الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كارثة قطار الإسكندرية.. كلاكيت ألف مرة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالرغم من أن دخول سائقى القطارات فى مصر ومترو الأنفاق، تعد من أعلى الرواتب بين موظفى الدولة، باستثناء القضاة والشرطة والجيش، إلا أن حوادث القطارات عرض مستمر لا تتوقف، وضحايا حوادث القطارات تعدت أعدادها بشكل يفوق ضحايا الحروب العسكرية، ليس بسبب رعونة وهمجية وعشوائية نظام النقل لدينا فحسب، بل بسبب أن الأموال التى تحصل عليها منظومة النقل لدينا لا تضخ فى تطوير وتجديد الجرارات والعربات والتذاكر والإشارات وعمال التحويلة «المحولجية»، بل إن الأموال تذهب إلى جيوب القيادات فى النقل والعاملين تحت بنود كثيرة لا تحصى منها الزيادات فى الرواتب والبدلات والحوافز والمكافآت والإضافى والأعياد والمواسم وبدل المخاطر والمعاش ومكافأة نهاية الخدمة وغيرها من أشكال التسول الشرعى الذى تمارسه منظومة النقل لدينا، والتى ثبت فشلها عبر سنوات وحكومات متعاقبة مرت على مصر منذ عهد مبارك، وحتى الآن، والمحصلة فشل فى فشل، لأن المنظومة فاشلة وتغيير القيادات وإقالتهم لن يفيد فى شيء وإقالة الوزير ورئيس الحكومة لن تفيد، بعد أن مات ٥٠ مواطنًا فى حادثة القطار الأخيرة أمس، ناهيك عن ٢٠٠ مصاب والنتيجة فى مثل هذه الحوادث أن السبب هو خطأ فنى وخطأ بشرى، كما فى الحرائق الكبرى فى الشركات والمصانع وربما المحاكم يقولون بأن السبب أولًا هو ماس كهربائى، أى أن «الماس الكهربائى» هو الشماعة التى يعلقون عليها فشلهم الذريع فى تولى المسئولية.. وهى ليست مسئولية عادية بل مسئولية أرواح البشر التى تم إزهاقها دون سبب ودمروا ربما آلاف الأسر دون سبب أو ذنب اقترفوه.. ربما كان ذنبهم الوحيد هو قيامهم بركوب قطارات الحكومة المتهالكة التى تسير بالعافية وبالزق مثلما نشرت المصرى اليوم أن ركاب قطر أسوان - القاهرة قضوا ٢٥ ساعة داخل القطار بسبب حدوث أعطال فيه ٦ مرات وتم تغيير جرارات القطار أكثر من مرة والغريب فى الأمر أن هذه الحادثة وقعت قبيل يوم واحد من حادثة الإسكندرية، إلا أن أحدا من المسئولين القابعين داخل الثلاجات المكيفة لا يتحركون ويديرون منظومة النقل من فوق المراتب على طريقة المرحوم صالح سليم الذى كان يدير النادى الأهلى من لندن أثناء علاجه، ولكن الأخير كان ناجحًا نجاحًا كبيرًا، والدليل فوز الأهلى بأكثر من بطولة.. ولكن على أى حال لا ينبغى أن تتوقف الحكومة المصرية على هذا العبث، ولا بد من تطوير فكرها فى إدارة الأمور بشكل أجمل وأوقع من هذا، حتى لا تزداد أعداد القتل والضحايا كل عام، وندور فى دائرة مغلقة مرة أخرى، باحثين عن كبش فداء جديد والسبب فى وقوع الحادثة والضحايا والتعويضات وإمكانية ضمهم لشهداء الثورة، وعمل معاش شهرى لأسرهم وغيرها من الإجراءات التى تشغلنا عن هدف التنمية لدينا ومحاربة أعدائنا فى الداخل والخارج.
لا بد من محاسبة المسئولين لدينا فى مصر، عن منظومة القطارات التى تفاجئنا كل عام بكوارث القطارات التى تحصد أرواحًا لا ذنب لها ومحاسبة المسئولين عن الأموال المخصصة لتطوير منظومة النقل لدينا، والتى سببت الحزن الشديد فى العديد من الأسر، بسبب موت عائلهم الوحيد.فإلى متى سنظل نبكى على اللبن المسكوب، ونتحرك بعد أن تحدث المصيبة والكارثة فعلًا ولا نتحرك إلا بعد أن نرى الجثث مترامية أمامنا والأشلاء متناثرة هنا وهناك، فينبغى الإفاقة من غفلتنا، فمصر لن ينصلح حالها إلا بنقاء نوايا شعبها وضمائرهم. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».