الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

العالم يحتفل غدًا باليوم الدولي للجبال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم غدا باليوم الدولي للجبال 2013 تحت شعار "الجبال : مفتاح لمستقبل مستدام"، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت القرار 245/ 57 في عام 2002، واعتبار يوم 11 ديسمبر يوما دولياً للجبال، وتم أول احتفال به في عام 2003. وهو فرصة لخلق الوعي حول أهمية الجبال في الحياة، وتسليط الضوء على الفرص والمعوقات في تنمية المناطق الجبلية وبناء شراكات من شأنها إحداث تغيير إيجابي في الجبال والمرتفعات في العالم.

وفي الذكرى السنوية العاشرة لليوم الدولي للجبال، يراد من هذا اليوم إحراز شراكة أقوى بين الفاعلين والمؤسسات والمجتمع المدني في التنمية المستدامة للجبال، كما أنه أيضا فرصة سانحة لحشد الموارد بغية تحسين معايش المجتمعات المحلية التي تعيش في الجبال، وسيكون التركيز بشكل خاص على مشاركة الشباب في تنمية عالمية مستدامة لأنهم سيكونون الفاعلين مستقبلا.

وبالإضافة إلى ذلك، ستركز العملية على الروابط بين التنميتين الحضرية والريفية مع الأخذ في الاعتبار تنفيذ اقتصاد أخضر متوافق مع قمة الأرض في ريو+20.

وتمثل الجبال ربع مساحة اليابسة في العالم، ويقطنها 12% من البشر، كما تزود الجبال 60 % من موارد مياه العالم العذبة بالرغم من أن الغطاء الحرجي ذاته لا يتجاوز 12 % من سطح اليابسة. وتصنف الجبال من خلال التنوع العالمي الهائل — ابتداء بالغابات الاستوائية المطيرة وانتهاء بالجليد والثلوج الدائمة؛ ومن مناخات يكثر فيها هطول الأمطار بنسبة 12 مترا سنويا وحتى الصحارى المرتفعة؛ ومن مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع يقارب 9 آلاف متر. فتعد (الجبال) بذلك الأبراج المائية للعالم حيث توفر المياه العذبة لما لا يقل عن نصف سكان العالم.

ومع ذلك، فالجبال هي بيئات عالية المخاطر أيضا؛ كما في الانهيارات الجليدية، والانهيارات الأرضية، والانفجارات البركانية، والزلازل وفيضانات البحيرات الجليدية التي تهدد الحياة في المناطق الجبلية والأقاليم المحيطة بها. وللجبال شأن كبير في التأثير على المناخ وأحوال الطقس الإقليمية منها والعالمية. وعلى مدى أجيال متعاقبة، تعلم سكان الجبال كيفية التعايش مع تهديد المخاطر الطبيعية وطوروا نظما لاستخدام الأراضي تتميز بالمرونة وبالقدرة على التكيف مع المخاطر.

ومع ذلك، تشير الأدلة المتواترة إلى أن كثيرا من الأقاليم الجبلية غدت عرضة للكوارث أكثر من أي وقت مضى في العقود القليلة الماضية. وتتطلب مواجهة التحديات والتهديدات العالمية نهجا شاملا وتشاركيا ومتكاملا يمكن من خلاله التعامل مع كل جوانب الاستدامة.

وينبغي الأخذ في الاعتبار الحاجات الخاصة والروابط المشتركة بين الجوانب المختلفة للتنمية الجبلية المستدامة مثل المياه والتنوع البيولوجي والسياحة والهياكل الأساسية. ولتحقيق تنمية جبلية مستدامة، ينبغي إشراك جميع أصحاب المصلحة المعنيين، كما ينبغي رفع الوعي بالنظم الإيكولوجية للجبال وهشاشتها ومشاكلها السائدة وسبل التصدي لها. وينبغي أن تكون التنمية المستدامة وحماية المناطق الجبلية وتحسين معايشها المحلية في صلب التشريعات المتعلقة بالجبال.

وتحتاج مثل تلك التشريعات إلى التعامل مع قضايا حماية الأقليات الإثنية والتراث الثقافي لسكان الجبال، والاعتراف بحقوق الملكية المجتمعية، ولأن كثيرا من السلاسل الجبلية عابرة للحدود، فإن التنمية الجبلية المستدامة تتطلب تعاونا دوليا.

وأوضح تقرير لمنظمة الفاو، بعنوان "غابات الجبال في عالم متغير: إدراك القيم ومواجهة التحديات"، أن الضغوط السكانية وتوسع الزراعة المكثفة دَفَع بمزارعي الحيازات الصغرى إلى التحرك صعوداً نحو المناطق الجبلية الحدية والشديدة الانحدار، وسط سياقٍ مستمر من فَقد الغطاء الحرجي.

