عيد الصحفيين.. لماذا تجاهلت الدولة المصرية التي تملك أقدم وأعرق صحافة في العالم تخصيص عيد للصحفيين طوال عشرات السنين الأخيرة؟.. لماذا تجاهل أصحاب المهنة أنفسهم من الصحفيين المطالبة بتخصيص عيد لهم؟.. سؤالان أطرحهما ولا أجد لهما إجابة، هل نحن كصحفيين لا نستحق أم أننا لسنا مصريين؟
عيد الصحفيين.. هؤلاء الذين يتعرضون للكثير من المشقة والعناء في البحث عن المعلومة والحقيقة وكشف مشاكل المجتمع ومحاربة الفساد وعلاجه أمام المسئولين وتحمل تبعات ذلك، في المقابل نجد عيدًا للمعلم في 17 أغسطس وآخر للعامل أول مايو وثالث للفلاح يوم 9 سبتمبر، بالإضافة إلى أن الإعلاميين تحتفل بهم الدولة سنويا يوم 31 مايو تاريخ انطلاق الإذاعة المصرية عام 1934 ولا يملك الصحفي عيدًا.
عيد الصحفيين.. تكرم الدولة فيه الرواد وكبار رموز الصحافة التي أجذلت العطاء للمهنة والوطن وتخلد ذكراهم، وكذلك تكريم أعلام ومصابين وشهداء المهنة الذين سقطوا في ميادين النضال الصحفي أثناء مباشرة عملهم، ويحفز السائرون على دربهم لمواصلة النضال الصحفي المشرف.
عيد الصحفيين.. حلم يراودني تحقيقه يومًا ما أن يصبح للصحفيين عيد يحتفلون خلاله بما حققوه من إنجازات، ويحتفل بهم الناس وترفع في ذلك اليوم راية الصحفي والصحافة عالية خفاقة باعتبارها صوت الحقيقة والنور في وجه الغش والظلام.
عيد الصحفيين.. بمجلس أعلى للصحافة ونقابة بها أكثر من عشرة آلاف عضو وما يزيد عن مائة صحيفة ورقية ومئات الصحف الإلكترونية وتاريخ حافل بأصحاب المشاعل من رواد القلم وأعلام الصحافة ممن أفنوا عمرهم في هذه المهنة.. ألا يستحقون عيدًا؟
عيد الصحفيين.. فكرة أطلقتها من مقالي هذا وأتمنى تحقيقها، وأترك تحديد موعد ذلك العيد لرأي أغلبية الصحفيين.. هل يمكن أن نحتفل به يوم تأسيس نقابة الصحفيين في 31 مارس 1941.. أم في يوم إصدار أول جريدة وهي الوقائع المصرية في 3 ديسمبر 1828.
عيد الصحفيين.. هل يمكن أن نعتبر تاريخ اغتيال الصحفي الحسيني أبوضيف يوم 12 ديسمبر أثناء تغطيته للأحداث من أمام قصر الاتحادية عام 2012 خلال حكم الرئيس الإخوانجي المخلوع مرسي العياط، بمثابة عيد للصحفيين، أم ذكرى اغتيال ميادة أشرف يوم 28 مارس 2014.
عيد الصحفيين.. أرى أن نترك هذه التواريخ جميعًا ونبحث عن تاريخ جديد يكون للصحفيين عيدًا سنويًا، ويبقى في النهاية أن أسجل أن عيد الصحفيين مجرد "حلم" حلمت به وطالبت بتحقيقه، فهل أحد يلبي النداء يومًا ما؟