«الرفاعى»: ترويض الأسود فى الغابات جعل الملايين يدخلون الإسلام حول العالم السلفيون: خزعبلات وليس لها أساس من الصحة علماء الدين: الاستقامة خير من ألف كرامة ونرفض «الشطحات»
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(يونس:٦٢).. من خلال هذه الآية برهن الصوفيون للجميع صدق رواياتهم حول «كرامات الأولياء»، التى يرفضها البعض ويراها خزعبلات غير موجودة من الأساس، وأن مشايخ الصوفية يخدعون أتباعهم بهذه المقولات التى تجعل الآلاف ينضمون لهذه الطرق الصوفية، وينتقل كل مريد ومحب لشيخ أو ولي، ووصفه بالعديد من الأوصاف وإلباسه من الكرامة والأفعال الخارقة ما لا يمكن لبشر آخر أن يدركها، مما يجعل الأمر صعبًا بعض الشىء بالنسبة للمسلم العادى الذى لا يعرف ما حقيقة هذه الكرامات.
ورغم أن جزءًا من أصول أهل السنة التصديق بالكرامات، كما يقول بعض علماء الدين، أمثال ابن تيمية وابن القيم، غير أن بعض الكرامات قد تثير الدهشة بشكل كبير، وتجعل الكثير من علامات الاستفهام تظهر حول حقيقة هذه الكرامات، كإحياء الموتى، وشفاء المريض، وترويض الوحوش والأسود، وغير ذلك من الأمور العجيبة.
تتفجر الخلافات من الحين للآخر بين الصوفيين والسلفيين وعلماء الدين الإسلامى حول حقيقة وجود هذه الكرامات، وما يروجه أهل الصوفية بين الحين والآخر من حدوث كرامات لمشايخهم الحاليين والسابقين، مما يجعل الدنيا تنقلب رأسا على عقب بعد ظهور مثل هذه الكرامات التى يقرها الصوفيون وينكرها السلفيون.
«البوابة» تحقق فى حقيقة الكرامات ورأى الدين فيها.
السلفيون يرفضون الكرامات
من جهته، قال الناشط السلفى، ناصر رضوان: «أنا لا أنفى وجود الكرامات، لكن هذه الكرامات لا يعلمها إلا الله»، ومن الصعب تفسير حادثة ما بأنها كرامة، فقد تكون فتنة، وبالتالى لا ندعوا هؤلاء الأولياء من دون الله أو نمنحهم صفة التقديس أو نذبح لهم أو ننذر لهم النذور، فكل واحد من هؤلاء الأولياء بعد مماته لا يستطيع نفع نفسه، فالله يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، وقال أيضا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فالله لا يحتاج واسطة لكى تكلمه، بل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل من أجل عبادته وحده وليس من أجل تعظيم الأولياء، واتهم «رضوان» الصوفية بأنهم عندهم غلو فى مسألة الكرامات، وتصل الأمور معهم لأمور هى من الخرافات والخزعبلات.
الصوفية القبورية
وأكد الشيخ السلفى، عماد المهدى، أنه لا يجوز اتخاذ الأولياء واسطة بين العبد وبين الله رب العالمين، لأن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال لابنته فاطمة: «لا أغنى عنك من الله شيئا»، وقد قال الله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ولم يقل «فقل إنى قريب»، بل قال «فإنى قريب» مباشرة، فالشريعة تطالبنا بالتوحيد الخالص الخالى من أى قبورية، مشيرا إلى أن الاعتقاد فى كرامات الأولياء بهذا الشكل لم يكن معروفا فى عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، رضوان الله عليهم، لكنه بدأ يظهر فى عهد الفاطميين، فالصوفية القبورية هى البنت البكر للشيعة، وهى باب الشيعة لأى مكان.
الشعوذة والسحر
وهاجم الداعية السلفي، محمود لطفى عامر، الطرق الصوفية، مؤكدا أنهم يغلب عليهم المبالغات أو عدم الدقة فى الروايات التى ينقلونها، فينسبون خوارق العادات لأشخاص معينين، لافتا إلى أن الكرامة ثابتة بالكتاب وبالسنة وبالتاريخ الذى وصلنا عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، والصحابة، رضوان الله عليهم.