ولاحظ التقرير أيضاً أن تغير المناخ من المحتمل أن يفاقم من سرعة ونطاق انتشار الآفات وغيرها من الكائنات الحيّة الممرضة التي تلحِق الأضرار بالغابات الجبلية.

ويؤكد الخبير إدواردو روخاس بيرياليس، المدير العام المساعد مسؤول قسم الغابات لدى المنظمة الفاو، أن الغابات الجبلية مثلما تحمي المجتمعات المحلية من الكوارث الطبيعية، تَصون الموارد الطبيعية والخدمات البيئية التي يعتمد عليها المليارات من السكان كمورد للرفاه ومصدر للمعيشة،
وأضاف بيرياليس أن غابات المناطق الجبلية وإن كانت تعاني تحت وطأة وأضرار العديد من التحديات العالمية كتغير المناخ وشح المياه وخسارة التنوع الحيوي والتصحر وغيرها، فهي تتيح في ذات الوقت فرصاً ذهبية لطرح الحلول لهذه المشكلات، لذا تحتاج التنمية المستدامة للغابات الجبلية، وتستحق موقعاً بارزاً على جدول الأعمال الدولي.

وتعتمد العديد من المدن بشدة على موارد المياه الجبلية، فعلى سبيل المثال يأتي 95 % من المياه الواصلة إلى مدينة فيينا من مصادر غابات جبال الألب الشمالية، بينما يأتي 40 % من مياه مدينة تيغوسيغالبا بهندوراس من غابات جبال الغيوم التي تغطيها السحب بمحمية "لا تيغر" الطبيعية القومية، وفي كينيا تولد مياه الغابات الجبلية نحو 97 % من الطاقة الكهربائية الكهرومائية على الصعيد القومي، بينما تؤدي هضبة جبال التيبِت على صعيد آسيا دور برج المياه لنحو 3 مليارات نسمة.

وينبه تقرير منظمة الفاو إلى أن الغابات الجبلية إذ تختزن كميات هائلة من الكربون، وتملُك علاوة على ذلك دوراً كامناً بعيد الأثر في إطار سياسات التصدي لتغير المناخ والتخفيف من عواقبه. وفي الأحوال كافة، تعادل أي خسارات من الغابات الجبلية انبعاث كميات ضخمة من الكربون في الأجواء. وعلى ذلك يؤكد التقرير أن صناع السياسات الوطنية عليهم أن يأخذوا في الحسبان أهمية حماية غابات الجبال والحفاظ عليها، مع العمل على إدماج هذه الشواغل في صلب السياسات المطبقة التي تستهدف تحديداً التخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف له.

وعلى المستوى العالمي، من المتعين أن تطرح الخدمات الرئيسية التي توفرها الغابات الجبلية، وأن تنعكس على نحوٍ أفضل في سياق المفاوضات والاجتماعات الدولية المعنية بتغير المناخ ونوعية المياه والقضايا البيئية، لا سيما على ضوء نتائج البحوث حول التلوث وذوبان الكتل الجليدية القطبية، والتي عرضت على اجتماعات يوم الجبال الدولي خلال مؤتمر تغير المناخ "COP17" الذي عقد مؤخراً في إطار اتفاقيّة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ "UNFCCC" بمدينة دوربان في جنوب إفريقيا.

وأبرز التقرير الحقيقة الماثلة في أن سكان الجبال، وهم من بين سكان العالم الأشد فقراً وجوعاً يشكلون مفتاحاً لبقاء نظم الجبال البيئية في حالة سليمة، لذا يجب أن تستشار آراؤهم في إدارة موارد الغابات التي يعتمدون عليها كمورد للمعيشة لا أقل، وينبغي ضمان مشاركتهم في المنافع المترتبة على ترشيد الاستعمالات وحماية الغابات.

وفي إطار بناء القدرات لتعزيز بناء القدرات التنمية الجبلية المستدامة على كل الأصعدة بدون أدنى شك، تسعى الفاو لدعم جهود البحث التي يراد منها تحسين فهم دافع التغيير التي تؤثر في الأقاليم الجبلية، وتعزيز مجموعة البيانات المصنفة عن المناطق الجبلية بوصفها أساسا لاتخاذ قرارات ورسم خطط مدروسة.

وفي سياق تغير المناخ، فإن أحد الشروط الرئيسية هو زيادة الجهود المبذولة لمراقبة الأنهار الجليدية وأنماط الجريان في المناطق الجبلية بغرض تقييم وفرة المياه في المستقبل.