لا تزال التصريحات والاعترافات والشواهد والحقائق تنهال، لتفضح أسرار الصندوق الأسود لقطر، الملىء بالغدر والخيانة والتآمر، والمحفوف بالتناقض والتلاعب والازدواجية والحيل الماكرة، وفى الأمثال: «كلُّ إناء بما فيه ينضح».
ترجع فصول خيانات قطر فى اليمن إلى سنين مضت، حينما وجدت قطر فى الحوثيين فرصة ثمينة لزعزعة استقرار جيرانها، ضمن مخطط قطرى مغرض، يهدف إلى إحداث قلاقل فى المنطقة، وتشكيل بؤر للميليشيات والعصابات الإرهابية، لتهديد الجيران وإضعافهم والإخلال بأمنهم.
وعلى مدى السنين الماضية، امتلأت صحيفة قطر السوداء بأشكال وألوان من المؤامرات التى استهدفت أمن الخليج العربى، وكان اليمن إحدى الساحات التى لعبت فيها قطر، وتآمرت ضد أشقائها فى اتجاهات مختلفة، تشترك جميعها فى هدف واحد، وهو دعم وتقوية أى مصدر خطر يهدد الأشقاء، وعلى وجه الخصوص الميليشيات المسلحة، وخاصة الحوثيين والقاعدة والإخوان، لما تحمله هذه التنظيمات من تطرف وتعصب فكرى وعقائدى وأطماع تهدد بشكل مباشر أمن الخليج.
ومع انطلاق عاصفة الحزم المباركة لإعادة الشرعية فى اليمن، واقتلاع إرهاب الحوثيين والقاعدة، اندست قطر كالسوس فى جسد التحالف، وتظاهرت بأنها معه، بينما كانت فى الخفاء أداة هدم وتخريب لجهود التحالف، كما يفعل أى عميل مدسوس، فقد كشف الواقع أن قطر كانت عميلة بامتياز لإيران والحوثيين والقاعدة والإخوان، تدعم كل هذه المكونات بجامع العداء المشترك ضد دول الخليج العربى.
من المفارقات أن اليمن الذى تجلت فيه بطولات وتضحيات قوات التحالف العربى، وخاصة بطولات جنود الإمارات والسعودية، التى سجلها التاريخ بمداد من نور، انكشف فيها أيضًا غدر ومكر وخيانة قطر، التى سجّلها التاريخ أيضًا، ولكن بمداد أسود مظلم، فكان اليمن ساحة اختبار، حاز فيه الشرفاء أوسمة الفخر، وحملت فيه قطر الخزى والعار.
وأكَّدت هذه الحقيقة، التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع القطرى، خالد العطية، الذى كشف فى لقاء صحفى، عن الموقف القطرى السلبى من التحالف فى اليمن، معلنًا أن قطر كانت مجبرة على الانضمام للتحالف العربى فى اليمن، على غير رغبة منها، وأن القوات القطرية نأت بنفسها عن المشاركة فى أى عملية داخل اليمن، وأن وجودها اقتصر على الحدود السعودية اليمنية فحسب، بما يكشف لكل عاقل عن زيف دعاوى قطر السابقة بدعم التحالف، وأنها كانت منذ اللحظة الأولى ضده.
وإذا نظرنا إلى علاقات قطر بالحوثيين، نجد أنها عميقة، وتكشف بعض الوثائق عن التواصل بين أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثانى، وبدر الدين الحوثى، الزعيم الروحى للحوثيين، كما يخبرنا التاريخ القريب عن الدور القطرى لإنقاذ الحوثيين من الانهيار فى اليمن، بعد هزائمهم المتوالية أمام الجيش سابقًا، وتقديم الدعم المادى والمعنوى لهم.
ولولا ذلك لكان الحوثيون فى خبر كان، وأخيرًا، جاءت خيانة قطر للتحالف العربى ودعمها لهذه الميليشيات الإرهابية ونظائرها، بطرق مختلفة، كتسريب معلومات لها، وعرقلة بعض العمليات ضدها، لتكتمل بذلك فصول الغدر والمكر، وقطر اليوم تحت مرمى الاتهامات والإدانات عن خياناتها فى اليمن، بما فى ذلك عرقلة تحرير بعض المحافظات من الانقلابيين.
من المعلوم لكل أحد، أن الحوثيين هم الذراع الإيرانية فى اليمن، يوالونها، ويرفعون صور رموزها، ويتلقون منها الدعم والإمداد، ويحاربون بالوكالة عنها، وينفذون أجنداتها ضد دول الخليج، وبالرغم من ذلك، نجد أنَّ قطر تصطف بشكل مفضوح فى خندق إيران، وترفع مستوى العلاقات معها، وتفتح قواعدها للقوات الإيرانية والحرس الثورى الإيرانى الإرهابى، مع أن إيران التى ترتمى فى أحضانها قطر، هى العقل المدبر واللسان المحرض واليد الممولة للحوثيين فى اليمن.
ومن مظاهر خيانة قطر فى اليمن، تعاونها مع تنظيم القاعدة، وتزويده بمعلومات عن التحالف، ما عرقل جهود التحالف لمكافحة الإرهاب، ومكَّن القاعدة -هذه العصابة المجرمة- من تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات التحالف، أدت إلى استشهاد جنود إماراتيين، أصبحت دماؤهم فى عنق قطر، تسطر خيانتها وغدرها.
وكالعادة، قدمت قطر الدعم لتنظيم الإخوان فى اليمن، وتمويل أنشطته الإرهابية، وتحويل ملايين الدولارات له، وتوفير العلاج لعناصره ولعناصر القاعدة، تحت غطاء المساعدات الإنسانية، واحتضان بعضهم، ومنحهم فيللًا على أراضيها، لاستخدامهم ضد دول الخليج العربى.
كما عملت قطر عبر قناة «الجزيرة» وأذرعها الإعلامية فى اليمن، على الإضرار بسمعة التحالف، وبث تقارير كاذبة عنه، وعملت بكل خبثها ومكرها على تشويه جهود دولة الإمارات لدعم الاستقرار فى اليمن، ونشر التقارير الملفقة، فى حرب مسعورة، لا تعرف شرفًا ولا أخلاقًا، تستهدف التحالف عمومًا، والإمارات خصوصًا.
إن قطر التى تذرف اليوم دموع التماسيح، وترفع شعارات مظلومية كاذبة، هى نموذج للغدر والخيانة والفجور فى الخصومة، وقد توهَّمت أنه بإمكانها الاستمرار فى مسلسل التلاعب والخداع واستغفال العقول ودعم الإرهاب والعبث بأمن المنطقة بالطرق الملتوية، ومن وراء الدهاليز والكواليس، ولكن ألجمها الحزم الخليجى، وكبَّلها التصميم العربى على اجتثاث الإرهاب واقتلاع جذوره، وهى اليوم على مفترق طرق، إما أن تختار بحق وصدق، علاقات حسن الجوار، وإما أن تكون مع الإرهابيين أعداء الأمن والاستقرار.
نقلا عن «البيان الإماراتى»