السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الطبخة الممنوعة من النشر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألو أستاذ محمد الشرقاوي .....أيوه يا فندم .."معلهش المقال مش هيتنشر " كانت المتصلة حينئذ " سكرتيرة رئيس التحرير"
اتصلت بمسئول المقالات : مستفسرا رغم معرفتي بالإجابة _ فلم تكن هذه المرة الأولي التي يمنع مقالي فيها من النشر_ .
فرد " قد يحجب الموقع من علي" النت ".. وربما يتسبب المقال في لوم وعتاب لرئيس التحرير.. أو" يرزلون " على السيد رئيس مجلس الإدارة "رجل الأعمال المعروف "ويوقفون حاله.
صمت برة.. ثم قلت له شكرا. وأبلغ رئيس التحرير تحياتي.. وسأقوم بكتابة مقال أخر.
فكرت عن ماذا أكتب ؟ حتي تعود كتاباتي إلي طريق النشر. فلن أستطع التطبيل أو التحطيب. وليس من عادتي العزف علي بيانو المعارضة من أجل المعارضة . ولن أتحمل مزيدا من إضاعة الوقت في كتابة مقالات يتم إخصاؤها من النشر , لتتلقفها كالعادة صفحتي علي الفيس بوك. 
وبعد تفكير عميق قررت أن أهجر السياسة والكلام عن الساسة .. وأبعد عن حديث الأسعار وغلائها .. ولن أدخل مع الحكومة في حلبة" الأخد والعطا" حول قراراتها .. ولا حتي هتكلم عن جدوي تمديد مدة الرئاسة " فالكلام فيها نجاسة " .. ولن أتطرق إلي قانون تعيين رؤساء الهيئات القضائية .
حتي المقام التعليمي والصحي والإسكاني السمين وليس الرفيع لن أعطيكم روشتة تخسيسه .. وسأتجنب حادث القطار فلا داعي للكلام عن الإهمال أو مواساة أهل المتوفين أو حتي الإمتننان للمصابين بالشفاء فلهم رب يحميهم ويدافع عنهم " إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ".. حتي الكثافة السكانية التي تعدت كل الحدود الطبيعية، بحوالى 2.5 مليون سنوياً" هقفل فمي عنها ".. ولن أتفوه عن أحلام الديمقراطية التى ظل المصريون يحلمون بها،
فسألت زوجتي عن ماذا تحب أن أكتب وخيرتها بين الفن وأهله . ولا الطبيخ وأكله. ولا الثقافة ودواوينها . ولا الرياضة وملاعبها .
فردت "طبعا الطبخ " 
أخذت نصيحتها مأخذ الجد _ فلطالما حاز هذا النوع على المتابعين الكثر، ويلقي رواجًا كبيرا في السنوات الأخيرة _.
اتصلت برئيس التحرير. مبلغا إياه بعودة كتاباتي. ولكن في الطبيخ! بعيدا عن صداع السياسة التي جلبت له و لمجلس الإدارة وجع الدماغ. 
هلل. وقال لي : سر علي بركة الله .. فاستأذنته بكتابة مقال إسبوعي تحت اسم " شيف صاحبة الجلالة " .( فوافق ) 
نزلت المكتبات والأسواق المتخصصة فلفت نظري كتاب عنوانه "طريقة عمل الباشا وعساكره " .. وبسرعة انتشلته من على الرف ودفعت ثمنه،وقررت أن أكتب أول مقال لي في الطبيخ عن هذه الوجبة الجديدة وربما الشهية التي لا يعرفها المصريون. وبالتالي سيكون هذا الانفراد الصحفي مدخلا لعودة كتاباتي المحجورة. ورجعة محمودة لقرائي. 
وبما أني أول مرة أكتب عن الطبيخ .. فقررت كتابة المقال بعد أن ينام نجلي " محمود وحمزة " حتي لا يشتتا إنتباهي ومع دقة الثانية عشرة منتصف الليل بدأت أكتب عن أصول هذه الوجبة السوريّة التي ترجع إلى العثمانيّين والتي تسمى أيضاً باسم" داوود باشا "، وقد سمّيت بذلك لأنّها طبخة مكلفة وفاخرة وكانت تقدم للباشاوات، وهي عبارة عن طبقين في طبق واحد وهما طبق الشيش وطبق الكبة، ........إلخ
أرسلت المقال على إيميل رئيس التحرير، وجلست لأترقب اللحظة التي سينشر فيها مقالي . 
وفجأة اتصل بي مسئول الشفت الليلي .
قائلا : المقال لم ينشر!
قلت متعجبا ليه ده طبيخ ؟ ولا يمس السياسة في شيء !
فرد : طبختك فيها إسقاطات!
هيتقال أنك بتقصد بالباشا الحكومة وبالعساكر الوزراء, وإن الطبخة المكلفة والفاخرة التي تقدم فقط للبشوات، تلميح_ إن المسئولين عندنا هما إللي بيكلوا الأكل النظيف" لدخولهم الكبيرة " والشعب بيأكل من الطين " لأن مرتباتهم ضعيفة _.. وأن" الشيش" إسقاط علي حادث القطار و تعني أن إهمال الحكومة في إصلاح هذا المرفق الحيوي كان سببا في ضحايا تحولت جثامينهم إلي قطع صغيرة من الشيش " أشلاء " 
أقسمت بالله أني لا أقصد هذا إطلاقا !.. ولكن يبدو أن الأوان قد فات .. والمقال إتمنع من النشر .
حد يدلني أكتب في إيه ؟