ما زلت أرى أن القوات المسلحة طوق نجاتنا الدائم، وأن السكك الحديدية لن ينصلح حالها إلا إذا تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ذلك الملف الخطير، وأعتقد أنها مسألة أمن قومى ويجب اتخاذ اللازم لإنقاذها وبأقصى سرعة، أكرر.. القوات المسلحة هى الحل فى تلك الأزمة المزمنة وعلى يقين أنها إذا تولت ذلك الملف سينصلح حال السكك الحديدية وننقذ أرواح المصريين من مسلسل نزيف القطارات المستمر.
- نواصل جمع خيوط المؤامرة التى تعرض لها الشرق الأوسط ومصر، ونجمع ما قيل عنها على ألسنتهم أنفسهم ومن عقر ديارهم منذ سنوات، سواء قبل التنفيذ أو وقت أن كانت مجرد مخططات داخل الغرف المغلقة قدر المستطاع- التى تمت بالفعل والبعض منها لا يزال متواصلا- على ألسنة الغرب والأعداء من تصريحات ومذكرات وكتب ومقالات، حتى ندرك حجم الكارثة، وما كان مقدرا لنا لولا عناية الله وحفظه مصر، وحتى نبقى على درجة عالية من الحيطة والحذر واليقظة لكل ما يحدث.
- نشرت صحيفة (جى بى نيوز) البريطانية، خبرا بعنوان: توفيت ليل الإثنين الجاسوسة الإسرائيلية (شولاميت كيشك كوهين) لقبها (شولا) (لؤلؤة الموساد)، التى تجسست لأكثر من عقد من الزمن على الأجهزة اللبنانية فى لبنان ستينيات القرن الماضى، وقامت بتهريب يهود وأموال إلى إسرائيل، ونعت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، تحت عنوان (وداع الجاسوسة الإسرائيلية رقم واحد فى لبنان)، وقد توفيت فى القدس عن عمر مائة عام، وذكرت الصحيفة حياتها ومشوارها كالتالى: ولدت (شولاميت كيشك كوهين) فى الأرجنتين١٩١٧، فى عائلة يهودية، هاجرت عائلتها إلى القدس ودرست هى فى مدرسة (إفلينا دى روتشيلد) فى القدس، وأنهت دراستها الثانوية فى سن ١٦ بسبب تفوقها الدراسى، بحسب ما قالت فى مقابلة معها، تزوجت من التاجر اللبنانى الثرى اليهودى (جوزيف كوهين)وكان يكبرها بعشرين عاما، وانتقلت معه لبيروت فى حى (وادى أبوجميل)، وانخرطت فى الحياة الاجتماعية اللبنانية، وتمكنت بسرعة من إقامة علاقات مع كبار المسئولين الحكوميين، ومن معلومات مركز (تراث المخابرات)قال عنها إنها عشيّة إعلان قيام دولة إسرائيل، حصلت على معلومات عن استعدادات عسكرية لبنانية وعربية للحرب ضد إسرائيل، وشعرت أنها بإمكانها المساعدة فى المجهود الحربى للدولة الوليدة، فاتصلت بمسئولين يهود فى الاستخبارات العسكرية، وأبدت رغبتها فى الانتماء للجهاز، وعملت فى الوحدة (٥٠٤) للجهاز، وبعد تأسيس دولة إسرائيل انتقلت لجهاز الموساد وعملت خلال الفترة (١٩٤٧-١٩٦١) فى التجسس ونقل معلومات عسكرية عن سوريا ولبنان، وكانت (شولا) شخصية خطيرة ومحورية فى أنشطة تهريب اليهود وأموالهم من لبنان ودولة عربية أخرى (لم تذكرها الصحيفة الإسرائيلية) إلى إسرائيل، وقالت فى حوار معها باللغة العبرية، تم نشره منذ سنوات، أنها التقت جميع رؤساء أجهزة الاستخبارات اللبنانية والشرطة قائلة: «كنت ألتقى رؤساء كُثر التقيت الرئيس (كميل شمعون) فى ذلك الوقت، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية (بيار الجميل)وغيرهم الكثير»، وقالت (شولا) فى المقابلات العديدة التى أجريت معها بعد عودتها إلى إسرائيل والاحتفاء والاحتفال بها كبطلة قومية: إن زوجها لم يعلم طوال الوقت بأنها كانت تعمل جاسوسة لحساب إسرائيل، وأنها قامت بتهريب اثنين من أولادها السبعة إلى إسرائيل، واستطاعت إقناع زوجها بأنهما فى إجازة للترفيه وسوف يعودان، كما قامت بتهريب ألف يهودى من لبنان إلى إسرائيل، تم اعتقال (شولاميت) فى أغسطس ١٩٦١ فى لبنان، وأكدت أنها تعرضت للتعذيب وحكم عليها بالإعدام قبل أن يخفف الحكم فى الاستئناف، وقال اللواء الركن المتقاعد (سامى الخطيب)، الذى كان مسئولا فى مديرية الاستخبارات اللبنانية وقت اعتقال (شولاميت) فى برنامج وثائقى عن الجاسوسة الإسرائيلية كانون الأول ٢٠١٦، أنها لم تكن امرأة عادية أبدا، بل إنها كانت جزءا من أكبر وأخطر شبكة جاسوسية، بل الأكبر والأخطر على الإطلاق، وبعد حرب يونيو ١٩٦٧، تم الإفراج عن (شولاميت) فى عملية تبادل الأسرى، وسافرت مع عائلتها إلى القدس وعاشت فيها، وقال عنها ابنها (إسحق ليفانون)، الذى شغل منصب سفير إسرائيل فى مصر، وتم ترحيله مع طاقم السفارة الإسرائيلية بعد أن حاصرهم آلاف المتظاهرين المصريين: والدتى كانت مذهلة التفكير حتى لحظاتها الأخيرة بصورة لا تصدق.
وهكذا نرى كيف يتحرك العدو، لذا فعلينا أن نكون أكثر حذرا وحيطة.