وتابع: «إن ما يبدو على أنه كرامة قد يكون مجرد استدراج للشخص، فقد يجريها الله على يد ساحر أو على يد فاجر بقصد الفتنة والابتلاء، فالساحر لتسخيره بعض الجن قد يأتى بخوارق للعادات»، مبينا أن ضابط الكرامة هو الكتاب والسنة، فإن نقلت إلينا كرامات من الكرامات لا تخالف صحيح الدين فلا بأس، أما إن كانت تخالف صحيح الدين، فيكون هذا من قبيل الشعوذة والسحر.
«صوفية ورجال دين»
فيما أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن كرامات الأولياء ثابتة بالقرآن والسنة، ومن ينكرها «ذنبه على جنبه»، مستشهدا بما جاء فى علم التوحيد «واثبتن للأولياء الكرامة: ومن نفاها فانبذن كلامه»، وعلى ذلك أقول لعلماء السلفيين: «اصمتوا ولا تتحدثوا عن كرامات الأولياء، فأنتم لا تعلمون عنها شيئا، وأولى بالحديث عنها أتباعهم وأحبابهم الصوفيون».
كرامات ثابتة
من جانبه، قال الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية: «إن هناك الكثير من الكرامات حدثت مع أقطاب الصوفية جعلت الملايين حول العالم يدخلون فى الإسلام على أيديهم، حيث إنه من أشهر هذه الكرامات ما حدث مع الإمام الرفاعى من ترويضه للأسود والوحوش فى الغابات، ما جعل مريديه ينشرون عنه ما رأوه، كما أن هناك الكثير من الكرامات الأخرى استنادًا إلى كتاب (تبرئة الذمة فى نصح الأمة) لـ«محمد عثمان البرهاني»، و(درة الأسرار) لـ«الدكتور عبدالحليم محمود»، و(كرامات الصوفية) لـ«الشعراني»، إضافة إلى بعض كتابات «ابن بطوطة»، وبعض علماء الصوفية الكبار، أمثال «الإمام عبدالقادر الجيلانى» و«الإمام أبو العزائم».
وتابع «الرفاعى»: «إن شيخ الصوفية محمد عثمان البرهانى يقول فى كتابهِ «تبرئة الذمة فى نصح الأمة» عن السيد البدوي: «دعا الله بثلاثِ دعواتٍ، فأجاب الله دعوتين وأبطل الثالثة، دعا الله أن يشفّعهُ فى كل من زار قبره، فأجابَ الله ذلك، ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره، فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار، فرد الطلب، فسألوا: لمـاذا؟ فقال: لأنى لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشًا أخضر، وحقٌّ على الله ألا يعذّب بها الكافرين».
كرامة أبى الحسن الشاذلى
وقال الشيخ عبد الباقى الحبيبى، شيخ الطريقة الحبيبية: «إن ابن بطوطة قال عن كرامة أبى الحسن الشاذلي: أخبرنى الشيخ ياقوت عن شيخه أبى العباس المرسي، أن أبا الحسن كان يحج فى كل سنة، ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده، إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف، ويعود على الدرب الكبير إلى بلده، فلما كان فى بعض السنين، وهى آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه: استصحب فأسًا وقفة وحنوطًا، وما يجهز به الميت، فقال له الخادم: ولماذا يا سيدي؟ فقال له: فى حميثرا سوف ترى».
وتابع «الحبيبى»: «إن وادى حميثرا هذا فى صعيد مصر، وهو يقع فى صحراء جرداء، وبها عين ماء عزباء، وهى كثيرة الضباع والوحوش المفترسة، ويكمل ابن بطوطة: إنه لما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن، وصلى ركعتين، وقبض الله عز وجل روحه فى آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره مكتوبًا عليه اسمه ونسبه متصلًا بالحسن بن على رضى الله عنه».
وفى كتاب «درة الأسرار» للدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، يحكى عن كرامات الشيخ الكثيرة، ويحتفى به فى كتابه، مؤكدًا أن: «له من العلم الكثير»، ومن إحدى الكرامات التى ذكرها الشيخ فى كتابه «أن الله كلّمه على جبل زغوان فى تونس، وهو الجبل الذى اعتكف الشاذلى على قمته، وتعبّد وتحنّث».
