الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قصـّة الحمار.. والوزير!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحديث عن رفع الدعم كليا والذى يجرى الإعداد له فى الغرفات المغلقة، إذا كانت أسبابه منع الدولة والاقتصاد من الانهيار، فإن السؤال الذى يجب أن يطرحه أصحاب القرار لأنفسهم لمن تؤمن الأوطان ولمن توجه التنمية ولمن توضع البرامج والخطط؟.
أليس المستهدف بكل ذلك هو الإنسان.. فما فائدة بقاء الدولة وصمودها وعدم انهيار اقتصادها إذا لم يكن جزءًا من مميزات ذلك أن لا يكون شعبها جائعًا ولا مريضًا ولا جاهلًا!!.
وهنا لا يجب أن يفهم أننا ضد أى قرارات من شأنها إصلاح الاقتصاد وأحوال البلاد، وإنما ضد ألا يكون للقرارات ضوابط ومعايير، بحيث لا تؤثر فى «الغلابة» الذين ارتفع عددهم بفعل زيادة الأسعار ليمثلوا أكثر من ٩٠٪ من الشعب!!
ومخطئ من يظن أن للأسعار دينا.. فالدواء الذى من المفترض أن يخفف آلام المرضى، أصبح هو المرض نفسه الذى يصيب المواطن بالجلطة والسكتة القلبية لارتفاع أسعاره بشكل تجاوز سقف الزيادات التى تمت فى الدولار، أو لاختفائه نتيجة توقف شركات كثيرة باحثة عن الربح عن توريده إلى الصيدليات الحرة والمستشفيات ووزارة الصحة، ما يهدد بحدوث كوارث!!
وبمناسبة صدور قرارات رفع أسعار المحروقات وتوقيتها استحضرتنى قصة تحكى أنه كان فى قديم الزمان فى إحدى الممالك الصغيرة، ملك يعشق الصيد فى الغابات، وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس، فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر فى أمر الطقس؛ فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم، ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك.
حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد، وقرر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتى يشاهدا براعته فى الصيد. وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس؛ فقال الوزير: الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى، فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة، وما أن أوغلوا فى قلب الغابة حتى انقلب الجو فجأة، رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة، وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل، وغضب الملك غضبا شديدا، ونقم على وزير الطقس أيما نقمة.
وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان؛ فطرق الباب، فخرج إليه الحطاب، فسأله الملك: لماذا لم تخرج لجمع الحطب؟
فأجاب الحطاب، كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج.
فاندهش الملك وقال: وكيف عرفت ذلك؟
فقال الحطاب: عرفت من حمارى هذا!!
فقال الملك: كيف ذلك؟
قال الحطاب: عندما أُصبح أنظر إلى حمارى هذا؛ فإن وجدتُ أُذنيه واقفتين عرفت أن الجو سيئ، وإن وجدت أُذنيه نازلتين عرفت أن الجو مناسب.
فنظر الملك إلى وزيره وقال له: أنت مفصول.
وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره.. وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس.
ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة!!!
الخلاصة: عندما لا تكون هناك قواعد منطقية يُرجع إليها للحكم على الأشياء، وعندما يعتمد الحكم فقط على الجهل الإدارى والمعرفى، بل والجهل بأحوال العباد.. توقع أى شىء!!