قطر الآن تطالب المجتمع الدولى بالتدخل لحمايتها من العقوبات الرباعية، بل تعاقدت مع مكتب محاماة دولى للبحث فى تعويضات للمتضررين من القطريين أفرادًا أو شركات نتيجة العقوبات التى اتخذتها الدول العربية الأربع.. هذا الموقف أقل ما يوصف به أنه موقف هزلى بامتياز، فمن المفترض أن نطالب بمحاكمة الحكومة القطرية على ما ارتكبته من حوادث إرهابية سقط خلالها مصريون ضحايا لإرهاب تأكد أن الحكومة القطرية تقف وراءه، مساندة ودعمًا له بالمال والسلاح والأشخاص.
بالتأكيد لو أعدنا الاستماع إلى تصريحات المسئولين القطريين مرة أخرى لتأكدنا أن الحكومة القطرية تقف وراء الإرهاب فى سيناء وليبيا والعراق وسوريا والسعودية والكويت.. قطر على علاقة طيبة بالمتطرفين، وتقيم تعاونًا واضحًا معهم، وتمدهم بالسلاح والأموال، ولدينا تأكيدات بشأن علاقة الدولة القطرية ليس فقط بالإخوان بل بالمجموعات الإخوانية المسلحة، وعلى علم بأدق تفاصيل العمليات الإرهابية، وبث شرائط تلك العمليات على قنوات قطر تأكيد لتلك العلاقة، إذن حاكم قطر هو المسئول عن الدماء المصرية التى اختلطت بأرض الوطن من القوات المسلحة والشرطة والخدمة المدنية.
الحكومة القطرية مسئولة أيضا عما نتج من مشاكل من العمليات الإرهابية، وما ألحق بالأسر المصرية من ألم بعد فقدان الأب أو الابن، بشكل عام قطر يجب أن تحاكم أمام الجنائية الدولية لارتكابها جرائم ضد الإنسانية والعروبة والإسلام، وعلى الحكومات العربية المتضررة من إرهاب الإمارة أن تبدأ فى مقاضاة قطر رسميا.
موقف قطر باللجوء للمحاكمات والتعويضات من الرباعية فكرنى بطرفة «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى»، أسأل القيادة القطرية.. ألم تنظروا إلى البيوت التى كساها السواد بعد أن تعرض عائلها للموت نتيجة العمليات الإرهابية المدعومة من الحكومة القطرية؟ ألم يتحرك ضمير تميم عندما كانت الأنباء تحمل خبر ذبح المواطنين وقتلهم بوحشية على يد الخونة والإرهابيين المدعومين من حكومة قطر؟ كنت أسأل نفسى أين العروبة؟ وأين الإسلام؟ وأين الأخلاق فى السلوك القطرى فى التعاطى مع مشاكل العالم العربى؟
بالطبع، الحكومة القطرية كانت لها مساحات تلعب فيها بحرية، بالاتفاق مع الأمريكان بعد بدء تغييرات الربيع العربى، ولكن يونيو مصر- السيسى أسقط عرش الطاووس، وأعاد قطر إلى حجمها الطبيعى، وحرق كل خطط تمزيق العالم العربى، وحمى الأوطان السيسى بكشف الوجه القبيح للحكومة القطرية، وقدم للعالم الوثائق التى تدين ممارساتها فى مصر وغيرها.
قطر الآن تبحث عن القانون الدولى وهى لم تحترمه، وتبحث عن الاستقلال وقد ضربته بتدخلها السافر فى شئون الدول العربية الجريحة من الربيع العربى، الآن قطر تطلب رحمة الرباعية، وتطالب بأن تكون العقوبات وفقا للقانون الدولى، وهى التى لم تحترم أى مواثيق دولية معترف بها، بالطبع المجتمع الدولى وبعد صرخة السيسى ضد قطر أدرك أن الحكومة القطرية من خلال سلوكها المؤيد للإرهاب والداعم له أمر لم يعد مقبولا، ويا سبحان الله الإعلام القطرى الآن بدأ التلويش مع إعلام الرباعية، إنهم الآن يطالبون بالالتزام بقيم العمل الصحفى و«الجزيرة» التى عاندت وخاصمت كل تلك القواعد وداست عليه عندما فتحت استوديوهاتها لأشخاص عملهم محدد فى حرق الأوطان تحت اسم معارض، الإعلام القطرى هو الذى لعب وما زال دور التحريض والتخطيط والمساندة لمعظم العمليات الإرهابية التى حدثت على أراضى العالم العربى ضد المواطنين الأبرياء الآن يشكون ويطلبون الرحمة فى التعامل مع الموقف.
الدرس قاس جدا للحكومة القطرية... أنا أسأل الأمير تميم ماذا كنت ستفعل لو أن الإرهاب ضرب بلدك وتأكدت أن دولة ما تساند العملية وتأكدت صوتًا وصورةً؟ بالطبع سيكون قرارك الحرب دفاعا عن بلدك وشعبك، وهذا هو موقف الرباعية قيادات تحمى الشعوب، ولو كنت بالفعل ترغب فى العودة عربيا عليك ألا تعتمد على الوقت لعمل انقسام بين الرباعية بتدخل أطراف دولية للتأثير، الأمر الآن واضح، مشكلة الحكومة القطرية مع الشعوب وليس القيادات، والعالم أدرك أخيرا أن قطر ضليعة فى العمليات الإرهابية فى العالم العربى، ويجب أن تعاقب، وهى المرة الأولى أن يكون هناك تصميم على العقاب، بالطبع هناك أطراف أخرى متورطة فى دعم الإرهاب فى مصر وتقديم أنواع من المساندة للمتطرفين، والرباعية اصطادت الرؤوس الكبيرة الآن، وبدلا من الصراخ القطرى للعالم، عليهم أن يعودوا لرشدهم ويتخلصوا من الموقف المخزى لهم بمساندة قتل المواطن المصرى، وإلحاق الضرر بأمن وسلامة المواطن فى الدول الأخرى.
ممارسات الحكومة القطرية تكشف عن حقد موروث ودفين داخل قلوب وعقول النخبة الحاكمة هناك، وهذا هو السبب المؤكد وراء هذا السلوك العدوانى تجاه تعريض أمن الدول للخطر.
على قطر أن تعيد النظر فى سياستها فى الاستقواء بتركيا وإيران وإسرائيل، هذا أمر يترجم حقيقة قطر فى الموقف والموقع الخطأ، ما يهمنى أن شعب قطر الشقيق يتفهم أن أمن الشعوب العربية مهم، والأخوة تحتم على الجميع احترام حياة البشر.