يبدو العنوان غريبًا ولكنه شرف لي، أنه الحكم الغيابى الذى صدر ضدى، ليس بسبب تهمة مشينة سرقة أو اختلاس أو تزوير مثل ما يفعل فاقدى الشرف والكرامة ولكنه بسبب مقالى "استيقظوا شراسة الفساد أشد من الإرهاب" والذى استعرضت من خلاله بعض وقائع نسبت للمركز الثقافى القومى، وأتعمد ذكر الاسم كاملا لما يمثله من قيمة لدور الثقافة وأهميتها!!.. والمفاجأة ليست الحكم ولكن للغة الحوار المفتقد ممن يفترض فيهم حمل مشاعل الفكر والرقى.. يردون على المقالات بالبلاغات المتعددة فى نيابات مختلفة بدلا من رد الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة.. ودرء الوقائع أو الشبهات بالمعلومات الصحيحة الموثقة والتى من حق من يضار أن تمنحه الجريدة نشر الوثائق والرد عليها، ولكن تجاهل ذلك ومحاولة القمع والإرهاب لكتم الصوت لن تثنى كل صاحب ضمير يقظ عن قول الحق، ولأننى عاهدت الله قبل خلقه على قول الصدق، والوقوف بصلابة لتحقيق الحق والعدل وأتحمل عواقب ذلك برضا نفس، بل يزيدنى قوة وإصرارا لأننى أعمل فى طاعة الله، وتنفيذا لتوصيات رئيس الدولة وحامى حماها الزعيم السيسى، والذى لا تخلو خطاباته من تحفيز الشعب على مساعدته فى كشف الفساد المستشرى فى جميع مؤسسات الدولة كما قال فخامته، لذلك لا يحق لأى عضو فى هذا المجتمع الصمت والتهاون فيما يصل إليه من وثائق لوقائع يعتقد أنها قد يشوبها فساد أو مخالفات، ولا نترك الأجهزة الرقابية تغرق فى فيضان تستيف الأوراق والتلاعب باللوائح وتمزيق ما يقف ضد مصلحة الفسدة والمرتشون، فلن يقاوم الفساد إلا بالتعاون ولن يقضى عليه إلا بالوعى بمدى ضرره واستطاعته إفشال الدول.. لذلك لن يستطيع أحد قصف قلمى أو إرهابى، فلست كما يدعى البعض أكتب لخصومة شخصية أو انتقاما لضرر وقع على أو أخذ مكاسب وتحقيق مطامع لم ولن ترد على ذهنى، ولا أتعجب من هذا الحكم الغيابى الذى صدر دون استدعائى أو سؤالى من النيابة العامة التي اكتفت بسؤال رئيس التحرير آنذاك الدكتور/ محمد الباز والذى نال معى نفس الحكم، ولكن المستغرب أن يكون هذا هو حال الثقافة ومثقفيها، رغم أننا أخذنا على عاتقنا الدفاع عن حرية الكلمة والنقد والإبداع، حتى فيما يعتبره البعض مساس بعقائد ثابتة، نرفض لغة الأغلال والسجون ونطالب برد الكلمة بالكلمة وليست بقهرها وخاصة أنها تكتب فى وضح النهار بجريدة محترمة وليس من خلف ستار أو أسماء مبهمة، وهنا يروق لى أن أقدم الشكر لوزير الثقافة الأستاذ/ حلمى النمنم الذى يعلم قيمة الكلمة وضرورة حريتها وإن كانت لاذعة لشد الإنتباة، فقد كتبت عدة مقالات نقدية لسياسات الوزارة والوزير ولم يتقدم الرجل ببلاغات أو حتى عتاب، بل تجاوز ذلك حينما دعى إلى أكاديمية ناصر العسكرية ليشهد حفل تخرجى منها بعد حصولى على زمالة كلية الدفاع الوطنى، وتحقيق المركز الأول مدنيين فى الدورة.. كأول مرشحة لوزارة الثقافة وقد أشاد جميع زملائى وأساتذتى بسعادة وفرح الأستاذ حلمى وتصفيقه الحاد أثناء تكريمى من سيادة الفريق "صدقى صبحى" ثم مباركته التليفونية لى مما زادنى احتراما وتقديرًا له ولثقافته ومهنيته، فى الوقت الذى كافأنى "المركز الثقافى القومى"على إلتحاقى بدورة الزمالة بفسخ تعاقدى مع الأوبرا متجاهلين شروط أكاديمية ناصر التى وافقت عليها الوزارة!!.. ربما يعتقد البعض أن العلم وإنمائه جريمة يعاقب عليها المتطلع إليهما، وربما ظنا أن المبتغى تقلد مناصب وليس تحصيل علم يرسخ بالعقل وينمى الإرادة ويحفز على العمل الحقيقى لرفع كفاءة وأداء الدور الأكاديمى وتنمية قدرات مؤسسات الدولة التى غاب فيها التجديد والإبتكار.. أننى بين رحى تناقض الأحاسيس بين راحة الضمير بقول الحق ورثاء حال ثقافة تقهر العاملين والمنتمين إليها على المواءمات والتوازنات أو النفاق والتطبيل!!.. ومنع الحديث فى الإعلام والتخويف بالأحكام القضائية ليصبح ذلك سيفا على رقاب من يفكر فى فتح فمه.. ولكن سأردد كلمات كتبتها بإحساس صادق عشقا فى بلدى: "أحبها غصب عنى بحبها.. بيجرى فى دمى حبها، بعشق ترابها بكل ما فيها..حلوها ومرها.. بعشق سماها وشمسها وحرها.. بعشق حضارتها بعشق حتى فقرها.. بعشق مساجدها وكنائسها بعشق عطرها.. ما يهمنيش أتأذى مادام بضميرى بأبنى وأطهر كل شبر فى أرضها".
آراء حرة
ستة أشهر وعشرة آلاف جنيه غرامة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق