الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

1000 طلقة نور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تقاس قيمة الأشياء بعمرها الزمني، بل بمقدار تأثيرها ودورها في محيطها، وعندما تحتفي مؤسسة إعلامية، مثل المركز العربي للبحوث والدراسات بإصدار العدد رقم ١٠٠٠ من أحد أهم إصداراته وهى مطبوعته الشابة، جريدة «البوابة» اليومية، لا يجب التوقف كثيرًا أمام الأرقام، فكم من الإصدارات التي تجاوز عمرها عشرات السنين ولم تستطع أن تحقق تواجدًا ملحوظًا في ساحة العمل الإعلامي.
ألف عدد من صحيفة يومية، تعني أن عمرها لم يتجاوز سنوات أربعًا، ومع ذلك استطاعت «البوابة»، الجريدة ومواقعها الإلكترونية، تحقيق نجاحات غير مسبوقة في هذا الزمن القصير، ولعل ذلك يعود إلى أن «البوابة» لم تكن مشروعًا تجاريًا، أو شخصيًا، لكنها كانت حلمًا بمشروع فكري وثقافي في إطار مؤسسي لا يدار بمصالح رأس المال الفردي، أو بسيطرة حزب أو إدارة ما، بل مؤسسة تدار بروح أبناء المهنة وعلى أرضية الانحياز للمصالح الوطنية والانتماء إليه، وتبني هموم الناس، والحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي، والتصدي لغربان الظلام وتيارات التكفير الفكرى وإرهابه المسلح.
على مدى ألف عدد وضحت رسالة «البوابة»، كمشروع تنويري يهدف للتصدي لهذه الجماعات الفاشية، بإطلاق طلقات النور الفكرية في مواجهة سموم وغيوم سحب الظلام. ولعل ذلك كان سببًا رئيسيًا وراء الاعتداءات والتهديدات التى تعرضت لها المؤسسة وإصداراتها، وتعرض لها شخصيًا أخي وزميلي الأستاذ عبد الرحيم علي رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيس تحرير جريدتها وإصداراتها المتعددة، الذي يقف وراء هذا المشروع الحضاري مستعينًا بفريق عمل من شباب الجيل الجديد، دون نسيان خبرات أبناء جيله من جيل الوسط وجيل الرواد الكبار، في تواصل بين الأجيال بات مفتقدًا في أداء كثير من المؤسسات الأخرى.
تتجاوز صداقتي مع الزميل الأستاذ عبد الرحيم، ربع القرن منذ بداية مشواره الصحفي في جريدة الأهالي. 
تألق عبد الرحيم كمحرر بارز في شئون الإسلام السياسي، وشهدت الأهالي الناطقة بلسان حزب التجمع اليساري المعارض انتشارا غير مسبوق لصحيفة معارضة مع عدد من الانفرادات الصحفية، كان هو صاحبها وكاشفها، وخصوصًا طبيعة وتكوين التنظيمات الإرهابية، وما عرف فيما بعد بمبادرة المراجعة الفكرية لهذه التنظيمات، ومن الواضح أن هذه المتابعة الدقيقة لهذا الملف من جانبه جعلته يتعمق بالدراسة والبحث فيه بشكل أوسع، مؤسسًا لأهم مركز للبحوث في شئون هذه الجماعات وأصولها الفكرية وارتباطها بفكر التنظيم الأم «جماعة الإخوان»، باعتبار أن كل هذه الجماعات ولدت من رحم الإخوان، وأصبح هو ومركزه البحثي مرجعًا لكل من يريد أن يعرف أو يفهم شيئًا عن هذا التيار الذي أصبح أحد معاول هدم المجتمعات العربية. 
على أرضية الانحياز للدولة المصرية، واستردادها من مخالب عصابة الإخوان، التقينا مرة أخرى في تأييد ثورة الشعب المصري ودعم مؤسسات الدولة لها لإسقاط حكم المرشد وعصابته الدولية، ربما وهذا - طبيعي - يكون بيننا بعض من هوامش الخلاف حول يناير، وأقول هوامش لأن ما فعله صندوق عبد الرحيم الأسود في برنامجه الشهير، كان كاشفا لطبيعة المؤامرة ودور بعض الشخصيات المرتبطة بأجهزة استخبارات دولية وإقليمية استهدفت إسقاط مصر وإدخالها في خريف الفوضى الأمريكية، فما أخرجه من أسرار صندوقه لم يكن يعرفه كثيرون، وأزعم أنها غيرت أغلب القناعات الزائفة لدى قطاع غير قليل من الرأى العام المصرى والعربي.
لا يزال عبدالرحيم على يخوض معركته ضد الإرهاب المسلح بالرصاص والفكر المتطرف، ولا يزال مركزه البحثى مصدرًا للمعلومات لكل من يريد التصدى لهذا التيار الأسود، وأصبحت بوابته الصحفية وموقعه الإخبارى جبهة للدفاع عن الوطن وأمنه القومي، ورغم أنه أصبح رئيسًا لمجلس الإدارة ورئيسًا للتحرير ونائبًا في البرلمان، إلا أنه، كما عرفته منذ عقود، عبدالرحيم على الإنسان البسيط، المهني والمفكر، المهموم بحب هذا البلد، ابن المنيا، الصعيدي الجدع، المنحاز للبسطاء، المستنير، ابن الدولة المصرية، الحالم بمصر القوية المدنية الديمقراطية، ومُستمر وُمصر على إطلاق طلقات النور في مواجهة الظلام.