الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نصف الحقيقة الغائب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن فى مصر نصدق نصف ما يقال لنا ونكذب النصف الآخر، خاصة إذا كان من الإعلام الرسمى، وأكبر دليل على ذلك سلسلة الكاتب الساخر أحمد رجب ورفيقه الكاريكاتير مصطفى حسين على صحفات جريدة «الأخبار» اليومية، «لا مساس» بمعنى لو الحكومة قالت لا مساس لأسعار الكهرباء تبقى الكهرباء هتغلى، لو قالت لا مساس بأسعار البنزين يبقى البنزين هيغلى... وهكذا، ونحن الآن يقال لنا إن قطر دولة راعية للإرهاب فى جميع أنحاء الوطن العربى فى سوريا ومصر وليبيا والبحرين.. إلخ ونحن نصدق ذلك بنسبة ١٠٠٪؛ لأنه أصبح شبه متواتر والأدلة أصبحت كالشمس فى كبد النهار، ولكن ما نصدق نصفه ونكذب نصفه أن هذه هى الحجة التى من أجلها انتفضت الدول الأربع، وقد جاء البيان القطرى على مطالب الدول الأربع «مخيبًا للآمال»، ولكن من وجهة نظر البعض أنه رد منطقى؛ فمثلًا مطالبة قطر بعدم دعم الجماعات الإرهابية، ردت قطر وقالت: «لسنا وحدنا من يدعم الجماعات الإرهابية».. وعلى سبيل المثال فالحكومة السورية ليلًا ونهارًا على مدار ست سنوات تتهم السعودية أولا ثم قطر وتركيا فى دعم الجماعات الإرهابية التى تعمل على تدمير الدولة السورية، كما أن الكونجرس الأمريكى بالإجماع وافق على قانون «جاستا» الذى يدين الحكومة السعودية بدعم الإرهاب.
قطع العلاقات مع إيران، ردت قطر وقالت: «الإمارات والكويت وعمان لها علاقات تجارية ودبلوماسية أقوى من قطر». وللعلم يوجد أكبر حقل غاز طبيعى فى الخليج على الحدود المشتركة بين إيران وقطر، ويتم اقتسام وإدارة الحقل من جهة الحكومتين القطرية والإيرانية.
وحتى لا أطيل عليكم؛ فإن الرد القطرى منشور لمن يريد أن يرجع إليه، والحقيقة التى نعلمها ونريد أن يطلع عليها القارئ العزيز أن دويلة قطر تقوم بدور «صهيو أمريكي» فى المنطقة، وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلى «إيرل كوهين»، بأننا جعلنا قطر وزير خزينة الإرهاب، بمعنى أن حروب الجيل الرابع تقتضى عملاء وخونة يدمرون أوطانهم وهم جماعات الإسلام السياسى المجرمة «داعش، والنصرة، والإخوان..» وغيرها من مسميات، فهذا متوافر فى المنطقة بفضل انتشار الفكر التكفيرى فى أوساط الشباب، ويحتاج إلى مال ودعم للإنفاق على جماعات التخريب التى تقتل أوطانها بأيديها، كما رسمه المخططون أعداء الوطن العربى وعلى رأسهم (أمريكا وإسرائيل)، وهذا المال متوافر عند العرب الخليجيين وتم تجنيد قطر للقيام بدور الممول لهذه الجماعات، وهذا الأمر يحتاج إلى كتابة مجلد عن الدعم القطرى للجماعات الإرهابية فى سوريا ومصر وليبيا.. وغيرها. أما بالنسبة للمطلب الثالث، وهو إعلام يزيف للناس الحقائق، وتحويل المجتمع بالتضليل إلى مجتمع متفرج يقبل ما يطرح عليه ويسلبه وعيه ويخضعه لمآرب سارقى الأوطان والأحلام، وهذا دور قناة «الجزيرة» القطرية، وحتى يعلم القارئ أن أول من اقترح على أمير قطر إنشاء قناة «الجزيرة» هو اليهودى «جين شارب»، صاحب كتاب «حرب اللاعنف» أحد أصحاب نظرية الجيل الرابع من الحروب، وقال سوف نحتل الوطن بأيدى أبنائه، وكل من انشق عن قناة «الجزيرة»، كـ «جمال إسماعيل، وتيسير علوني» كتبوا عن الدور المخابراتى لقناة «الجزيرة» وكاتبة لبنانية كانت من فريق قناة «الجزيرة»، ألفت كتابًا عن قناة «الجزيرة» شديد الخطورة، وهو كتاب «الجزيرة ليست آخر المطاف»، والكثيرون تحدثوا عن أن إسرائيل هى التى ترسم سياسة قناة «الجزيرة» حتى تكتمل منظومة الجيل الرابع من الحروب «(١) خونة يدمرون أوطانهم بأيديهم (٢) أموال تنفق عليهم للتدريب والتسليح والإعاشة وجذب مغفلين جدد تحت مسميات دينية (٣) إعلام مضلل يزيف الحقائق ويسلب الشعب إرادته فيقبل ما يملى عليه من هذا الإعلام، ثم قالوا فيستيقظ الوطن بعد ذلك ميتًا».
إذن قطر أداة من أدوات الاستعمار فى المنطقة وداعمة للإرهاب بإذن أسيادها «إسرائيل وأمريكا»، ولذلك هى متعجرفة فى الرد على مجموعة الأربعة، والذى تغير هو رئيس أمريكا بدلًا من أوباما الداعم لقطر، ولحظة تفتيت المنطقة جاء ترامب ورأى أن أوباما إخفاقاته أكثر من إنجازاته وربما فشل أو تأخر مشروع تفتيت المنطقة، وذلك لسببين رئيسيين، أولًا بفضل ثورة ٣٠ يونيه التى أصابت المشروع فى مقتل، وشهد بذلك الأمريكان أنفسهم لأنها أطاحت بعملاء الأمريكان من حكم مصر «الإخوان»، والسبب الثانى هو صمود الجيش العربى السورى على مدار ست سنوات أمام تحالف تقوده أمريكا ومعها ٤٠ دولة، وهذا الأمر أبهر وزير الدفاع الصينى وقال: «نحن نعكف على دراسة إدارة الجيش السورى للحرب على مدار ست سنوات، ولم ينهر». وهذا الأمر جعل أمريكا تتدخل بكل قواتها إلى جانب الأكراد لتحقيق انفصال إقليم كردستان الشمالى عن سوريا، فهذان السببان هما ما أجلا أو أفشلا مشروع التقسيم إلى حين، وبالتالى دور الجماعات الإرهابية انتهى ودور تركيا وقطر انتهى، وقد حاول ترامب المزيد من الضغط على قطر ولكن تصدت له المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية، كما أنه حاول تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ولكنه فشل؛ لأن المخابرات والخارجية وقفتا ضده؛ لأن ترامب عاجلًا أو آجلًا سوف يرحل ولكن عملاء أمريكا وأدواتها فى المنطقة باقون، ويجب الحفاظ عليهم، ولذلك سوف تنتهى أزمة قطر مع الدول الأربع إلى اللا شيء.
وهناك أمر آخر أظن أنه مؤجل، وهو اختفاء قطر كدولة؛ لأن بها أكبر احتياطى غاز فى المنطقة.. وللحديث بقية.