الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

طارق نور.. وزير الدعاية والإعلان في مصر

طارق نور
طارق نور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الحريف».. الذى لقب بوزير الدعاية فى مصر أو «عم الإعلانات»، صاحب الصوت الأكثر شهرة والعقل الأكثر إبداعا فى سوقى الإعلان والإعلام معًا، هو رجل الأعمال طارق نور صاحب أول مدرسة إعلانية إبداعية فى مصر، حيث يعتبر «نور» أول من درس علم التصوير الإعلانى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى أوائل السبعينيات، قبل أن يعود لمصر ليطبقه عمليا.
فى عام 1979 أنشأ طارق نور وكالة أمريكانا للإعلان، كأول وكالة إعلانات خاصة فى مصر ثم وكالة طارق نور للإعلان «تى إن إيه»، ومن خلالها عرضت شاشة التليفزيون المصرى الإعلانات الأكثر جذبا للجمهور والتى كانت تتميز ببساطتها وسرعة حفظها حتى أصبحت مألوفة لكل من يسمعها حتى وقتنا هذا.
يعد طارق نور الصوت الإعلانى الأكثر شهرة وجذبا منذ الثمانينيات حتى الآن، لدرجة جعلت من صوته علامة مميزة ارتبطت فى أذهان المصريين، فأصبح صوته علامة تجارية لا مثيل لها فى سوق الإعلان المصرى.. لا تختلف عن اللوجو الخاص بوكالته الإعلانية، والذى يظهر خلاله بنصف وجه، والذى أصبح محفورا فى ذاكرة المصريين أيضا.
صنع «نور» معادلة خاصة به فى سوق الإعلانات المصرى، ففي مدخل مقر شركته الأنيق تواجهك 3 لوحات تلخص فلسفته فى إبداع الإعلانات، يطلق عليها «3 s» اللوحة الأولى تحمل كلمة simple، والثانية، Surpris، أما الثالثة فهى Smile، وهى سر من أسرار نجاحات طارق نور فقاعدته الإعلانية تقول: لابد للإعلان أن يكون بسيطًا، يحمل مفاجأة فى تفاصيله، ثم عليه أن ينتهى دومًا بابتسامة سهلة؟ هكذا تبدو.
ما زالت إبداعات طارق نور المميزة فى الإعلان مستمرة بما يجعله متربعا على عرش سوق الإعلان فى مصر رغم ازدحام ومنافسة الشركات الجديدة له فى السوق الإعلانية، إلا أنه نال ثقة الجميع سواء المعلنين العاديين والشركات الخاصة أو الجهات الحكومية المختلفة، حيث نفذ «نور» الكثير من الحملات الإعلانية الناجحة منها الحملة الأخيرة الخاصة بقانون الاستثمار الجديد وسبهقا إعلان «الحق فى المعرفة» وغيرها الكثير، كما نفذ أيضا عدة حملات إعلانية رائعة منها حملة إعلانات الضرائب الناجحة، حيث اعتمد عليه وزير المالية الأسبق بطرس غالى للتسويق لقانون الضرائب الجديد، من خلال حملة «الضرائب مصلحتك أولا» وحققت الحملة نتائج مذهلة فاقت التوقعات وقتها، وكذلك فهو صاحب الحملة الدعائية للسياحة فى مصر «نورت مصر» وغيرها من الحملات الناجحة، ولم يأتِ نجاح حملات طارق نور من فراغ، فيمكن اعتبار هذا الرجل صاحب البصمة الأهم فى تغيير الكثير من طباع الشعب المصرى والقدرة على التأثير فى وجدانه، حيث أسهم بشكل أصيل فى صناعة مشاريع عملاقة، ونجح فى إذابة حائط الجليد وكسر أزمة الثقة بين الشعب والحكومة.
اشتهر طارق نور بأفكاره الأكثر جرأة غير التقليدية والتى يحمل الكثير منها نوعا من المغامرة إلا أن نجاح هذه الأفكار يثبت دائما أنك أمام رجل إعلانى وإعلامى صاحب رؤية وفكر متعمق، فكان طارق صاحب فكرة انطلاق قناة فضائية خاصة خلال شهر رمضان وهو ما كان ملفتا حيث يعتبر الكثير من رجال الإعلام والإعلان فى مصر أن انطلاق قناة فى الموسم الرمضانى مغامرة، لما يتطلبه هذا الشهر من خريطة برامجية ودرامية مميزة وباهظة التكاليف، إلا أنه قرر إطلاقها كأول قناة تليفزيونية رمضانية وهى «القاهرة والناس» حيث كانت تبث منذ افتتاحها في رمضان2012 مع بداية الشهر وينقطع إرسالها مع نهايته، ولكن بعد هذا التاريخ أصبحت القناة تبث طوال أيام السنة، وأنتجت العديد من البرامج المميزة مثل "الصندوق الأسود" و"القاهرة 360" و"أجرأ الكلام" و"مع إبراهيم عيسى" وغيرها.
كما تنفرد «القاهرة والناس» بأنها القناة الخاصة الوحيدة التى يعرض خلالها أهم البرامج والإعلانات التى أنتجها وأذيعت بالتليفزيون المصري بالثمانينيات والتسعينيات، وكانت أهم عوامل نجاح ماسبيرو، وتألق خلال تللك الفترة حيث لاقت هذه البرامج نجاحا كبيرا وقت عرضها، وما زالت محفورة فى ذاكرة المشاهدين حتى الآن، ومن هذه البرامج، برنامج المسابقات «بدون كلام»، وبرنامج المقالب «الكاميرا الخفية» لفؤاد المهندس، والذى كان يذاع بالتليفزيون المصرى فى رمضان عام 1985، وأيضا برنامج المقالب الشهير «حسين على الهوا»، كما تعتبر «القاهرة والناس» أول قناة خاصة تعيد إذاعة برنامج إبراهيم نصر الشهير «الكاميرا الخفية»، وبرنامج المسابقات الشهير «ستار ميكر»، بالإضافة لإذاعتها عددا كبيرا من الإعلانات الأرشيفية، والتى أنتجها طارق نور فى التسعينيات وهى ما جذبت الجمهور ما بها من نوستالجيا وحنين للماضى مثل «إعلان «فليت» وإعلان «قبنورى»، وشيكولاته «جيرسى» ومفروم «أمريكانا» وكوتشى «أميجو»، والتى رغم قصر مدتها إلا أنها أصبحت عالقة فى الأذهان ويرددها الصغار والكبار والتى يمكن اعتبارها أيضا جزءا من التراث الثقافى فى مصر.