تظل لعبة الإيرادات هى المؤشر الذي يعتمد عليه صناع السينما في تعاقداتهم مع النجوم، ويظل شباك التذاكر حاكمًا بأمره في استمرار سطوع نجم وخفوت نجم آخر، ليستمر من فاضت شباك تذاكر فيلمه السينمائي وتخطت الحواجز، ويختفي من لفظه هذا الشباك ليظهر بديلًا له وتتحول هذه اللعبة إلى "لعنة".
وبلغة الأرقام والحسابات تبقى أعمال النجم محمد هنيدي على قائمة الأعلى إيرادات في تاريخ السينما، ففي الوقت الذي كانت السينما تواجه شبح الانهيار خرج هذا الكوميديان الموهوب ليقود كتيبة إنقاذ هذه الصناعة العملاقة، وتحديدًا عام 1997 حينما قدم فيلم "إسماعيلية رايح جاي" مع محمد فؤاد وخالد النبوي ليحقق هذا العمل إيرادات بلغت حوالي 15 مليون جنيه، وهو رقم كان في تلك الفترة فلكيًا، وذلك بالقياس بعدد دور العرض وسعر التذكرة.
وفي العام التالي واصل هنيدي إيراداته الفلكية من خلال فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي حقق 27 مليون جنيه، هذا الرقم وإن تم تحطيمه عدة مرات عن طريق نجوم آخرين في السنوات الأخيرة، إلا أنه يبقى الأعلى في تاريخ السينما، وخاصة بعد أن وصل سعر التذكرة في الوقت الحالي إلي أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه أيام عرض فيلم هنيدي، بالإضافة إلى أن عدد النسخ التي تعرض حاليًا تعد ضعف عدد النسخ التي كانت تعرض في نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
هنيدي الذي يعرض له حاليًا فيلم "عنتر ابن ابن ابن شداد" يواصل حرصه على تقديم البسمة والكوميديا التي اعتادها جمهوره منه منذ بداية انطلاقه نحو النجومية، وظل فيلمه في المنطقة الدافئة بين أفلام عيد الفطر المبارك من ناحية الإيرادات، ليظل حارسًا أمينًا لمنطقة الكوميديا ويراهن على تلك المنطقة حتى وإن أصابتها "لعنة" الإيرادات بعض الشيء، ويرفض الابتعاد عنها لإيمانه بأن المصريين في حاجة دائمة للضحكة والابتسامة، بعد أن تغيرت وجهة وطريقة معظم أبناء جيله وسلكوا طريقًا آخر غير الكوميديا فقدموا الأكشن والدراما الاجتماعية والأعمال التشويقية، ليتربع النجم أحمد السقا وهو أحد أبناء جيل هنيدي في هذا الموسم على شباك الإيرادات بفيلم "هروب اضطراري" ولسان حاله يقول لـ"هنيدي": أبدًا لن تصيبنا "لعنة الإيرادات".