الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الأزمة القطرية تكشف الوجه الإرهابي لأمريكا والغرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرئيس الأمريكى ترامب كشف عن وجه وسياسة أمريكا...الرجل واضح وصريح لدرجة أنه سجل فى حوارات ما قبل التتويج رئيسًا سياسته أو ما يؤمن به من أجل أمريكا ومستقبلها. الرجل ومن خلال تغريدات أو حوارات بمؤتمرات حدد هدفه بضرورة أن تتحمل دول الخليج فاتورة حمايتها وقال حرفيا لولا أمريكا ما كانت تلك الدول، وعليهم أن يدفعوا لنا. 
ذهب الرئيس الأمريكى إلى الرياض وحضر اجتماعات القمة الأمريكية العربية الإسلامية، وسوق لأفكاره وعاد إلى أمريكا حاملا معه شيكًا وعقودًا مالية ضخمة.
ترامب كتب ونشر الأرقام، وبررها بأن هذا السلوك يعنى وظائف جديدة للأمريكان. هذا هو المشهد الأول وتداعت الأحداث، حيث تقدم أمريكا نفسها للعالم على أنها قائد الدول فى محاربة الإرهاب، وتسوق لهذا المفهوم بين الشعوب والحكومات، والإعلام الغربى يتابع وينفخ فى تلك الصورة، بالطبع الدول الغربية أيضا تنتهج هذا السلوك وعادة ما تقوم أمريكا والغرب بوضع إستراتيجية محاربة الإرهاب وحدها دون تدخل من غيرها، وتبقى على مشاركة الآخرين فى جزء من العمل المشهر كدليل على مشاركة الأسرة الدولية لخطط الغرب، بالطبع معظمنا يعلم أن الغرب يتلاعب بورقة التطرف والإرهاب، حيث اتضح أن أمريكا والغرب على علاقة وثيقة بتلك التنظيمات، وتعلم جيدا مصادر التمويل والتجنيد وكل ما فى ملفات دعم تلك التنظيمات، وعادة ما تبدأ أمريكا والغرب مراجعة سلوك تلك التنظيمات، فيما لو أن هناك تجاوزات من جانبها تجاه أمريكا والغرب وإسرائيل، وعادة ما نفاجأ بأن كل الأموال التى تخدم التطرف فى بنوك أمريكا ويمكنها تجميد هذه الأموال، هذا العنوان الذى يفضح الغرب وأمريكا تحديدا، حيث يؤكد أن أمريكا تتعامل مع الإرهاب وفقا لمصالحها ورؤيتها، بينما سلوكها الظاهر ما هو إلا ترطيب أجواء ولحفظ ماء الوجه بعد قمة الرياض. 
ترامب انحاز إلى وجهة النظر العربية بضرورة امتناع قطر عن تمويل الإرهاب بكل صوره، ووقف المساندة الإعلامية بكل الأشكال من قنوات الجزيرة.
وسمعنا التصريحات الرسمية المساندة لوجهة نظر الرباعية العربية، وهذا سلوك متوقع من دول غربية تدعى أنها تحارب الإرهاب والتطرف حماية للإنسانية، وبمرور الأيام شاهدنا مواقف مؤلمة من جانب الغرب وتأكدنا أن الغرب ما هو إلا مجموعة من الدول الراعية للإرهاب، حيث لم يشكل اتفاق إيران وتركيا فى مساندة قطر فى مواجهة قرارات الرباعية العربية ضد قطر أى انزعاج غربى، ولا بعد أن اتجهت تركيا إلى إرسال قوات من جيشها لحماية الحكومة القطرية. 
بل وجدنا الدول التى تدعى الحرب ضد الإرهاب تضغط على الرباعية العربية لتغير قراراتها الحاسمة والمدرجة كحماية لشعوبها، وهى التى أطلق عليها معاقبة السلوك الخاطئ لحكومة قطر بشأن تمويل ومساندة الإرهاب فى تلك الدول. 
الرئيس الأمريكى وبعد أن حصل على شيكات السعودية وجد نفسه فى موقف صعب بين الانحياز للرباعية وللعالم ولضحايا الإرهاب وتأييد الدعوة لتغير سلوك قطر أو الانحياز للمراوغة القطرية تحت عنوان حل المشاكل فى إطار إقليمى خليجى. بالطبع أمريكا تحمى قطر وترعاها، ما يعنى أنها على دراية بكل خروقات الحكومة القطرية وسلوكها.. الآن انكشفت الأدوار.. ترامب تراجع عن سلوكه الرافض لقطر ووزير خارجيته ساند الدوحة أثناء وجوده هناك وتقديمه مساندة لها باتفاق حول مصادر التمويل وأعتقد أن ألمانيا وفرنسا تسلكان نفس السلوك المزدوج. 
فى أزمة قطر مواقف الدول كشفت عن سلوك مزدوج ما بين محاربة التطرف والإرهاب وأيضا مساندته للنيل من مجتمعات أو استخدامه كورقة ضغط لتحقيق أهدافه ومصالحه.
الرباعية العربية بدورها استشعرت المواقف المتناقضة والسلوك المرتبك للغرب ولأن ضحايا إرهاب الحكومة القطرية بسلوكها الداعم للإرهاب هم من شعوب تلك الدول، لذا هناك تصميم على السير قدمًا فى التمسك بضرورة تنفيذ قرارات الرباعية من جانب قطر فى الوقت الذى تطبق قطر أسلوب إسرائيل فى مفاوضاتها مع الرباعية باعتمادها على تمزيق تماسك الرباعية والتراجع نتيجة الضغوط الدولية. 
ما لا يعرفه قادة قطر أن تلك الموقعة كشفت بوضوح للعالم عن أسماء الدول المحرضة والمساندة للإرهاب بكل الصور، والقائمة تشمل كل من يساند الحكومة القطرية فى موقفها الرافض لمنع تمويلها للإرهابيين، إنذار الرباعية لقطر كشف الرعاة والمساندين من خلف الستار والرئيس السيسى بدوره هو أول رجل دولة يكشف أمام العالم المتورطين فى قتل الشعوب، ولفت أنظار العالم على أنواع المساندة المقدمة للإرهابيين وقد كانت تصريحاته بمثابة مصيدة لاصطياد رؤوس الرعاة لهذا النوع من طرق قتل البشر. 
أمريكا انكشف دورها وبالتأكيد هى هنا لا تهتم إلا بمصالحها فقط وتقدم لنا بيانات عزاء أو إدانة قيمتها لا تساوى الورق المكتوب عليه.