السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسماعيلية في مرمى الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلنا ألف مرة إن الإسماعيلية هي الحديقة الخلفية لسيناء، وإن تأمينها لا بدّ أن يكون على أعلى درجة من الاحترافية، قلنا إنه كلما زاد الضغط في الشمال، فر الإرهابيون نحو المناطق القريبة الآمنة، ولن يجدوا أفضل من الإسماعيلية مرتعاً.
منذ عدة أسابيع استيقظت الإسماعيلية على دوي انفجار ضخم أمام مبنى المخابرات العسكرية، ومساء الخميس الماضي لم تنم المدينة من دوي انفجار ضخم أمام معسكرات الأمن المركزي، راح ضحيته جندي مجند "حسن حمدي حسن"، ويبلغ من العمر عشرين عاماً،  كما أصيب حوالي 35 آخرون، ما بين مجند ومدني، حيث تطايرت السيارات التي كانت تمر بالمصادفة أمام المعسكر.
قلنا ألف مرة ولم يستمع مسؤول واحد إلى قولنا، بل راح محافظ الإسماعيلية وضباط أمنه يتفرجون علينا ونحن نشاهد استعراض القوة الإخواني، الذي يقام بعد صلاة كل جمعة، وبغض النظر عن رفض شعب الإسماعيلية لهذا الأسلوب الفوضوي إلا أن المرارة تتجلى في موقف أمن الإسماعيلية المترهل، الذي اختار أن يتفرج على قطعان الإخوانجية وهم يرتعون في شوارعنا، لذلك فإن دماء ضحايا التفجيرات نضعها في رقبة هؤلاء المرتعشين، فهل غاب عن ذهن متّخذ القرار في مصر - وفي الإسماعيلية - أن تلك المدينة هي مبدأ الدعوة الإخوانية على يد الإرهابي الأكبر حسن البنا؟، عندما كان يعيش فيها، بل وخاض الانتخابات البرلمانية نائباً عنها، وأن شعب الإسماعيلية البطل هو من أسقطه في تلك الانتخابات؟، أقول هذا لأسوق الدليل على العمق التاريخي لتيار التأسلم، ومن القديم إلى الحديث نحيط مسؤولينا علماً بأنه من بين المطلوبين مؤخراً - جنائيا - عضو بمكتب إرشاد المحظورة لم يتم القبض عليه ومحلّ سكنه هو الإسماعيلية الباسلة.
إذا كانت كل تلك المخاطر نرصدها على المستوى النظري، فعلى المستوى الجغرافي لا بدّ أن نقول لمن لا يعرف إن مفاتيح الطرق لسيناء من خلال قناة السويس، عبارة عن ثلاثة طرق، تضم الإسماعيلية وحدها طريقين منهما: كوبري السلام والطريق الأوسط من معدية نمرة ستة، وبذلك لن يجد أي ارتداد إرهابي من عمق سيناء إلا الإسماعيلية ملجأً له، ولهذا نشدد ونكرر ونعيد ونزيد أن الإسماعيلية في حاجة إلى مسؤولين لديهم من الوعي والكفاءة والحسم ما يؤهلهم للمسؤولية عن تلك البلد.
وما نراه اليوم في الإسماعيلية - التي أعيش فيها وأعرف كل شبر فيها - لا يبشر بأي أمل، وعلى محافظها الحالي - لواء الإشارة - أن يخجل من تصريحاته التي أطلقها عقب انفجار الخميس الماضي، عندما قال إنه نجم عن عبوة ناسفة تم زرعها إلى جوار سور المعسكر وتفجيرها عن بعد، وهو ما كذبه المستشار هشام حمدي، المحامي العام الأول لنيابات الإسماعيلية، حيث أكد أن معاينة فريق النيابة العامة توصلت إلى أن الحادث نتج عن انفجار كميات كبيرة من المواد المتفجرة داخل سيارة كانت تقف على بعد 20 متراً من البوابة الرئيسية لمعسكر الأمن المركزي، ما أدّى إلى انفجار هائل تسبب في حفرة بعمق مترين أسفل السيارة وحطم السور بطول 10 متر.
نعم هو أكبر انفجار تشهده الإسماعيلية في مرحلة ما بعد الحروب ضد إسرائيل فصوت الانفجار قد تردّد صداه في دائرة قطرها 15 كيلومتراً، وأصابت عدداً ليس قليلاً أبداً، ومن بينهم حالات حرجة، مثل: محمود عمار، 23 سنة - ملازم أول، المصاب بانفجار في العينين، ومحمد الشافعي، 23 سنة - ملازم أول، المصاب بانفجار في العين اليمنى، وأحمد فخري، 25 سنة - ملازم أول، المصاب بجروح قطعية خطيرة في الذراع اليسرى، وجميعهم ضباط بالأمن المركزي، حتى إن اللواء أركان حرب أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، قد وفّر لهم طائرة عسكرية نقلتهم إلى مستشفى المعادي العسكري.
على كل حال، ثقتي في الحركة الشعبية بالإسماعيلية كبيرة، فهي صمام الأمن والأمان ولو كره التنفيذيون، المعركة طويلة والمشوار صعب، ولكن قُضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان، صرنا خندقين لا ثالث لهما: مع الإرهاب أو ضده، وثقتي كبيرة في الانتصار.