الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

ماجدة الرومي.. مطربة الشتاء و" الليالي الصيفية "

ماجدة الرومي
ماجدة الرومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعرف سببا واحدا لاستدعاء الذاكرة بشكل تلقائي لصوت ماجدة الرومي ..كل نوبة شتاء ولا أعرف سر ارتباطها بالأمطار والثلوج هل لدفء إحساسها وصوتها ؟ أم بسبب الصورة الذهنية المتكونة لدينا عن السيدة ماجدة لكليباتها الشهيرة تحت المطر خاصة " مع الجريدة " أو "الحب الوفاء " أم لغناها الدائم للشتاء ؟ ففي كل الحالات للشتاء عند ماجدة الرومي ولجمهورها حالة خاصة ففيه ولدت وبدأت وغنت واعتادت أن تطلق فيه معظم ألبوماتها وكليباتها.. واعتدنا نحن أن نسمع صوتها الدافئ كل شتاء .
واليوم تحتفل ماجدة بذكرى ميلادها السابعة والخمسين – بمولدها في 13 ديسمبر 1956 - وكذلك ستحتفل بميلاد المسيح بالعودة "للكاسيت" مرة أخرى بألبوم "نور على نور " الديني المنتظر، والذي قررت "ماجدة" أن تمنحه كاملا لوجه الله سواء بمضمونه أو بإيراداته.
ماجدة ذات الصوت " الأوبرالي " كما يطلق عليه جمهورها أو صاحبة الصوت الراقي المهذب كما يحب البعض أيضا أن يصفه خاصة وأن ذلك يمنحهم درجة من الرقي والعلو عندما يقول أحدهم " أنا من جمهور ماجدة الرومي " فسريعا يتبادر إليك صورة الشخص راقي الفكر والمزاج أو أنك من أفراد الطبقة العليا أو الرأسمالية .. ولا أعرف سببا لتلك الصورة ولكن الأكيد هو أن ماجدة الرومي صاحبة صوت "راقٍ" لدرجة أن أطلق عليها "مطربة المثقفين " !
ويظل الشتاء هو كلمة السر في حياة ماجدة الرومي فكيف يأتي الشتاء ولا تتذكر رائعة " كلمات " لنزار قباني وهي تقول " يأخذني من تحـت ذراعي.. يزرعني في إحدى الغيمات .. والمطر الأسود في عيني .. يتساقط زخات.. زخات .." وكيف تمر نوبة البرودة دون أن نتذكر كلمات "كن صديقي " وهي تقول :" هواياتي صغيرة .. واهتماماتي صغيرة .. وطموحي أن أمشي.. ساعات معك تحت المطر.." ، فإذا ذكر الشتاء ذكرت ماجدة الرومي ولا ندري أيضا لماذا رغم غناء أخريات للشتاء ولياليه وأمطاره ولم يتبق سواها والسيدة فيروز!
وبعيدا عن الشتاء .. بدأت ماجدة حياتها الفنية في وقت مبكر حيث بدأت الغناء في سن الرابعة عشرة ونشأت في بيئة فنية راقية بعد أن اكتشفها والدها الموسيقار حليم الرومي في سن مبكر .. لتبدأ في رحلة الغناء بأغنية "دخل الشتاء " إلى أن اصدرت أغنيتها الأولى "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" من ألحان إلياس الرحباني تزامنا مع نشوب الحرب الأهلية بلبنان إلى أن أصدرت أول ألبوماتها الغنائية في عام 1977 بألبوم "خدني معاك " لتتوالى حفلاتها وألبوماتها مرورا ب " من زمان " ، "العصفورة " ،" ياساكن أفكاري " ،"ضوي ياقمر "، " كلمات "، "أبحث عني "، " رسائل "، " أحبك وبعد " قيثارة السماء "، " ارحمني يا الله "، "اعتزلت الغرام " وأخيرا ابنها الأخير "غزل" وتعاونت ماجدة في هذه الألبومات مع نخبة من الشعراء والملحنين نكتفي بذكر الأخوين رحباني وإلياس ونزار قباني فقط من هذه القائمة.
وارتبطت "ماجدة " مع الجمهور المصري ارتباطا قويا بفضل عدة محطات فنية لها في مصر، وتعرف عليها الجمهور مبكرا في فيلم "عودة الابن الضال " مع المخرج الكبير يوسف شاهين عام 1976، ثم توالت حفلاتها في مصر وفي دار الأوبرا المصرية وعشق المصريون أغانيها باللهجة اللبنانية أو العربية الفصحى، قبل أن تغني لمصر أو باللهجة المصرية خاصة أغنية "عيناك ليالٍ صيفية" التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في مصر، وكانت بداية تعلق فئات جماهيرية جديدة من الشباب لقاعدة جمهور ماجدة "الراقي ".
وفي وصف علاقة "ماجدة " بالجمهور المصري لن نغفل أغنيتها الشهيرة لمصر "سمراء النيل " والتي لا أستطيع أن اقتطف جزءا منها لارتباط كلماتها ببناء وجسد واحد رائع الأوصاف وتقول فيها :" سمراء كليل السهران وكطلة بنت السلطان .. ضحكتها كالفرح المنصوب شراعا فوق الخلجان .. كصباح تمرح فيه الشمس، كرقص الريح بفستان .. من فرحة أرض أزلية، من رنة عود شرقية .. لفتتها الخفة... خطوتها الرقصة.. لهجتها المصرية.. أوراق زهور برية... أجنحة طيور بحرية .. ليل وحرير وتكية.. وتقول الشفة الخمرية: أنا مصرية.. كالأرض حميمة وبهية.. كالشمس قديمة وصبية .. وتسألني: هل تنساني؟ .. هل تذكر دوما عنواني؟ .. أنا كل عصور الحب، وكل نجوم الشرق بأرداني .. وبساط الريح على كفي، ومرايا السحر بأجفاني .. أنا بنت النيل، وزهو الجيل... بكل جميل تلقاني .. في قمر الليل، وموج البحر...وشمس الصحراء تراني .. في وجه الدنيا كتبوني... للغات الدنيا نقلوني .. واشتاقوا لي وأحبوني .. أنا لست امرأة عادية ..أنا مصرية ".
وتستمر قوة علاقة الجمهور المصري بماجدة بأغنيتها الأكثر شهرة وحداثة في أذهان المصريين "اعتزلت الغرام " فبساطة كلماتها وألحانها تقبلها الجمهور المصري حتى انضمت فئات عمرية جديدة إلى جمهور السيدة وفئات جماهيرية جديدة وصلت إلى حد محبي الغناء "الشعبي" ربما بسبب الحالة الاستعراضية للأغنية التي قدمتها الرومي وكأنها لكل فئات الجمهور المصري رغم حرصها على استخدام "الفصحى" فيها أيضا.

وارتبط اسم الرومي أيضا بمعاني كثيرة وأشهرها "السلام " حيث غنت كثيرا في مهرجانات السلام والاحتفالات الرسمية الكبرى والتجمعات الخيرية وحرصها الدائم على التبرع بإيرادات حفلاتها للمساعدة في حل أزمات المحتاجين وضحايا الحرب الأهلية اللبنانية وكذلك اللاجئين ولدعم الطلاب المحتاجين وأخيرا إلى سوريا والجمعيات الخيرية المهتمة بالشأن السوري من خلال ألبومها القادم.