اللى بيحصل لـ«دميم» وأمه واللى جايبينه ما هو إلا تخليص حقوق بيخلصه رب اسمه الحق العدل، فاكرين من فترة طويلة كتبت عن «قطر بنت ترابتت تييت»، وقلت يا موزة افتكرى كلامى إنت والننوس، قريب قوى هتركبوا الزحليقة ومش هتلاحقوا على الخوازيق، ده وعد، وهيحصل أهو دلوقتى بتشربوا لبن حمير، يالا كله نهييق ابتدوا، ومن تانى هقول اللى ييجى على مصر عمره ما يكسب أبدا، وبنشوف فيه وبنسمع مصر محفوظة لأبد الآبدين.. سكت الكلام.
ما زلت أواصل البحث قدر المستطاع، وتجميع خيوط المؤامرات التى تمت، والبعض منها لا يزال متواصلا على ألسنة الغرب والأعداء من تصريحات ومذكرات وكتب ومقالات، حتى ندرك حجم الكارثة، وما كان مقدر لنا لولا عناية الله وحفظه مصر، وحتى نبقى على درجة عالية من الحيطة والحذر واليقظة لكل ما يحدث أمامنا.
- صدر مؤخرا كتاب لباحث إسرائيلي، وخطورة الكتاب فى كل ما تناوله من معلومات بغض النظر أننا قد لا نصدق كل ما يتم قوله، كما عهدناهم أهل كذب وخداع، ولكن علينا أن ندقق قليلا فى الخطوط العريضة لما تم التحدث عنه، على سبيل المثال:
١- إن مشكلتهم مع مصر ليوم الدين وتظل مصر الفزّاعة التى تبث الخوف والرعب فى قلوبهم.
٢- الجيش المصرى هو البعبع الرئيسى لهم. ٣- إن جمال عبد الناصر كان شوكة فى عنق الكثيرين، ومحاولات تشويهه حتى الآن متعمدة، فقد وقف فى وجه الجميع، ولم يخش أحدًا.
٤- محاولة فرض السيطرة فى المنطقة لإثبات الوجود.
٤- خلق قضايا وهمية للنجاح فى التخريب والتقسيم «كالشيعة والسُنّة» و«الحوثيين والثوار»، و«المسيحيين والمسلمين».
٥- محاولة السيطرة على جنوب مصر.
٦- السيطرة على ملف مياه النيل والتحكم فى مقدرات مصر.
- «رونين برغمان» الباحث فى معهد «يافى» التابع لجامعة تل أبيب الصحفى المختص بشئون المخابرات الإسرائيلية وأحد أبرز منفذى العمليات الاستخباراتية قام بنشر كتاب بعنوان «محيطنا والبحث عن حلفاء»، وقد ذكر فى كتابه «يوسى الفير» الذى كان ضمن وحدة خاصة للجيش الإسرائيلى، وتم تكليفه عام ١٩٦٠ بمهمة استخباراتية بالتعاون مع «الشين بيت» و«الموساد» جاء على لسانه: «تفقدت المعدات المحمولة فى الطائرات الإسرائيلية فى قاعدة هارنوف الجوية، وتأكدت من خلو الحمولات من أية علامة تشير إلى إسرائيل أو جيش الدفاع، وكانت الطائرات مكلفة بإلقاء حمولتها من السلاح إلى جهة لا يعرفها إلا بعض مسئولى المخابرات، فقد كانت عملية بالغة السرية، كانت اليمن تشهد فى تلك الفترة حربا شعبية بين الشيعة الزيديين «الحوثيين» من جهة وبين الثوار الجمهوريين من جهة أخرى، وكان السعوديون يدعمون الشيعة، أما المصريون والروس فكانوا يدعمون الثوار الجمهوريين، ولم يكن السعوديون يهتمون بدعم الشيعة بمقدار رغبتهم فى تثبيت حكمهم ونفوذهم فى اليمن، فى مواجهة الحلف المصرى الروسى، طلب السعوديون الدعم من بريطانيا، وأرسل البريطانيون وحدات جوية خاصة من وحدة «SAS»، وطلب البريطانيون الدعم من إسرائيل، كان ممثل الشيعة الزيديين هو «الإمام بدر» اتصل مباشرة بالموساد فى أوروبا، ثم حضر إلى إسرائيل فى زيارة، وبعدها كانت العملية السرية التى أنجزتها الطائرات الإسرائيلية فى ١٤ طلعة جوية لإسقاط الأسلحة لأنصار «الإمام البدر»، وكانت الطائرات تقلع من مطار «هارنوف» إلى اليمن، وتسقط السلاح من ارتفاع ٣٦٠٠ قدم، وكانت المهمة هى التأكد من سقوط الأسلحة فى الأماكن الصحيحة، ولذلك أرسل الموساد عميلين لمتابعة ذلك بالتنسيق مع المخابرات البريطانية، أحد هذين العميلين مرض فانسحب، وقام الثانى بمتابعة العملية، وكان كل شيء يسير بنجاح، وكان التنسيق بين السعودية وبريطانيا وإسرائيل ناجحا، وقاد تلك العملية «ناحوم أدمونى» الذى أصبح رئيسا للموساد فى الفترة بين «١٩٨٢-١٩٨٩»، قليلون فى السعودية يعرفون تدخل إسرائيل فى اليمن، ويعرفون تأثير هذا التدخل فى المعركة».
