من زمان قالها أبوالطيب المتنبى:
«وَكم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا».
لكن أبوالطيب لم يعاصر ما يحدث فى مصر الآن من مضحكات مبكيات تصل إلى حد الجنون.
هل كان أبوالطيب قادرا على استيعاب قيام قاضٍ بتجهيز نفسه والعائلة لرحلة الحج، فقط عمل مشوار يستلم فيه رشوة ٣٠٠ ألف جنيه لتغيير أحكام، قبل سفره للقاء رب العالمين مع الأسرة الكريمة.
وهل كان أبوالطيب على استعداد لتقبل قيام نائب محافظ الإسكندرية بعمليات إرجاء تنفيذ إزالات مقابل مليون جنيه وتأشيرة حج إلى بيت الله الحرام والوقوف بين يديه، ملحوظة سيدى المتنبى، تم القبض على السيدة سعاد الخولى نائب المحافظ، وهى صائمة، شعب متدين بالفطرة سيدى أبوالطيب.
لكن كل ده كوم وحكاية الزبيبة الإسلامية كوم تانى.
سيدى أبوالطيب، فى بلادنا لنا السبق فى اختراع «الزبيبة الإسلامية»، مش افترى لا، إحنا لا جبال تهدنا ولا حكومة تلمنا، بالعكس، زبيبتنا مشتركة بين أهل السلف والإخوان وضباط الشرطة وكثير من المسئولين.
الزبيبة الإسلامية اختراع مصرى خالص يسجل فى ميزان حسناتهم، هل كانت لديك زبيبة سيدى أبوالطيب، بلاش أنت، هل كان لدى الرسول أو الصحابة أى زبيبة؟، لم تحدثنا كتب التاريخ عن ذلك رغم أنهم كانوا يصلون على الطوب والزلط، ولم تظهر تلك الزبيبة لديهم.
تنفرد مصر والمصريون من نوع معين بتلك الزبيبة، عن كل الدول التى تضع الإسلام رايتها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ولا ينفرد كل المصريين بتلك الزبيبة، بل هم أناس يقولون إن الله اختصهم بالحق من أمثال الحوينى وحسان ويعقوب الذين يطبقون شرع الله ولهم فى النساء حدث ولا حرج، طب باقى المسلمين لم لا تظهر تلك البقعة السوداء على جباههم وهم على الصلاة مداومون، ولم لا تظهر الزبيبة على أولئك النساء الورعات.
فى بلادنا أيها الطيب، يتباهى السلفيون وجماعة الإخوان الإرهابية بأن لديهم زبيبة صلاة، ويعتبرون أن الزبيبة دليل على الصلاح، وعلامة على التقوى، ويقولون إن تلك الزبيبة إنما هى مصداقًا للآية القرآنية «سيماهم فى وجوههم من أثر السجود».
رغم أن الله لم يقل على وجوههم بل قال فى وجوههم أى نور داخلى وليس خارجيًا.
وهذه الزبيبة الأروبة نجدها بالفعل على وجوه كل من: الأهطل مرسى والملياردير الشاطر وكل المرشدين الأشاوسة وسعد الكتاتنى وعصام العريان ومحمد البلتاجى ويونس مخيون وياسر برهامى وعبدالمنعم الشحات وآخرين.. بل إن نائب حزب النور أنور البلكيمى، وهو صاحب الفضيحة الشهيرة لعملية تجميل أنفه.. هو نفسه له زبيبة أكبر حجمًا من أنفه. وكذلك النائب السلفى على ونيس، الذى تم ضبطه أثناء ممارسته الجنس مع إحدى الطالبات، هو أيضا لديه زبيبة ضخمة تزين جبهته، وهذا يدل على أن الزبيبة ليست لها أى علاقة بالتقوى أو الورع أو الإيمان.. وإنما هى مجرد وسيلة يستخدمها السلفيون وجماعة الإخوان الإرهابية لخداع المغفلين.
ولأن الزبيبة عند الإخوان المجرمين والسلفيين، هى بمثابة ختم النسر الذى يمكنهم من خداع المغفلين من الناس، لذلك ظهرت عدة مواقع إلكترونية تشرح طرقًا متعددة لكيفية صناعة الزبيبة لمن يريد فى ٥ دقائق.
من متابعة المنتديات الإسلامية ومناقشات أعضائها يتبين أن هناك عدة طرق يلجأ إليها البعض لإبراز «زبيبة الصلاة» على الوجوه، ومنها:
- إحضار نواة التمرة وفركها فى منتصف الجبهة، وما هى إلا دقائق وتصبح العلامة بارزة.
- الخلطة الثانية، والتى يكون مفعولها أقوى، هى خلط فص ثوم ورماد وورقتين ملوخية (أو أى نوع من الورقيات)، فى ماء ساخن وعندما تبرد توضع على الجبهة لمدة ثلاث ساعات.
- وهناك طريقة ثالثة، وهى تسخين فص ثوم أو بصل بالنار ثم فركه فى الجبهة.
- أما الطريقة الرابعة فيتم الاعتماد بها على البطاطا، حيث تطبخ بالماء على النار ومن ثم يكوى جبهته بها.
- والخامسة التى تحتاج التكرار لأكثر من مرة، هى أخذ فص بصل ووضعه منتصف الجبهة، مع التثبيت بقطعة قماش أثناء النوم، حتى اليوم الثاني.
- أما السادسة والأسهل، فهى السجود على سجاد غير ليّن مثل الحصير، فالغبار وحساسية الجلد مع كثرة الاحتكاك سيقومان بإظهارها بعد وقت يطول أو يقصر حسب حساسية جلد الشخص.
معلهش يا أبوالطيب استحملنا شوية، إحنا شعب متدين بالفطرة، بالمناسبة يا أبوالطيب: هل صليت على رسول الله النهاردة؟.