الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أردوغان يتدخل فيما لا يعنيه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تركيا رجب طيب أردوغان ليست بلدًا ديمقراطيًا، وعندى أمثلة كثيرة أختار منها واحدًا، فقد هددت حكومته برفع قضية فى المحاكم على «تويتر»، لأن أحد الذين يكتبون رأيهم فيها يهاجم الرئيس أردوغان وسياسته المتطرفة، هذه ديمقراطية على الطريقة «الأردوغانية».
أهم مما سبق أن أردوغان وبّخ الدول العربية الأربع التى قطعت العلاقات مع قطر وأعطتها مهلة لتلبية طلبات محددة أو تزداد المقاطعة، هو يتدخل فى أمر لا يعنيه، وبما أن الدول العربية اعترضت على وجود جنود أتراك فى قطر فهو قرر أن يرسل مزيدًا من الجنود إليها، وهذا قبل أن يسأل قطر ما إذا كانت تريد ذلك، لمعلومات الرئيس الغافل، الدول العربية المعنية قالت فى كل موقف لها من قطر إنها لا تريد تغيير النظام.
قطر لا تحتاج إلى تركيا أصلًا، فهى بلد قليل السكان وثرى جدًا بالغاز، وهى من الدول العشر الأولى فى العالم فى الاستثمارات الخارجية، التى قرأت عنها أنها تبلغ ٣٣٥ بليون دولار، أو ثلث تريليون دولار، هذا يعنى أن إرسال تركيا بضائع غذائية إلى قطر وزنها خمسة آلاف طن مجرد مفاخرة تركية، لأن قطر قادرة من دون منّة أردوغان.
الآن أردوغان يزعم أن موقف الدول الأربع من قطر يعارض القانون الدولي، هو أصبح يتكلم كأستاذ فى جامعة من نوع هارفارد، لو كان يفهم القانون الدولى لما طرد مئة ألف موظف من عملهم وسجن ٥٠ ألفًا، بينهم ١٧٣ صحفيًا، ومن هؤلاء حوالى ٥٠ يعملون لمطبوعات كردية.
هل يعرف القارئ أن أردوغان طرد رؤساء بلديات منتخبين فى شرق تركيا، حيث غالبية السكان من الأكراد، وعيّن أماكنهم موظفين حكوميين؟ ديار بكر هى عاصمة الأكراد فى شرق تركيا، والإدارة التركية الجديدة فيها منعت فرقة مسرحية محلية لأن الأعضاء يؤدون أدوارهم باللغة الكردية.
أغرب من هذا وذاك أن تركيا ستشارك فى قمة العشرين فى هامبورج بين السابع من هذا الشهر والتاسع منه، وأردوغان طلب أن يُسمَح له بمخاطبة الأتراك المقيمين فى ألمانيا (فهى تستضيف أكبر عدد منهم حول العالم كله) فى مهرجان، هو نسى أن حراسه هاجموا متظاهرين غير مسلحين خارج منزل السفير التركى فى واشنطن، عندما كان أردوغان يزور الولايات المتـــحدة، الـــحراس يواجهون تهمًا جنائية بسبب ذلك الحادث، وبـــعض أسمائهم ورد فى قائمة مرافقى الرئيس التــــركى إلى القمة، فكان التعليق الألمانى على ذلك أن الحراس «لن يطأوا أرض ألمانيا فى المستقبل الـــقريب»، وهذا يعنى أنهم سيُمنعون من الدخول خلال قمة العشرين.
أذكّر القارئ بأن برلين منعت وزراء فى الحكومة التركية من مخاطبة الأتراك المقيمين فى ألمانيا فى مهرجانات تهدف إلى تأييد الاستفتاء الذى أجراه أردوغان فى ١٦ نيسان (أبريل) الماضي، لتصبح الرئاسة التركية مسيطرة على الجهازين التشريعى والتنفيذى والقضاء.
الرئيس دونالد ترامب يخطئ يومًا بعد يوم، لأنه ليس سياسيًا محترفًا وإنما هو رجل أعمال، أخطاء أردوغان، أو ما أرى أنا أنها أخطاء، تُرتَكَب عمدًا من رجل مجبول بالسياسة، ولا يمكن أن يدّعى الجهل، مضى وقت كان أردوغان يعدنا بمستقبل أفضل، وانتصر للفلسطينيين فى قطاع غزة، والآن لا يعرف منهم سوى قيادة «حماس».
هو اختار أن يتحالف مع قطر وشعبها دون ٣٠٠ ألف نسمة ضد مصر وفيها مئة مليون نسمة، والمملكة العربية السعودية وسكانها أكثر من ٢٢ 
مليونًا، والإمارات العربية المتحدة والبحرين، أعتقد أنه بدأ يحصد ما زرع.
نقلًا عن «الحياة اللندنية»