الثلاثاء 07 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تحقق في ظاهرة انتشار "القناديل".. اختفاء سمكة الشمس والسلاحف والتلوث العضوي أدى إلى انتشاره بشواطئ البحر المتوسط.. وتحميل الدولة المسئولية "ظلم"

قناديل البحر
قناديل البحر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الدكتور عزت لويس، خبير التغيرات المناخية، ومدير وحدة الأوزون السابق بوزارة البيئة، أن إرجاع ظاهرة انتشار قناديل البحر بالشواطئ المصرية إلى التغيرات المناخية تعد أضعف الأسباب وليست السبب الحقيقي وراء انتشارها، مشيرًا إلى أن زيادة درجة حرارة المياه وتباينها من وقت لآخر يساهم بالفعل في انتشار ظاهرة قناديل البحر ولكنه ليس السبب الرئيسي وراء تواجدها. 



وأكد لويس، لـ"البوابة نيوز"، أن السلاحف المصرية وسمكة الشمس تعدان من أهم الكائنات البحرية التي كانت تتغذى على الطحالب والقناديل، ولكن بسبب الصيد الجائر، والتلوث العضوي وأسباب أخرى كثيرة أسفرت عن تناقص تلك الكائنات بشكل كبير جدًا، مشيرًا إلى أن المكافحة البيولوجية مهمة جدًا للبلاد في هذا التوقيت، موضحًا أن "الله تعالى" خلق الطبيعة بأسلوب متوازن، ويحدث الاختلال بها إذا تدخل الإنسان فيها، منوهًا إلى أنه إذا تم اصطياد القطط لسبب ما، فإن هذا سوف يسفر عن تزايد أعداد الفئران وهذا هو قانون الطبيعة الذي وضعه"الله" تعالى.
وأوضح لويس، إلى أن زيادة نسبة المواد العضوية والتلوث بصورة ملحوظة بمياه البحر المتوسط الفترة الأخيرة، ساهم فى انتشار قناديل البحر، مؤكدًا أن ظاهرة انتشار القناديل لم تظهر فجأة ولكن كان لها بوادر لذلك، حيث بدأت القناديل فى التزايد بالشواطئ المصرية شيئا فشيئا، وقد كانت متواجدة قديما بصورة طبيعية بالشواطئ ولكن ليست بالصورة الحالية.
وأكد لويس، أنه لا تستطيع أي دولة من دول حوض البحر المتوسط بالقاء اللوم إلى جمهورية مصر العربية بسبب انتشار القناديل، لأن مصر ليست المسئولة عن انتشار هذه الظاهرة، ولا أي دولة بعينها مطلة على البحر المتوسط، لأن المتسبب الرئيسي فى ذلك يتمثل في تزايد الأنشطة البشرية بصورة كبيرة جدًا الفترة الأخيرة، وقيام أغلب السفن بإلقاء مخلفاتها بالبحر.
وقد أوضحت وزارة البيئة أن قنديل البحر يعد غذاء صحيا يوصف بأنه لذيذ، حيث يعد من الوجبات الشهية لدى دول شرق آسيا ومن الأطباق الشهية التي تلقى رواجًا كبيرًا، موضحًا أنه قد بلغ ما استوردته الصين من قناديل البحر المصرية في عام 2004م حوالي 600 طن، ومن المتوقع تضاعف هذه الكمية من خلال تحول أنشطة الصيد إلى صيد قنديل البحر وتحويلها من مصدر تهديد دائم لحركة السياحة بمصر إلى مصدر رزق لهؤلاء الصيادين. 
واستطرد لويس..أنه لابد من التفكير السليم واتباع الاستراتيجية الصحيحة في استغلال أزمة القناديل وتحويلها إلى فرصة اقتصادية كبيرة، ونعمل على تصدير كميات كبيرة من قناديل البحر إلى الصين.
أوضح خبير التغير المناخي، ورئيس الإدارة المركزية للأوزون بوزارة البيئة السابق، أنه لاستغلال القناديل والقيام بتصديرها للصين، لابد من وجود آلية ورؤية واضحة تحددها البلاد لذلك، منوها إلى أنه يتم اصطياد الأفاعي ويتم تحويلها إلى منتج للأنشطة الاقتصادية، وهناك كذلك طلبات خاصة على الكلاب من دولة كوريا، فى حين يتواجد بالبلاد كميات كبيرة من الكلاب والبلاد في احتياج كبير للتخلص منها، مؤكدًا أن البلاد تحتاج إلى إمكانيات وآليات رئيسية لتحويل الأزمة التى تمر بها تجاه قناديل البحر إلى فرصة اقتصادية حقيقية.
وأوضح أن الدولة هى التى تستطيع تحويل الأزمة إلى فرصة من خلال مساعدة المواطنين فى نشر الوعي وتعريفهم بأهمية القناديل وكيفية الاستفادة منها، وكيفية اصطيادها وتجميعها، لأن المواطن البسيط لا يدرك كيفية اصطياد القناديل وكيفية تجميعها، حيث لابد من عمل مراكز لتجميع القناديل، وعمل آلية ورؤية يسير عليها الجميع. 
وأكد ضرورة وضع آلية لاصطياد أكبر عدد من القناديل لتخليص المواطنين من شرورها، وتكليف المراكز لتجميع القناديل من الصيادين البسطاء.



وتواصلت "البوابة نيوز" مع العديد من خبراء التغذية، للتواصل معهم بشأن أهمية القناديل واضرارها وأسعارها، ولكن للاسف أسفر هذا التواصل على العلم أن عددًا كبيرًا من خبراء التغذية لا يملكون أدنى المعلومات عن هذا الكائن.
حيث قال دكتور مجدي نزيه مدير المعهد القومي للتغذية:" ليس لدينا فكرة حول الأثر الغذائي لقناديل البحر، وأنه ليس بالخريطة الغذائية لدى المجتمع المصري"، مؤكدًا أن البلاد التي تتناول قناديل البحر لديها دراسات تحليلية لها، لرواجها ببلدانها. 
ومن جانبها قالت الدكتورة وفاء وافي خبيرة التغذية، لقد قرأت على موقع التواصل الاجتماعي أن هناك شعوبًا آسيوية تتناول القناديل، ولكن لا أعلم أدنى فكرة عنهم، وليس لدى فكرة بالموضوع.