ويواصل «يوسى الفير» قوله: «إن هدف تلك العملية فى اليمن هو هزيمة الجيش المصرى، فقد كنا نعرف أن هناك حربا قادمة بيننا وبين المصريين، وكنا نعرف أن مصر بجيشها أكبر خطر يهدد دولتنا، وقد استفاد الموساد من توثيق العلاقة بين بريطانيا والسعودية، بالإضافة إلى غنائم السلاح المصرية فى حرب ١٩٥٦، وقد تم إلغاء عملية عسكرية لضرب المطار المصرى فى اليمن حتى لا تنكشف خطتنا القادمة بضرب المطارات المصرية ١٩٦٧، وكان هدف المشروع الذى أرساه «بن جوريون» ورئيس الموساد الأول «رؤفين شيلوح» المحافظة على قوة الردع الإسرائيلية، وتفكيك العالم العربى العدائى حولنا، وتدمير أسطورة الجيش المصرى، والرد على شعار «إلقاء اليهود فى البحر»، وكان ردنا فى الكتاب، لسنا وحدنا، وكان المشروع يرسخ فكرة تكثيف جهود الاستخبارات فى العالم العربى، وتناول الكتاب لقاء رئيس الموساد «دافيد كيمحى» مع «المُلا مصطفى البرزانى» فى العراق ١٩٦٥.
ويواصل الكاتب قائلا: «إن العرب يرون تواجدنا فى جنوب السودان وإثيوبيا تهديدا لأمنهم المائى، لأجل ذلك يجب أن نشعرهم دائما أننا تحت جلودهم، حتى نجبرهم على السلام معنا، ويجب أن نشعرهم بأنهم غير قادرين على هزيمتنا عسكريا، وأهم ركيزة لتحقيق ذلك هى الاستخبارات، ففى عام ١٩٥٨ تم توقيع اتفاق سرى بين أنقرة وإسرائيل بين «بن جوريون» و«عدنان مندريس»، وفى عام ١٩٥٥ تم تكوين حلف «سيناتو» بين بريطانيا وباكستان وإيران والعراق، اجتمعوا جميعهم فى أواخر ١٩٥٨، ووجهوا أجهزة مخابراتهم لمكافحة نفوذ «جمال عبد الناصر» والسوفييت، ووقعنا مع أمريكا «حلف الناتو» لوقف النفوذ السوفييتى فى الشرق الأوسط، ولذلك موّلت أمريكا بناء طابقين للمخابرات الإسرائيلية فى «تل أبيب»، الأسفل باللون الأزرق للشئون الإيرانية، والعلوى باللون الأصفر للشئون التركية، وهناك غرفة مؤتمرات كبرى فى الطابق الثانى، اعتاد رؤساء المخابرات الثلاث الاجتماع فيها أواخر الستينيات، وصولا إلى ثورة الإمام «الخومينى١٩٧٩»، وقد حضرت بنفسى بعض هذه الاجتماعات، والتقيت مع رئيس «السافاك» الإيرانى «نصيري» رئيس مخابرات الشاه، وفى عام ١٩٥٩ اجتمع رئيس الاستخبارات الإسرائيلية «حاييم لاسكوف» فى إسطنبول مع رئيس الجيش التركى، كنا نتبادل المعلومات عن الصواريخ الروسية، دربنا قوات إيرانية، وبعنا لهم السلاح، وقامت إسرائيل بدور الوسيط بين إيران والشيعة فى جنوب لبنان، فقد أوصلنا لهم الأسلحة الإيرانية ١٩٥٨ لمواجهة حلف عبدالناصر، وكنا نمد أكراد العراق بالسلاح لإنهاك الجيش العراقى، وقد دعم الموساد التعاون مع الأكراد، واعترضت على خطة قدمها الأكراد تقضى بتدمير سدّين مائيين فى شمال العراق، وقد تم إيقاف العملية لما لها من آثار بيئية كارثية سوف تدمر بغداد تماما، وقد قمنا بمساعدة الثوار المسيحيين فى جنوب السودان ١٩٦٠، حيث قام رئيس الموساد «دافيد بن عوزيل» وأرسل ٣ عملاء للموساد إلى جنوب السودان لتدريب المنشقين، وأمددناهم بالسلاح، وفوجئ «النميري» بهزيمة جنوده، وبالتأكيد نتج عنها انفصال المسيحيين ٢٠١١ فى دولة جنوب السودان.