أبى د. رفعت السعيد القامة المصرية الوطنية إلا أن يكون رحيله عن عالمنا فاضحًا للمتنطعين والخونة والعملاء الذين يعيشون بين ظهرانينا.
بمجرد إعلان خبر رحيل المفكر اليسارى القدير د. رفعت السعيد، نشطت عناصر جماعات الإرهاب من الإخوان للاشتراكيين الثوريين ومطاريد اليسار المصرى، لتمطر مواقع التواصل الاجتماعى بسيل من قاذوراتها وسفالاتها، متبجحة بالشماتة فى رحيل الرمز.
كالعادة افتتح الإخوان الإرهابيون ماراثون الشماتة، ليرسموا لعملائهم وخدامهم من سواقط اليسار خطة تشويه سيرة الرجل، واغتيال تاريخه النضالى الشريف والعطر.
الإرهابى أحمد المغير، قاد لواء الحملة بتعليق على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أعرب فيه عن حزنه لوفاة السعيد آمنًا على فراشه، بعد أن وصفه بالكافر، وتوالت بعد ذلك تعليقات إرهابى الإخوان، فى السياق ذاته، الذى يتضمن تحريضًا فجًا على قتل أمثال الدكتور رفعت السيعد ممن دأبوا على فضح خيانة جماعتهم.
وما لبثت العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم الاشتراكيين الثوريين أن التقطت الخيط لتطلق وابلًا من رصاص التخوين والتلسين على سمعة الرجل، وراحت تسوق الأكاذيب والتراهات حول التاريخ النضالى والفكرى للدكتور رفعت السعيد.
بوقاحة قال أحد نكراتهم، وهو للأسف عضو مشتغل بنقابة الصحفيين، ويعمل بإحدى المؤسسات القومية المملوكة لدولة الانقلاب بحسب اعتقاده! «أنا فرحان فى موت رفعت السعيد ولا يهمنى إذا كان سيدخل الجنة أو النار» وعبارات أخرى لا تصدر إلا عن منحط.
ومثله فعل من يعتبرون أنفسهم قيادات تاريخية للمعارضة المصرية، أو منظرون ومفكرون كبار فى حركات اليسار المصري، وزادوا على بذاءاتهم الطعن الصريح فى شرف ونزاهة أحد أهم وأشرف قيادات اليسار المصري.
وقدم آخر يسارى هارب للاحتماء بحضن الإخوان، دليلا دامغا على عمالة وخيانة كل من يصطف إلى جانب جماعة الإرهاب، فقد قال المناضل اليسارى الكبير «سابقا» فى سياق الطعن فى نزاهة الدكتور رفعت السعيد: إن الدكتور كان يهاجم التيارات الإسلامية ويعتبرها فصيلا غير وطنى وهذا هو خلافه الشديد معه.
بالطبع من حق الأخ المناضل أن يعتبر جماعة الإرهاب فصيلًا وطنيًا بعد أن غرق فى وحل أموال دوحة الإرهاب.
رحيل الدكتور رفعت السعيد جاء ليؤكد أن جانبًا كبيرًا ممن ينسبون أنفسهم لليسار المصرى، خاصة من مؤسسى وأعضاء التنظيم الإرهابى المسمى بـ «الاشتراكيين الثوريين» شأنهم شأن جماعة الإرهاب، يفتقدون كل قيمة إنسانية، ولا يعرفون عن الأخلاق سوى اسمها، مجردون من كل شعور آدمي، فى قلوبهم مرض الداعشية فهم قساة غلاظ طباعهم، وفوق ذلك خونة لا يؤمنون بالوطن، مرتشون، دواعر فى بيوت عهر إخوانية اختاروا رفع راياتها الحمراء.
مصدر شرف الدكتور رفعت السعيد ونزاهته أنه كان- رحمة الله عليه- كالقابض على الجمر بين سياسيين ومثقفين وأحزاب يمينية ويسارية تحالفت مع جماعة الإرهاب فى زمن مبارك وبعد يناير 2011، بينما هو ظل ثابتًا على موقفه الفاضح والكاشف لإرهاب كل من تلحف بعباءة ما يسمى بالإسلام السياسي.
كان دءوبًا فى حرصه على تنوير المصريين وتوعيتهم بخطر جماعة الإخوان سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، بينما كانت شخصيات ناصرية ويسارية تتمرغ فى وحل التحالف مع الإخوان، بدءًا من حركة «كفاية»، مرورًا بـ «شايفينكم»، ووصولًا إلى حركة «6 إبريل» الإرهابية.
كان واعيًا بأن معارضة سياسات نظام مبارك أو حتى سياسات نظام دولة 30 يونيو، لا تعنى الخروج على الدولة وهدم أركانها فيما غاب هذا الوعى ولا يزال عن أغلب من يصنفون أنفسهم كمعارضين.
دكتور رفعت السعيد الذى عرفته أستاذًا كبيرًا لا تحزن فرحيلك فضح حقيقة بعض الذين كنا نظنهم شرفاء.
دكتور رفعت السعيد.. لا تحزن فمثال الشامتين مزبلة التاريخ وأفكارك ومواقفك خالدة فى وجدان الوطن أبد الآبدين.