يقول مسيو فلكس مانجان، قنصل فرنسا العام في مصر إبان الحكم العلوي، في كتابه "تاريخ مصر في عهد حكم محمد علي"، إن "المهندس التركي الذي تم تكليفه بإنجاز الترعة، بدأ عمله بدون اتباع قواعد الفن، إذ أنه لم يهتم بأي عمل تحضيري بل وجه طائفة من فلاحي الوجه البحري إلى هذه النقطة، بدون أن تستحضر الآلات اللازمة لمثل هذه العملية، ولم يعمل مخازن للمؤن لتأمين معايشهم، فهلك خلق كثيرون من هؤلاء التعساء من العطش والجوع أو من سوء المعاملة وشدة التعب التي لم يتعودوها، والجنود المكلفون بحراستهم لم يدعوا لهم وقتا للراحة، وأخذوا في تشغيلهم من شروق الشمس إلى أن يرخي الظلام سدوله".
ويمضي في كتابه قائلا: كان هؤلاء الفلاحين مكرهين على أن يحفروا الأرض بأيديهم، وأن يظلوا في الماء الذي يرشح من كل النواحي، وراح منهم ضحية زهاء 12000 فلاح في ظرف عشرة شهور وغطى الشط عظامهم.