الطفل والتمساح
وأشار الشيخ محمد الدسوقى، من أتباع الطريقة الدسوقية، إلى أنه من الكرامات المنسوبة للدسوقي، أن تمساح النيل كان منتشرًا فى نهر النيل بمصر، فى ذلك الوقت -خطف صبيا من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقى تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: «معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده»، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-فأمره أن يلفظ الصبى فلفظه حيًا فى وجود الناس، وقال للتمساح: «مت، فمات فى حينها».
وتابع: «فى كرامة أخرى نسبت إليه، ذكر أن أحد تلامذته الذى توجه إلى الإسكندرية لقضاء شىء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد التجار مع الرجل، فاشتكاه التاجر إلى قاضى المدينة، وكان هذا القاضى ظالما يكره الأولياء حسب الرواية، ولما علم أن خصم البائع من أتباع إبراهيم الدسوقى أمر بحبسه وإهانته، فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث به من ظلم القاضى، فكتب الشيخ الدسوقى رقعة وأعطاها لرجل من أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضي، فلما وصلت إليه الرقعة جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها، حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، فلما قرأها قضى نحبه، إذ شهق فمات، وفى رواية أخرى، عندما وصل إلى قول الشيخ: (إذا أوترن ثم رمين سهما)، خرج سهم من الورقة فدخل فى صدره وخرج من ظهره فوقع ميتا».
الأسد والعجل
وأوضح مؤمن العزمى، عضو الطرق الصوفية، أنه يحكى مريدو المرسى أبوالعباس، وريث الطريقة الشاذلية من أبى الحسن الشاذلي، أنه «كان لديه قدرة على معرفة ما يدور فى خاطر الرجل أمامه فيخبره به، وأنه يفكر فى كذا وكذا، ويقول أبو العباس عن نفسه: (والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحدًا مثلنا، فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال: وبالله لا إله إلا هو، ما من ولى لله كان أو كائن إلا وقد أطلعنى الله عليه وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله».
وتابع: «إنه تحكى كتب الصوفية ومريدو سيدى عبدالرحيم القنائى أنه ذات يوم كانت هناك ساقية يدورها عجل، فأتى أسد وأكل العجل، فقالوا للقنائى: الأسد أكل العجل الذى تدور الساقية به، وأتى عبدالرحيم القنائى بالأسد ووضعه مكان العجل لمدة ثلاثة أيام، وكان يطعمه، وأخذ لقب عبدالرحيم يا أسد، وكانت هذه من ضمن كراماته».
كرامات عمر بن الخطاب
فى سياق متصل، قال الشيخ نضال المغازى، شيخ الطريقة المغازية: «إن هناك الكثير من الصالحين ممن ينتمون لمذهب أهل السنة والجماعة وافقهم الإيمان بالكرامات، فاتفقوا على أن الكرامة لا تكون إلا للصالحين وأتباع الأنبياء، كما يقول علماء الدين من الصوفية وغيرهم: إن من أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء، وما يحيي الله على أيديهم من خوارق العادات، فى أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات والمأثور عن سالف الأمم فى سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة، وهى موجودة فيها إلى يوم القيامة».
وتابع: إن سيدنا عمر بن الخطاب لما فتحت مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص، فقالوا له: أيها الأمير لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها، فقال لهم: وما تلك؟ فقالوا له: إنا إذا كانت ثلاث عشرة ليلة من الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها وحملنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها فى النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا شيء لا يكون فى الإسلام.. وأن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجرى قليلا ولا كثيرا، فكتب إلى عمر بن الخطاب -رضى اللّه عنه- فكتب إليه عمر: إنك قد أصبت بالذى فعلت، إن الإسلام يهدم ما قبله، وكتب إلى عمرو: إنى قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابى هذا إليك، فألقها فى النيل إذا وصل كتابى إليك، فلما قدم كتاب عمر -رضى اللّه عنه- إلى عمرو بن العاص فإذا فيها مكتوب: (من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر: أما بعد: فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر، وإن كان اللّه الواحد القهار هو مجريك فنسأل اللّه الواحد القهار أن يجريك). فألقى البطاقة فى النيل قبل يوم الصليب بشهر، فقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج، فإنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا وقد أجراه اللّه تعالى ستة عشر ذراعًا فى ليلة واحدة، فقطع اللّه تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم».
