تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ثلاث مشاهدات ستغير الصورة في مصر خلال الفترة المقبلة..المشهد الأول هو كسر التيار المدني لسيطرة الإخوان على نقابة الأطباء بعد سيطرة تامة دامت 28 عاما كاملة كانت تدار النقابة فيها من مكتب الإرشاد، تحكموا فيها في عمل لجان كثيرة أهمها لجنة الإغاثة التي كانت تصب فيها أموال التنظيم الدولي بالإضافة الى التبرعات المتجه لحماس وأحاديث كثيرة حول فساد لم يتم التيقن منها، وينتظر أن تظهر حقيقتها في وقت قريب بعد وصول تيار الاستقلال.
وقبل الانتقال إلى المشهد الثاني، من المهم أن نقف أمام تجربة الإخوان في نقابة الأطباء وكيف فشلت في توفير الحد الأدنى من مطالب الأطباء طوال هذه السنوات الطويلة التي حكم فيها الإخوان النقابة، والدليل هو ما يلمسه المواطن العادي يوميا من تدنٍ في مستوى وأداء الأطباء.. وغضب الأطباء أنفسهم من تدنى مستوى معيشه السواد الأعظم منهم.. وهو أمر لا يمكن أن يتهرب منه الإخوان الذين حكموا النقابة لأكثر من 28 عاما وسخروها لخدمة تنظيمهم دون النظر إلى مصلحة الأطباء.. وحتى بعد ثورة 30 يونيو كان معتقلو الإخوان يصرفون أموالاً من النقابة.
أهمية المشهد في نقابة الأطباء أنه دال على انهيار سطوة الإخوان على النقابات ونهاية الطريقة القديمة في إداره الدولة. مبارك في السلطة والإخوان في النقابات.. الأمر الثاني قدرة التيار المدني على الحشد بالإضافة إلى أنه مؤشر على الاستفتاء القادم وقدرة الإخوان على الحشد ضده.
المشهد الثاني كان بيان تأييد أنصار بيت المقدس لعلميات التخريب الواسعة التي يقوم بها طلاب وطالبات الإخوان في الجامعات.. للمرة الأولى يقوم فيها تنظيم إرهابي بتأييد حركة طلابية أو سياسية معارضة.. فالمتعارف عليه أن التكفيريين لا يعترفون بنظام أو حركة أو حزب ويسعون لتحكيم الشريعة والدفاع عنها.. فمنذ متى يهتمون بحركات طلابية أو غيرها، مبنية بالأساس على مطالب وضعها الطلاب ليس من بينها تحكيم الشريعة أو عودة الخلافة؟
إذن.. لماذا يصدر التكفيريون بيانًا لتأييد طلاب الإخوان ويتحدثون لأول مرة عن رضاهم على خروج المرأة المسلمة إلى الميادين لقطع الطريق وقذف المولوتوف على رجال الشرطة وما يشوب ذلك من اختلاط بالرجال، حرمته مراجع التطرف وأئمة الإخوان أنفسهم.. راجع ما كتبة البنا وسيد قطب في الاختلاط لتعرف أن الإخوان يدوسون الآن على تعاليم آبائهم المؤسسين..فمن نواجه إذن؟!.
الأهم أن البيان أثبت بالدليل القاطع والساطع تبعية أنصار بيت المقدس للإخوان، وأنهم الذراع الإرهابي للجماعة في سيناء وهو ما سيضعهم مرة أخرى في دائرة دعم الإرهاب التي سعوا طوال الإعوام الماضية في أعقاب 11 سبتمبر إلى الهرب منها إلى دفء منطقة الاعتدال تحت راية "أردوغان" تركيا.
المشهد الثالث هو اللقاء الذى جمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وبين تميم بن حمد، أمير قطر والذى تمخض عنه وعد قطري بتحسين العلاقات مع القاهرة وطي صفحة خلافات الماضي والتخلى عن الإخوان.. وبحسب ما هو متوفر من معلومات فإن تميم طلب مهلة أقصاها ستة أشهر لإعادة الأمور إلى نصابها في العلاقة مع جيرانه الخليجيين، وفتح صفحة جديدة مع مصر.. وأكد أنه كان حريصًا على علاقات جيدة مع مصر منذ اليوم الأول لاستلامه المنصب، لكن الحرس القديم المحيط بوالده في السابق وأغلبهم من المرتبطين بجماعة الإخوان، حال دون ذلك.
إن قطر لم يعد أمامها خيار غير تغيير استراتيجيتها في الرهان على الإخوان خاصة أن الولايات المتحدة، الراعي الرسمي لمحور قطر وتركيا والإخوان، في طريقها للتخلي عنهم والبحث عن أصدقاء جدد في مصر.