هذا وذاك, فإن قرار عودة سمير فرج إلى المحافظة لا تملكه توقيعات أو حملات دعم , وإنما يملكه أهالي الأقصر أنفسهم , هل يرغبون في عودته مجددا أم لا كما انه يملكها الدكتور " سمير فرج " نفسه والذي أكد مرارا وتكرارا أنه اعتزل العمل العام كليا ولا يسمح بالخوض في تلك الأمور مثمنا جهود الأهالي في سبيل عودته كما أن بعض الأهالي ارتضى بحل وسط ولم يطالبوا بعودته وإنما طالبوا بانتخاب محافظ من أبناء الأقصر يشعر بهموم الناس وليس هموم السياح وتكون فتره توليه المنصب لا تزيد عن أربع سنوات وبذلك يرجع القرار للأهالي مرة أخرى.