زلازل المدينة المنورة
وأوضح «المغازى» أن الزلازل ضربت المدينة المنورة فى وقت من الأوقات فضرب عمر بن الخطاب الأرض برمحه، وقال: «اسكنى بإذن اللّه» فسكنت، وهذه من الكرامات التى ظهرت عند الكثير من الصالحين والعارفين، فكيف لنا اليوم نرى من ينكرها من السلفية أو غيرهم، كما أنه وقعت النار فى بعض دور المدينة، فكتب عمر على خرقة: «يا نار اسكنى بإذن اللّه»، فألقوها فى النار فانطفأت فى الحال، وكان سيدنا عمر قد أمر بسارية على جيش للمسلمين إلى بلاد فارس فاشتد على عسكره الحال على باب نهاوند، وكثرت الجموع، وكاد المسلمون ينهزمون، وعمر -رضى الله عنه- بالمدينة، فصعد المنبر وخطب ثم استغاث فى أثناء خطبته بأعلى صوته: «يا سارية الجبل! يا سارية الجبل، من استرعى الذئب الغنم، فقد ظلم»، فأسمع الله سارية وجيشه أجمعين صوت عمر، فلجأوا إلى الجبل، وقالوا: «هذا صوت أمير المؤمنين، فنجوا وانتصروا».
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: «إن الكرامات أمر مسلم به، ولا يجب إنكارها على الإطلاق، وهناك الكثير من الأولياء من حدثت معهم الكرامات والنفحات المختلفة، ومن أمثلة هؤلاء الصالحين الذين حدثت معهم الكرامات كثيرون، والدليل على ذلك، أن الأرض أجدبت فى عام الرمادة فى زمن عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- فخرج عمر بالعباس بن عبد المطلب يستسقي، فأخذ بضبعيه «ما تحت الإبط» وأشخصه واقفا، ثم أشخص إلى السماء، فقال: (اللهم إنا نتقرب إليك يا رب بعم نبيك، فأمطرت السماء، تقول وقولك الحق {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}، فحفظتهما لصلاح أبيهما فاحفظ اللهم نبيك فى عمه، فقد دلونا به إليك مستشفعين ومستغفرين)، ثم أقبل على الناس فقال: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}، فوقف العباس يدعو وعيناه تنضحان، فنشأت سحابة، وقال الناس ترون.. ترون؟ حتى استتمت ومشت فيها ريح ثم هدت ودرت، فما برح الناس حتى أمطروا ومشى المطر إلى الركب، فلاذ الناس بالعباس يقولون له: هنيئا لك ساقى الحرمين، وهذا ذكر فى العديد من كتب سير الصالحين».
أبو عبيدة بن الجراح
وتابع «كريمة»: «إن الصحابى الجليل أبا عبيدة بن الجراح جاع، هو وعسكره وعددهم ثلاث مائة، فألقى لهم البحر الحوت الذى يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة ثم قال: لا نحن رسل رسول الله، وفى سبيل الله فكلوا، فأكل منه الجيش ثمانى عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من إضلاعه، فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت من تحتهما فلم تصبهما، وهناك كرامة لخالد بن الوليد، إن خالد بن الوليد أتى بسم فقال ماذا؟ قالوا سم قال بسم الله وشربه، فلم يضره شيء، وأتى مرة بزق من خمر، فقال: اللهم اجعله عسلا، فصار عسلا».
ابن طولون حاكم مصر
وقال الشيخ أيمن أبوالخير، من علماء الأزهر الشريف: «إن كرامات الأولياء والصالحين موجودة فى القرآن الكريم، وكتب السنة، وهناك الكثير من الكرامات التى حدثت للكثر من الصالحين، أمثال أن بنان أبا الحسن الزاهد، الذى كان عابدا يضرب به المثل فى وقته ودخل على ابن طولون حاكم مصر، وأمره بالمعروف فغضب، وأمر بسجنه، وأن يجوع الأسد ويدخل عليه، فلما أدخل أقبل عليه الأسد ولحسه ثم تركه، قيل له: ما الذى كان فى قلبك حين شمك الأسد؟ قال: كنت أتفكر فى أسنان السباع ولعابها؟ واحتال عليه أبو عبد الله القاضى حتى ضربه سبع مرات، فقال: حبسك الله بكل ضربة سنة، فحبسه ابن طولون سبع سنين».