قبل أكثر من ثلاثة عقود اتخذت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين قرارا بحظر التطبيع بكل أشكاله وصوره مع دولة إسرائيل.
ومن وقتها اكتسب مصطلح التطبيع دلالات سياسية تعبر عن كبيرة الكبائر التى ترتكب فى حق القضية الفلسطينية.
ولأن قرار حظر التطبيع مع الكيان الصهيونى استخدم من قبل الصحفيين اليساريين لتشويه منافسيهم فى المواسم الانتخابية، فإنه لم يتم تطبيقه بجدية منذ صدوره، وفى معظم الحالات استغله الناصريون والماركسيون لإطلاق الأكاذيب، وإلصاق تهمة التطبيع بصحفيين قرروا خوض انتخابات مجلس نقابتهم.
اليوم تشن جماعة الإخوان الإرهابية حربا ضروس ضدنا، وأيقنا جميعا أن أعضاءها حتما وبحكم عقيدتهم ليسوا مصريى الهوية والانتماء، الجماعة إذن عدو واضح تماما كما إسرائيل، وفرعه فى الدوحة بقيادة تميم وقبله والده يعرض نفسه عبدا خادما لنزوات تل أبيب.
على هذا ليس أقل من أن يقود نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة، حملة لحث الجمعية العمومية على اتخاذ قرار يحظر التطبيع مع العدو الإخوانى، وستجد هذه الحملة مئات الصحفيين الذين يتضامنون معها، بل ويعملون من أجل إنجاحها.
التطبيع مع الإخوان، عمل من أعمال الإرهاب، والتوافق معهم سياسيا أو الانضمام إلى صفوفهم يرقى ليكون عملا عدائيا ضد الوطن، وعلينا أن نتحلى بشجاعة القول إن كل ذلك لا يمت لحرية الرأى والتعبير بصلة، فبسم هذه الحرية، استباحت قنوات الجماعة الإرهابية حرم نقابة الصحفيين واخترقته، لتمارس أقذر وقائع العهر الإعلامى، ومرتكب تلك الرذيلة معلوم للجميع، ومع ذلك لم تطاله يد القانون رغم وجود شكاوى ضده، الشطب من جداول عضوية الصحفيين، أقل عقوبة يجب أن ينالها كل من يقف فى معسكر الجماعة.
كل من وقف على سلم الصحفيين رافعا شعارات الإخوان ومرددا أكاذيبهم قبض الثمن، والدليل فى ذلك الصحفى اليسارى أبوالمعاطى السندوبى، الذى كنت أظنه أنقى من فى اليسار المصري، يقول ما يرى بشجاعة دون أن ينتظر المقابل، إلى أن ظهر بصوته عبر الهاتف مع «الخنزير» الإخوانى محمد ناصر، على قناة «مكملين» الإرهابية، مؤكدا انضمامه لما يسمى بـ«الجبهة الوطنية المصرية» التى دشنتها الجماعة وقوادها أيمن نور الأسبوع الماضى، وليقول إن خلافه مع الإخوان سياسى كونه رجلا يساريا.
أى أن السندوبى لا يعتبر كل ما ارتكبته هذه الجماعة من جرائم إرهابا، وارتضى الظهور مع الخنزير ناصر الذى دأب على التحريض ضد ضباط الجيش والشرطة والقضاة والحث على إراقة دمائهم.
جريمة السندوبى الذى كنت أحسبه نموذجا يكاد يكون وحيدا للمعارض الشريف، تؤكد أن كل من يقفون مع الإخوان فى صف واحد هم عملاء وممولون.
ومثل أبوالمعاطى هناك صحفيون آخرون يطلون على شاشات القنوات الإرهابية المذاعة من تركيا يسبون ويلعنون الدولة المصرية، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم من اليسار المصرى المطبع مع العدو الإخوانى.
لم يعد هناك وقت لنقيم وزنًا لابتزاز الإخوان اليسارين لنا نحن غالبية الجماعة الصحفية، عندما يسخرون من تأييدنا للدولة وتعتبر التفافنا حول الجيش والشرطة نفاقا.
بات واجبا علينا مواجهة هؤلاء ومنع كل نشاط عدائى يستهدف الدولة، ولا أغالى إذا طلبت وضع قائمة بأسماء المطبعين مع الإخوان والداعين لهدم الدولة ومنعهم من دخول النقابة حتى كضيوف، وأول تلك القائمة السفراء إبراهيم يسرى الرئيس الشرفى لجبهة الإخوان، وقوادها أيمن نور، وعبدالله الأشعل ومعصوم مرزوق والدكتور المقزز يحيى القزاز، والأفوكاتو خالد على والمخرف كمال خليل، اللذين يحتفى الخنزير محمد ناصر بتغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعى يوميا.
لكن قبل قائمة المنبوذين ماذا عن عضوية رواد التطبيع مدفوع الثمن والمقيمين بين الدوحة وأنقرة ولندن، أبرزهم: سليم عزوز ووائل قنديل؟.
Alielfateh25372@yahoo.com