■ لو صحت الأنباء المتداولة والتى تم تسريبها مؤخرًا للأوساط المالية والاقتصادية وخاصة فى أوساط البورصة المصرية بقرب تعيين محمد عمران رئيس البورصة الحالى لمنصب رئيس هيئة الرقابة المالية خلفًا لشريف سامى، لأصبح من حقنا بصفة عامة ومن حق كل المتعاملين فى البورصة المصرية أن يطرحوا هذا السؤال على الرأى العام وصُناع القرار هو: محمد عمران ابن مين فى مصر؟.
■ وهذا السؤال يرجع إلى كون محمد عمران واحدًا من أقدم المسئولين المصريين فى مناصبهم حتى الآن، حيث تولى رئاسة البورصة المصرية فى ٢١ سبتمبر ٢٠١١ بقرار من عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق بعد أن شغل منصب نائب رئيس البورصة لنحو ٤ سنوات من ٢٠٠٦ حتى٢٠١٠.
■ ورغم أن قطار التغيير الحكومى أطاح بالعديد من المسئولين وخاصة رؤساء الوزراء، حيث تم تغيير حازم الببلاوى ثم المهندس إبراهيم محلب وأيضا وزراء الاستثمار، إلا أن محمد عمران ظل قابعًا فى منصبه رئيسًا للبورصة دون أن يشمله قطار التغيير رغم العديد من المطالب المتكررة من جانب المستثمرين والمتعاملين بالبورصة بضرورة تغيير محمد عمران.
■ ولا أحد يعرف حتى الآن سر بقاء واحتفاظ عمران بمنصبه رئيسًا للبورصة طوال هذه السنوات الست المتتالية رغم حجم الخسائر المالية الفادحة وغير المسبوقة التى لحقت بالبورصة المصرية فى عهده وشكاوى أصحاب الأسهم والمتعاملين بالبورصة، ولكنه أثبت أنه أقوى من الجميع وأنه سيغادر منصبه بقراره، وليس بقرار أحد غيره من صناع القرار.
■ حتى عندما حانت ساعة الرحيل عن رئاسة البورصة وفقًا للتعديلات الأخيرة التى أقرها مجلس الوزراء، فإن محمد عمران لن يخرج نهائيًا بل سيتم تصعيده لمنصب أعلى وأقوى مما كان فيه وسيظل مسيطرًا على البورصة ومتحكمًا فى إدارة أمورها من خلال ترشيحه لتولى رئاسة هيئة الرقابة المالية واختيار بعض المقربين منه فى إدارة البورصة.
■ والغريب أن سجل محمد عمران فى إدارة البورصة حافل بالإخفاقات المالية والخسائر الكبيرة التى منيت بها البورصة المصرية، والهروب الكبير من جانب المستثمرين، إلا أنه استطاع الاستمرار فى المنصب، مما جعل البعض يتذكر مسلسل «عفاريت عدلى علام» للنجم عادل إمام وأن هناك مسلسلًا آخر هو عفاريت محمد عمران فى البورصة.
■ ويبدو أن محمد عمران رئيس البورصة لديه قدرات خارقة فى الاستعانة بعفاريت عدلى علام، من أجل الاستمرار فى موقعه كل هذه السنوات، ثم التصعيد لموقع آخر حتى يظل مسيطرًا على البورصة، ويجعل أصحاب القرار فى الحكومة ووزارة الاستثمار عاجزين عن تغيير عمران وتوجيه رسالة شكر له على ما قدمه للبورصة خلال هذه السنوات.
■ ولعل من التناقضات الغربية أن محمد عمران أدلى بتصريحات مؤخرًا أكد فيها أن تعديل مدة رئيس البورصة لمدة ٤ سنوات وعدم التجديد أكثر من مرة واحدة هدفها عدم تولى المناصب العامة مدة طويلة، وأن سوق المال تحتاج للتطوير المستمر، ثم يسعى بكل قوة لكى يتولى موقع رئيس هيئة الرقابة المالية بدلًا من تطبيق هذا المبدأ عليه.
■ فطالما أن محمد عمران رئيس البورصة لم يطلب بنفسه الرحيل النهائى مكتفيًا بالسنوات الست كرئيس للبورصة والسنوات الأربع نائبًا لها، فلا بد أن يتحرك صانع القرار داخل مجلس الوزراء، وأن يكون التجديد داخل البورصة وهيئة سوق المال شاملًا وكليًا وليس جزئيًا حتى لا تصاب البورصة بالسكتة القلبية.
■ أما إذا صدقت الأنباء المسربة والمتداولة، فمن حقنا أن نصرخ بأعلى صوت ونسأل المتعاملين فى البورصة والمستثمرين داخلها هذا السؤال: عمران ابن مين فى مصر حتى يظل قابعًا على صدر البورصة المصرية طوال هذه السنوات وأن قصة التعديلات الأخيرة هى تفصيل لصالحه قبل أن تكون لصالح البورصة والاستثمار فى مصر؟.