السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رفعت السعيد وجماعة الشماتة الإرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنت الآن على موعد مع قراءة قصة مؤثرة جدًا عن الموت اقتبسناها من الفيس بوك وتويتر ، هذه القصة التي تعتبر أغرب من الخيال أبطالها جهلاء من العامة لا يعيرون للموت حرمة وعلى رأسهم " جماعة الشماتة الإرهابية " _ الإخوان سابقًا " رحمنا الله منهم .
فعقب الإعلان عن وفاة شخص ما وتحديد موعد الجنازة، فمن الطبيعي أن يقوم أهل المتوفي بإجراءات غسل وتشييع للجنازة ودفنه .. وبالتوازي مع هذا تقوم جماعة الشماتة الإرهابية بإجراءات أخري للمرحوم على مواقع التواصل الإجتماعي. لدفن سمعته في الطين والوحل. فقط لأنه ضد حكم الجماعة أو الاقتداء بها و برموزها أو هاجمهم أو انتقدهم وربما لأنه وقف ضدهم في ثورة 30 يونيو . وانحاز لإرادة الشعب .
يبدأ المشهد بغسل الميت فيقف أبناؤه وأقاربه يغسلونه بالماء والبرد وطيب المسك ثم يكفنونه بالقماش الأبيض .. بينما تقوم "الشماتة الإرهابية " بغسيله بالسب والقذف لتشويه سمعته و ينفخون عليه " كيرهم " لتسويد وجهه أمام الرأي العام. ثم يلبسونه كفن الخيانة لمجرد عمله أو انحيازه للسلطة الحالية أو لانتمائه للجيش أو الشرطة والجريمة الكبرى رفضه لحكم مرسي .
وخلال تشييع الجنازة يقف المشيعون حزنا يدعون للمتوفي بالراحة والمغفرة وتوسعة قبره وتنقيته من ذنوبه .. بينما تري الشامتين يشيعونه فرحًا بإطلاق الزغاريد وتوزيع الكعك ويرجمونه بتسميات مختلفة أولها العمالة ويردحون بعدم الراحة والعذاب الأليم الأبدي. ويقولون حمدًا لله على موته ثم يدعون "اللهم احشره مع الظلمة والمنافقين أمثاله، واجعل قبره قطعة من جهنم"، ويعلنون هذا علي الفيس بوك وتويتر . وما ذلك إلا لأنهم يختلفون مع أولئك في طروحاتهم أو آرائهم أو أفكارهم أو منهجيتهم.
لتنتهي الرحلة الطبيعية بوضع الجثمان في القبر .. بينما تنتهي معهم بنشر صورة نعش المتوفي على مواقع التواصل الاجتماعي ومكتوب عليها "كلب وراح في داهية "
فالشماتة الإخوانية على موت رفعت السعيد _ السياسي عمود اليسار _ وغزل _الراقصة الاستعراضية _لم تكن بداية المسلسل لمن يختلفون معهم بل سبقهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الملك السادس للمملكة العربية السعودية.العالم أحمد زويل . الفنان نور الشريف .الشاعر عبدالرحمن الأبنودي .الفاجومي أحمد فؤاد نجم . الشهيد هشام بركات النائب العام .الممثل ممدوح عبد العليم. الراحل الكاتب الصحفي عبد الله كمال . الأستاذ محمد حسنين هيكل . أبو العز الحريري .رسام الكاريكاتير مصطفي حسين .....؟
لا أتخيل أنه قد وصل بهم الحد من التصحر في المشاعر الإنسانية لهذه الدرجة في الشماتة في الموتي والوقوف كحائل دون الترحم على من يخالف عقيدتهم بل وطعنه بطعنات تحط من كرامته وتسفك وطنيته .
إن النبي صلى الله عليه وسلم رغم علمه أن عبدالله بن أبي بن سلول كان منافقاً إلاّ أنه صلى عليه عندما مات قبل أن ينهاه الله عن الصلاة على المنافقين صراحة. هذا هو خلق نبي الرحمة مع المنافق الذي آذاه كثيراً وأساء إليه ! فما بالك بمن تختلف معه فقط أيديولوجيا أو فكريا .
ألم يرد على مسامعك ما أخرجه الشيخان في الصحيح: (إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفساً؟ ) فلو كان يهوديًا ما جاز لك أن تشمت بمصيبته فكيف بأخيك المسلم؟
لا أريد أن أحول مقالي هنا لخطبة دعوية وحكم ومواعظ فقهية، بل لا يجب أيها الشامتون أن تجعلون من أنفسكم معامل ومختبرات لقياس نسبة الإيمان من عدمه .ومنصات محاكمة دنيوية لفلان الذي وافته المنية قبل أن يحاكم من قبل ربه. بل وصل بكم الحال إلى تحديد نوعية عذابه! وفي أي عنْبر يُقيم سواء كان في الجنة أو النار؟ إلى هذا وصلتْ بنا الأمور؟
توقفوا عن الشماتة احتراما لمشاعر الآخرين .
رحمكم الله جميعًا وأسكنكم فسيح جناته أيها المتوفون !