الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خطاب الكراهية.. وإرهاب "الجزيرة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نشاطات قطر فى دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية وتدخلها فى الشئون الداخلية للدول الأخرى ونقضها للاتفاقات بلغت ذروتها ومداها، ولا يمكن فى ظل هذا الدعم القطرى اللا محدود للإرهاب الوثوق فى أى التزام يصدر عنها تبعا لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها فى العودة إلى المسار الطبيعى والصحيح».
هذه الفقرة جاءت ضمن بيان أصدره اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر، ويعكس حالة اللا صدق التى وصمت بها قطر نفسها على مدار تاريخها القصير، وسيرها شبرا بشبر وذراعا بذراع على درب سليلتها ومعلمتها «إسرائيل»!!
وهو أمر انعكس على كل البيانات التى صدرت عن سلسلة الاجتماعات التى عقدت فى سياق مداولات وبحث الخروج من نفق الأزمة الخليجية التى تسببت فيها الدولة الصغيرة المارقة.
وإزاء ذلك وجدت أن البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائى لمجلس وزراء الإعلام العرب الذى اختتمت أعماله بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لم يشتمل -كما كان متوقعا بل ومطلوبا- على أسس كيفية تغيير الواقع الإعلامى العربى الأليم، والتعامل مع توسع وتمدد خطاب الكراهية والعنف والتطرف والمصالح والمنافع إلى معظم وسائل الإعلام العربية، وخاصة الجزيرة القطرية «أس الفساد والإرهاب الفكرى».
إن خطاب الكراهية يعد أبرز مستويات التعصب، وهو ظاهرة اجتماعية سياسية واتصالية معقدة ومركبة، ولقد شهدت المجتمعات العربية نمو هذه الظاهرة وبأشكال صادمة بالتزامن مع التحولات السياسية العربية وما رافقها من انتشار واسع لوسائل الإعلام، ما يشير بشكل مباشر وغير مباشر لحجم الاستثمار السياسى فى الإعلام، الأمر الذى يشكل الفضاء الاجتماعى والثقافى لانتشار خطاب الكراهية بين الخصوم والفرقاء، الأمر الذى خلق حالات متعددة من الاستقطاب.
لذا أقترح الآتى لمواجهة خطاب الكراهية الذى تمتلئ به صحافتنا ومواقعنا الإلكترونية:
أولًا: طرح مبادرة أخلاقية عربية جامعة تتصدى لمسألة تغطية الموضوعات ذات الأبعاد القومية والدينية، وتجيب عن أسئلة مركزية حول حدود الحرية وحدود احترام الأديان والجوار من أجل توفير تغطية أكثر نزاهة وإنصاف ومهنية للقضايا والصراعات ذات المضامين القومية والدينية.
ثانيا: إنشاء مراصد مهنية تتابع وتراقب خطاب الكراهية والتحريض على وسائل الإعلام المحترفة، وإصدار التقارير الدورية، مع نشر ثقافة التحقق من الأخبار وسط الجمهور والتعريف بأدوات نقد المحتوى الإعلامى وتمكين الجمهور منها.
ثالثا: إدخال «التربية الإعلامية» إلى النظم التعليمية فى العالم العربي، وهى التربية التى يتعلم من خلالها الأفراد التعامل مع وسائل الإعلام، ويتعلم من خلالها الأفراد فهم الإعلام وآليات الإخبار، كما يتعلم من خلالها الأفراد تقييم الإعلام ونقده وطرح الأسئلة حول الأخبار ومصادرها، كذلك المشاركة فى إنتاج المحتوى والتفاعل معه. 
رابعًا: ضرورة وضع ميثاق أخلاقى عام وقواعد مهنية فى تعامل الصحافة ووسائل الإعلام مع المحتوى الذى ينتجه الجمهور، بعيدا عن «السبق الإعلامى» الذى يعد مبررا وذريعة لكل التجاوزات التى تتورط فيها وسائل الإعلام.
خامسا: التدريب النوعى الذى ينشد «المهنية» على أسس متينة، فتحصين الإعلام كى لا يتحول إلى منصة لخطاب الكراهية، وكى لا يتحول الصحفى فيه إلى مجرد «ساعى بريد» لنقل رسائل الإرهابيين والمتطرفين تتمثل بالارتقاء بالمهنية واستقلالية الإعلام.
سادسا: ضرورة الارتقاء بالثقافة الإعلامية بدءًا من تغيير الثقافة السائدة فى غرف الأخبار، ووصولا إلى إنتاج ثقافة جماهيرية متوازنة بعيدًا عن الإسفاف أو التطرف والإكراه، ثقافة تحترم التعددية والتنوع وتغرس قيم التسامح وتخلق مقاومة ذاتية ومناعة مجتمعية ضد خطاب الكراهية.