الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المجد لهؤلاء الأبطال ولأهاليهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمتعت بحفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، والذى أقيم صباح الثلاثاء الماضى بأرض الأكاديمية بالتجمع الخامس. 
استمعت وشاهدت العروض التى قدمها الطلاب والمرتبطة بعملهم مثل: تحرير الرهائن باستخدام الكلاب المدربة، وعرض باستخدام الخيل والقفز من فوق السدود، والعرض العسكرى، فى وجود الرئيس السيسى وم. شريف إسماعيل واللواء مجدى عبدالغفار، وقيادات الداخلية، لفت نظري حماس الضباط من الشباب، وتأكدت من حالة التصميم والإرادة والنجاح بالتعامل مع الموقف أنهم شباب الوطنية، وحبهم للبلد واضح، والبسمة والفرحة ترجمة على التناسق بين ما بداخلهم وحياتهم وحلمهم. رصدت من خلال التدقيق فى المشهد مدى فخر الشباب من الضباط بوظيفتهم ومتطلباتها والأخطار التى تحيط بها. 
انتقلت بالتدقيق فى صور أهالي شباب الضباط فرأيت فرحة وفخرا وأيضا سعادة عكستها ابتسامة ولهفة وتشجيع وتصفيق، سألت نفسى: ما سر الاستمرار فى الإقبال على الشرطة والجيش من الشباب، وما سر إصرار الأهالي على مساندة الأبناء لنيل هذا الشرف؟ فى ظل تقديم طلبات برغبة الانضمام تفوق الأعداد المطلوبة عشرات المرات؟
ودار أيضًا فى ذهنى أن هناك أخطارًا مؤكدة تواجه هؤلاء الشباب من إرهاب يضرب الوطن ويهدد مساره، وقلت فى نفسى: هم الناس دى مش خايفة على أولادها!!
تأكدت بالفعل أن الأبناء هم الحياة لنا جميعا، وأن عالمنا يبدأ بهم وينتهى بهم، وأن قيمة الحياة تترجم فى حبنا واهتمامنا بأبنائنا. 
تأكدت أيضا أن المصريين وأسر وأبناء شباب الضباط والقوات المسلحة هم الأوضح وطنية، وهم بالفعل يمثلون روح البلد والدرع الواقية له، ولو قلنا إن الألوف من الأسر والأبناء الراغبين بالانضمام للقوات المسلحة والشرطة يمثلون شرائح البلد، لتأكدنا أن المصريين غير مهتمين بالأخطار التى تحيط بالشرطة والجيش، ومدركين أن حياة أولادهم قد تتعرض للخطر؛ حيث إن مهمة تلك الفئة محددة فى حماية البلد من أخطار تبدأ من تهريب المخدرات حتى القتال المباشر. 
الأمر هنا واضح بأن إقبال شباب مصر بموافقة أسرهم على الالتحاق بالجيش أو الشرطة ملوش إلا تفسير واحد، هو الإيمان بالبلد ومستقبله، وأيضا بدورهم فى حمايته وتحمل الأخطار فى الوقت نفسه، تذكرت موقفا لوالد شاب خريج صيدلة، يبحث عن واسطة لمنع تجنيد ابنه المتعافى. 
يا سبحان الله.. المصريين من أهالي الحاصلين على الثانوية يسعون بكل الطرق والبحث عن واسطة لإلحاق الأبناء بالشرطة أو الجيش، والشباب مقدم بسعادة لتحقيق حلم ارتداء ملابس أشرف المهن، زى الشرطة أو الجيش، وهم مدركون أن أبناءهم قد يعودون إليهم شهداء، هذا الشعور المرعب لم يشكل أدنى تهديد أو خوف لدى المصريين المؤمنين بأن حماية بلادهم أهم من حياتهم، وعلينا أن ندرك أن أبناءنا مش أهم من أبناء الشهداء، بالعكس، المدافعون عن حياتى وأولادى وعملى وعالمى وبلدى هم المميزون وليس غيرهم، أنا أعلم قيمة عطاء هؤلاء بعد أن شاهدت ما حدث للبلد خلال يناير ٢٠١١، وهو ما أطلقنا عليه الانفلات الأمنى، غابت فيه الدولة والشرطة لبعض الوقت، أوقات الخوف كادت أن تصيبنا بأزمات قلبية. 
بلطجية يحكمون الشارع والويل لمن يسابق سائق ميكروباص، وعلى المحور حاصرتنى وأسرتى مجموعة تحمل السيوف، ولأنها المرة الأولى التى أشاهد هذه المواقف على الطبيعة وليس فى الأفلام، عندها بدأت أفكارى تتبدل، وتأكدت أن الأمن يتقدم كل عناصر الحياة، وفى غياب من يحمينا والبلد عليه العوض ومنه العوض. 
ما زلت أشعر بالقلق عندما أتذكر الحرائق وكرات اللهب والرصاص الحى والتهديدات بالقتل. 
كمصريين نحتاج وقتا للتعافى من تلك المشاهد، والتى غيّرت عندى الأولويات، والتى يتقدمها الآن الأمن ضد كل أنواع الخطر، والجيش والشرطة التزما بها وهى مسئولية فى غاية الصعوبة، وجرب كده لو طلب منك أن تذهب إلى سيناء لتحمى الأرض والعرض والحدود شوف أهلك هيعملوا إيه؟! 
المجد لمن حمل على عاتقه حمايتى وأسرتى والبلد.. 
والفخر لمن لا ترهبه أو تؤثر فيه فاتورة ذلك، وقد تكلفه حياته فيدفعها راضيًا.